«عشق الصباح»
شوقي إليك اشتياق العاشقين في ليالي الصيف للقمر… لم أكن في غفوة نعاس.. ولا غافل عن رؤية المكان والجهات ووجهك الذي يسكن البال وأمكنتي.. كنت بكامل صحوتي.. اتكئ على وسادتك وأتغطى بلحافك المشغول من صوف غنماتك.. يوم كانت دارنا الواسعة في قريتنا معان تضجّ بالغنم وحبات الحنطة.. وأحواض الحبق والمحبة والأمان… وحكايا الحواصيد ؟؟؟ تركتني غريباً على كتف البحر.. أنزوي وحيداً في هذا الليل الممطر والريح مجنونة تعصف بأشجار الليمون والرمان في الحاكورة كأنها تريد أن تقلعها….؟؟؟…. كما قلع ودمر الظلاميين زيتونات بيتك وأشجار وكرمك..!!!!…… الليل بارد… وأنا انكفئ على كتبك وأوراقك… كأني أراك في كل كلمة اقرأها… جاءني طيفك… وأنا، أمسح الغبش عن زجاج النافذة أرى الأضواء الخافتة تلوح من بعيد.. وأشرب سائل دافئ.. فتأخذني الخيالات لتلك الأيام التي جمعتنا حول دفؤك وحكاياك حيث كنت أطوف معك على ضفاف فلسفة العرفان فانتشي كأني شربت خابية من بنت عنقود … وحدها كلماتك لم تزل تملأ روحي.. كما امتلئ بالحنين والشوق إليك. صوتك في أذني يرتل: لا تحزن… لا تحزن… هي الحياة مستمرة بكل ما فيها من منغصات ومعاناة وهموم وأوجاع… لا بد أن تهدأ العاصفة ويسكن موج البحر وتمرّ أسراب النوارس.. ويزول عتم الليل وتشرق شمس النهارات متوهّجة بالحياة المتجددة… ألا تذكر كم قرأت لكِ من قصائد المنتجب العاني.. لروحه السلام .. وكما حكينا عن معاني كلمات… فما هو آتٍ….. فلا بد آت؟؟…. فكن زارعاً ما أنت حاصده غداً… فما زرع الزرّاع إلا ليحصدا ؟. لا تحزن.. كن كما عرفتك خمر الحب يسكن روحك عهدي إليك والشوق والحب والحنين يسكنني… سلاماً لروحك أيهما احتواك الأمكنة… أم احتواك الضوء…؟!
حسن ابراهيم الناصر