الأطلسي يقر بزيادة عدد قواته عند الحدود الروسية
أعلن الأمين العام حلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتينبيرغ أن الحلف زاد عدد قواته المسلحة المتمركزة عند الحدود الروسية، مشيراً إلى أنه «جرى تكثيف الدوريات الجوية عند الحدود الخارجية ونحرك عبر أوروبا الشرقية وحدات عسكرية أكثر. ويجري الناتو كل يومين تدريبات جديدة، ويرفع جاهزية قوات الرد السريع».
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي رداً على سؤال حول إذا كان العالم يقف على شفى حرب باردة جديدة، أجاب: «لا، لكننا لم نعد كذلك نملك تعاوناً وثيقاً مع روسيا الذي عملنا عليه في السنوات الأخيرة، إذ دمرت روسيا بنية الأمن الأوروبي المعتمدة على القيم. ويجب علينا فعل كل شيء لتجنب تحول التطورات في أوكرانيا إلى حرب باردة جديدة، إذ أن هذا ليس من مصلحة روسيا أيضا»، مؤكداً في نفس الوقت أن مسألة عضوية أوكرانيا في «الناتو» غير مطروحة على جدول الأعمال.
جاء ذلك في وقت أعلنت وزيرة الدفاع النرويجية إيناه إريكسن سورايده أن دول «الناتو» في اسكاندينافيا ومنطقة البلطيق تعزز جاهزيتها للدفاع على خلفية المناورات العسكرية الروسية والأحداث في أوكرانيا.
وفي اختتام لقاءات أجراها وزراء خارجية الثماني دول النروج، الدنمارك، السويد، فنلندا، بريطانيا، لاتفيا، ليتوانيا، إستونيا في أوسلو في يومي 12 و13 تشرين الثاني الجاري، قالت الوزيرة إن دول الحلف «تستعد للأسوأ على أمل ألا يحدث». مع ذلك، فقد شددت الوزيرة النروجية على أنها لا ترى في خطوات روسيا ما يمثل «خطراً مباشراً» على النروج.
وكانت موسكو قد أكدت مراراً عدم تورطها في الأحداث الجارية في جنوب شرقي أوكرانيا، مشيرة إلى أنها ليست طرفاً في النزاع المسلح في أوكرانيا، بل تهتم بتجاوز البلاد أزماتها السياسية والاقتصادية.
ونفت وزارة الدفاع الروسية أكثر من مرة مزاعم حلف الأطلسي عن توغل قوات روسية في أراضي أوكرانيا، واصفة هذه المزاعم بـ»غير المبنية على وقائع»، وأكدت أن وراء الاتهامات التي يوجهها «الناتو» ضد موسكو رغبة الحلف في تبرير زيادة تعداد قواتها الموجودة قرب الحدود الروسية. ونفت وزارة الدفاع أيضاً تقرير صدر عن نظيرتها الهولندية زعم أن طائرة نقل عسكرية روسية اخترقت الأربعاء 12 تشرين الثاني المجال الجوي لكل من إستونيا وليتوانيا.
وأشارت الوزارة الروسية في بيان إلى أن الطائرة من طراز «إيل 62» كانت تنفذ رحلة مخطط لها من مدينة بسكوف إلى مقاطعة كالينينغراد شمال غربي روسيا ، وأن التحليق جرى فوق المياه الحيادية لبحر البلطيق وفقاً للقواعد الدولية لاستخدام المجالات الجوية.
كذلك نفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإستونية المزاعم عن اختراق طائرة نقل روسية لأجواء البلاد. ونقلت إحدى الصحف المحلية عن الهيئة قولها إن المقاتلتين الهولنديتين كان بإمكانهما أن ترافقا الطائرة الروسية لكن «نبأ اختراقها لمجال إستونيا الجوي غير حقيقي».
وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الهولندية إن طائرتين مقاتلتين هولنديتين قامتا باعتراض طائرة النقل الروسية بعد أن اخترقت المجال الجوي لإستونيا وليتوانيا «من دون سابق إنذارهما بذلك». وجاء في بيان الوزارة أن المقاتلتين اللتين أقلعتا من قاعدة في بولندا رافقت الطائرة الروسية «حتى خروجها» عن مجال الدولتين الجوي، بحسب نص البيان.