مع عودة المنتخب بدأت مرحلة المحاسبة سلبيات وإيجابيات على هامش المشاركة
ابراهيم وزنه
كثُرت تحليلات المحبين والغيارى حول منتخبنا الوطني خلال الأسبوع الماضي، منهم من حفظ أدبياته وسجّل ملاحظاته لحين إطلاق صافرة نهاية اللقاء الثالث والأخير، ومنهم من أعرب عن أسفه غضبه بعد كل مباراة، تارة يتمحور الاعتراض حول عناصر التشكيلة وأخرى حول خطّة المدرب رادولوفيتش، مع الحرص على عدم التعرّض لأي لاعب خلال مسيرة رجال الأرز في البطولة، أما وقد انتهى المشوار من الدور الأول فلا بدّ من إبراز بعض النقاط، السلبية منها والايجابية، فماذا في الجعبة؟
الايجابيات: تلقّى المنتخب دعماً ـ ولو متأخراً ـ من الجهات الرسمية الحكومية، مع وعود بتقديم مكافآت وبذل المزيد من الاهتمام لاحقاً.
ـ مواكبة المنتخب في مبارياته الثلاث، إن على الصعيد الاتحادي أو الاعلامي أو الجماهيري من أبناء الجالية اللبنانية في الامارات جاءت أكثر من مميزة لا بل تستحق الاشادة ورفع القبّعة.
ـ خوض سلسلة من المباريات الودّية وإقامة معسكر خارجي في البحرين، حيث الأجواء المناخية مشابهة للأجواء في الامارات العربية المتحدة.
ـ الدموع التي انهمرت من عيون لاعبينا مع نهاية المشوار ما هي الا انعكاساً صادقاً للروح الوطنية والانتماء الحقيقي للبنان، سعوا جاهدين إلى تسجيل انجاز يدخل السرور إلى قلوب الجماهير فلم ينجحوا.
ـ الفوز بخدمات الشقيقين جورج وروبرت ملكي في صفوف المنتخب، مع تسجيل علامات استفهام حول الطريقة التي خرج منها المحترف باسل جرادي من البطولة!
السلبيات: ـ لم تكن تشكيلات المدرب متناسبة مع ما تتطلبه المباريات، عمل على تغييب عناصر ذات أهمية لجهة تفعيل الاداء الهجومي للمنتخب.
ـ عدم لفت نظر اللاعبين إلى مفاعيل البطاقات الصفراء في سياق السعي للدخول إلى نادي «الثوالث» الأفضل.
ـ الظلم التحكيمي الذي وقع علينا في مباراتنا الأولى أمام قطر! سرقة هدف وإختراع فاول! والتغاضي عن ضربة جزاء!
ـ سوء الانتشار وعدم القدرة على تناقل الكرات كما فعلت بقية المنتخبات، وفي الشق الفني أيضاً، وقع لاعبونا في فخ الاستعجال في التمرير والبعض منهم شارك في كرات ربما لو تًركت لزملائه لكانت أكثر فعالية وخصوصاً في المباراة الخيرة أمام كوريا الشمالية.
ـ الأخطاء التي ارتكبها الحارس مهدي خليل أمام وقطر وكوريا، دون التقليل من أهمية ما أنجزه في بعض الكرات الخطرة.
ـ الجبن الذي أحاط بخطّة المدرب انعكس جبناً على اللاعبين الذين لعبوا تحت الضغط، ولما تحرروا منه خلال اللقاء الثالث أظهروا الكثير وبرزت مواهبهم الهجومية.
خيامي معلّقاً على الخروج
علّق مدير وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي على خروج منتخبنا من الدور الأول قائلاً: «كان الخروج حزيناً، وكان التأهل للدور الثاني ممكناً، إلا أن ظروفاً وعوامل عاكستنا» ، وأوضح: «البعض رمى التهم في عدة اتجاهات وصوّب نحو تقصير الدولة عموماً ووزارة الشباب والرياضة خصوصاً، ولكنني أؤكد بأن الجهة الرسمية قامت بما تستطيع القيام به لجهة توفير الدعم للاتحاد اللبناني لكرة القدم، وإن كان دعماً متواضعاً، فهو يتوافق مع الإمكانيات الموجودة لدى الوزارة كجهة رسمية».
وختم خيامي: «هناك ثغرات يتوجب العمل عليها وتحديداً فيما يتعلّق بالجهاز الفني للمنتخب وكيفية وضعه لخططه واستراتيجياته ومعالجته لبعض الأخطاء على أرض الملعب، وأنا أدعو للاستفادة من هذه التجربة استعداداً للاستحقاقات المقبلة ووضع الخطط والاستراتيجيات والتعاقد مع جهاز فني مناسب يستطيع النهوض بالمنتخب والاستفادة من قدرات وإمكانيات لاعبيه».
إستقبال حاشد ووداع ضروري
مساء أمس وصلت بعثة المنتخب قادمة من دبي، وكان في استقبالها في المطار المئات من المشججعين الذين أرادوا بحضورهم رفع الصوت عالياً دعماً لمسيرتهم وتقديراً لما بذلوه من جهود، وكثيرون ممن حضروا في أرض المطار رفعوا أصواتهم موجّهين سهامهم الى المدير الفني المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش، مطالبين بإقالته لاصراره على اللعب بأسلوب دفاعي، فضلا عن الحديث عن علاقات لم تكن ودية مع غالبية اللاعبين
وينتهي عقد رادولوفيتش في أيار المقبل، ومن غير المتوقع إثارة هذه المسألة من اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم في المدى المنظور، قبل استعراض كامل للمرحلة الأخيرة، والبحث في حلول بديلة. وكان رادولوفيتش قد ألمح إلى الظلم التحكيمي الذي لحق بالمنتخب، قائلاً:»خرجنا من المباراة الاولى وليس اليوم الخميس . كنا نخطط لخطف نقطة من أول مباراة ثم تحقيق فوز عادي اليوم. لم أفهم بعد لماذا خضنا مباراتين بين قطر والسعودية مع يومين راحة خلافا لباقي المنتخبات؟».
انتهت رحلة جميلة من لاعبي منتخب الارز في استحقاق قاري كبير، ويحسب للمنتخب انه شارك لينافس، وحقق فوزاً أول في النهائيات في مشاركته الثانية فيها.