المعلم يؤكد لبيدرسون استعداد دمشق لإيجاد حل سياسي لأزمتها.. ولافروف يدعو إلى إطلاق عمل اللجنة الدستورية في أسرع وقت
أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خلال لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى سورية النرويجي غير بيدرسن، استعداد سورية للتعاون لتفعيل الحوار السوري – السوري للتوصل إلى تسوية سياسية.
وأوضح المعلم أن الهدف الرئيس هو القضاء على الإرهاب وخروج القوات الأجنبية، الموجود بشكل غير شرعي، من كامل الأراضي السورية، والحفاظ بشكل فعلي على وحدة وسيادة واستقلال سورية.
بدوره أطلع المبعوث الأممي وزير الخارجية السوري خلال اللقاء، الذي جمعهما أمس في دمشق، على اللقاءات التي سيجريها والنشاطات التي سيقوم بها خلال الفترة المقبلة، من أجل تنشيط العملية السياسية، مشدداً على أن هذه العملية يجب أن تكون بقيادة سورية، وإلا لن يكتب لها النجاح.
وأكد بيدرسن أنه سيبذل قصارى جهده للتوصل إلى حل سياسي، يراعي المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية، مشدداً على التزام الأمم المتحدة بسيادة سورية واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضاً وشعباً.
تجدر الإشارة إلى أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، النرويجي، غير بيدرسن، وصل اليوم إلى دمشق قادماً من بيروت في أول زيارة منذ توليه المنصب.
وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أثناء مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، إلى بدء عمل اللجنة الدستورية في سورية من أجل إطلاق التسوية السياسية في البلاد.
وأكدت الخارجية الروسية في بيان أصدرته، أن لافروف شدد أمس أثناء المكالمة على ضرورة توحيد جهود جميع الأطراف المعنية بهدف إطلاق العملية السياسية في سورية، معتبراً بدء عمل اللجنة الدستورية في أسرع وقت ممكن نقطة الانطلاقة لهذه العملية، وذلك بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي أوائل العام الماضي.
وتابع البيان أن الوزيرين أشارا بهذا الخصوص إلى جهود الدول الضامنة في مفاوضات أستانا روسيا وتركيا وإيران في سبيل تشكيل اللجنة الدستورية التي ستضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة، معربين عن أملهما في التعاون المثمر مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، الذي وصل دمشق في وقت سابق من أمس.
من جانبه، أشاد الصفدي، حسب البيان، بدور روسيا الملحوظ في تسوية النزاع السوري، بما في ذلك تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الأردني اهتمام بلاده بمواصلة العمل المشترك مع موسكو بغية غلق مخيم الركبان للنازحين السوريين الواقع عند الحدود السورية الأردنية.
إلى ذلك، طالب سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الولايات المتحدة بأن تقدم خطة مرحلية للخروج من سورية، بعد ذلك فقط ستؤخذ تصريحاتهم على محمل الجد.
وقال باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا»: «أعتقد أن تصريحات الجانب الأميركي ستكون جديرة بالاهتمام فقط عندما تقدم الولايات المتحدة خطة مرحلية لانسحابها من سورية، حيث سينعكس الإطار الجغرافي ودقة التوقيت وتسلسل تنفيذ هذا العملية».
في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2018 أعلن ترامب بدء انسحاب القوات الأميركية من سورية وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من الدول في سورية. مشيراً إلى أن هذا هو السبب الوحيد الذي كان لبقاء الجيش الأميركي في البلاد.
وفي وقت لاحق، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أن الولايات المتحدة بدأت في سحب قواتها من سورية، لكن الانتصار على تنظيم «داعش»، لا يعني نهاية عمل التحالف.
من جهة أخرى، ثمّن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، دور الأكراد في محاربة تنظيم «داعش» في سورية، مؤكداً أن المصلحة تقتضي التعامل معهم بما يحفظ وحدة الأراضي السورية.
وقال قرقاش إن القلق الإقليمي والدولي حول مصير الأكراد مشروع، داعياً إلى أن ينحصر التعامل العربي مع المكون الكردي ضمن الإطار السياسي، والذي من شأنه أن يحفظ وحدة الأراضي السورية.
ويأتي تصريح قرقاش، بعد أيام من إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق، بعد 7 سنوات من القطيعة الدبلوماسية على خلفية الأزمة السورية.
من جهته، أعلن رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستتخذ قريباً «خطوات ضرورية» للحفاظ على وحدة أراضي سورية، مشيراً إلى أن أنقرة لن تطلب إذناً من أي جهة لمحاربة «الإرهابيين»، بحسب تعبيره.
وقال أردوغان، في مقال كتبه لصحيفة «كوميرسانت» الروسية نشر أمس: «نحتفظ بالحق في استهداف الإرهابيين الذين يهددون بلدنا من الأراضي السورية إلى حين تتهيأ الظروف… ولا نطلب إذناً من أحد من أجل محاربة الإرهاب».
واعتبر أردوغان أن «الأزمة السورية لا يمكن أن تحل إلا من قبل الدول التي تستفيد من تضميد جراح سورية وتتضرر من تعميق النزاع». وأضاف أردوغان: «إننا أكدنا دائماً بشكل صريح ونواصل التأكيد بأننا لن نسمح بوجود أي عناصر تهدّد أمن بلادنا القومي أو وحدة أراضي سورية».
وذكر أردوغان: «سنتخذ في المستقبل القريب بالتعاون مع أصدقائنا وحلفائنا خطوات ضرورية للحفاظ على وحدة أراضي جارتنا».
ميدانياً، أحبطت وحدات من الجيش السوري تسلل مجموعات إرهابية من محوري اللحايا واللطامنة باتجاه المناطق الآمنة في ريف حماة الشمالي وأوقعت في صفوفهم خسائر بالأفراد والعتاد.
نفذت الوحدات رمايات نارية على محاور تسلل مجموعات إرهابية تحركت من محيط بلدة اللحايا باتجاه نقاط عسكرية تحمي المدنيين في القرى والبلدات الآمنة بريف حماة الشمالي وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين.
كما نفذت وحدات من الجيش على محور بلدة اللطامنة، عمليات مركزة على أوكار ومحاور تحرّك مجموعات إرهابية مما يسمى «كتائب العزة» رداً على خروقها واعتداءاتها على المناطق الآمنة أسفرت عن تدمير نقاط محصنة للإرهابيين وإيقاع خسائر في صفوفهم.
وردت وحدات الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي أول أمس على خروق التنظيمات الإرهابية لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح وأحبطت محاولات تسللهم من محيط قرى وبلدات حصرايا واللطامنة وأبو رعيدة الشرقية وأوقعت في صفوفهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وتنتشر في أرياف حماة الشمالي ومدينة إدلب وريفها وريف حلب الغربي مجموعات إرهابية من تنظيم «هيئة تحرير الشام» الذي تتزعمه «جبهة النصرة» التي خاضت معارك طاحنة خلال الأيام الماضية وهزمت أشقاءها من التنظيمات الإرهابية مثل «نور الدين الزنكي» و«أحرار الشام» وغيرها وأجبرتها على الانضواء تحت رايتها لتنفيذ مزيد من المجازر بحق السوريين واستكمال دورها المرسوم لها من قبل مشغليها ومموّليها من الأنظمة الإقليمية والغربية المعادية للسوريين ودولتهم.