دراسة للجيش الأميركي عن احتلاله العراق: إيران وسورية وفّرا ملاذاً آمناً للمقاومة
توصل تقرير للجيش الأميركي درس الأخطاء والتقصير في غزو العراق واحتلاله وما تلاه إلى أنه تم الفشل في ردع إيران وسورية لتوفيرهما الملاذ وتقديمهما المساعدة للمسلحين من الطائفتين.
وخلصت الدراسة التي أريد منها استخلاص دروس مستفادة «لحروب المستقبل» من غزو العراق عام 2003، إلى أن «إيران الجريئة والتوسّعية هي الرابح الوحيد» من تلك العملية برمّتها.
ويعود تاريخ هذه الدراسة إلى عام 2013، حين أمر الجنرال راي أوديرنو رئيس أركان الجيش الأميركي بكتابة تاريخ مفصل لتلك الحرب وأنيط بكتابته للعقيد جو ريبورن والكولونيل فرانك سوبتشاك.
وتواصل العمل لإنجاز هذه الدراسة المكوّنة من مجلدين بـ1300 صفحة وأكثر من 1000 وثيقة سرية، وتحت إشراف رئيس أركان الجيش الأميركي الحالي مارك ميلي، وتمّ الانتهاء منها عام 2016، وتأخّر نشرها حتى الآن بسبب مخاوف من نشر «الغسيل الوسخ» بشأن القرارات التي اتخذها بعض القادة خلال تلك الفترة العنيفة.
ورصد المؤلفان ما اعتبراها أضراراً «لحقت بالعلاقة بين الجيش والقيادة السياسية بسبب هذه الحرب، وحتى للشعب الأميركي نفسه الذي تباينت مواقف أفراده من المشاركة فيها».
ووجدت هذه الدراسة أن «حرب العراق كانت أكثر الصراعات التي نتجت عنها آثار عميقة في التاريخ الأميركي»، وأن تلك الحرب «حطمت تقاليد سياسية قديمة ضد الحروب الاستباقية».
وتوصلت إلى استنتاج يقول إن ذلك «الصراع» أسفر مباشرة عن «تحوّل مؤشر السياسة الأميركية إلى القطب المعاكس مع تشكيك عميق بشأن المشاركة في الحروب الخارجية».
كما ذهب المؤلفان إلى أن «قرار نقل السيادة إلى المسؤولين والقوات العراقية كان سابقاً لأوانه»، إضافة إلى الفشل في إعداد قوات عراقية قادرة ذاتياً على مواجهة المتمرّدين والجماعات المتطرفة.
وانتقدت الدراسة الدول الحليفة في ذلك الغزو، ورأت أن الحلفاء لم يرسلوا قوات كافية، إضافة إلى وضعهم حدوداً لنطاق عمليات قواتهم.
ووجدت الدراسة أن سياسة الاعتقالات التي انتهجها الجيش الأميركي لم تكن فعالة، وأن الولايات المتحدة لم «تطوّر» طريقة فعالة للتعامل مع «المتمردين» مما ساعد على عودة الكثير منهم إلى ارض المعركة.