دقائق الشهادات وطق الحنك

حسين حمّود

فيما تواصل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الناظرة باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005، الاستماع إلى إفادات من تعتبرهم شهوداً في القضية واستجوابهم، خرج وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بإعلان لافت بأننا «اليوم وغداً وبعد أسبوع سنسمع شهادات من المحكمة الدولية من أصعب ما يمكن علينا سماعها، ونتمنى ان نتمكن من احتوائها في الداخل من دون ان تسبب أزمات جديدة»، مضيفاً في كلمة له خلال مؤتمر حول إصلاح قطاع الأمن، انه قرأ أمس أن من وصفه بـ»الرئيس السابق» لسورية بشار الأسد «كان خطه المباشر على اتصال مع أرقام المتهمين باغتيال الشهيد رفيق الحريري».

هكذا وزير الداخلية الذي من أولوياته ترسيخ الأمن وتطمين المواطنين إلى حاضرهم ومستقبلهم في بلدهم، يلقي الرعب مهولاً، بتداعيات خطيرة للشهادات !؟ على لبنان وأزمات جديدة قد لا يستطيع احتواءها!

هذا من جراء الشهادات، فكيف يتصور المشنوق الوضع عند صدور الأحكام؟ ربما لن يعود هناك وجود للبلد برمته.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى وأغرب، سارع وزير الداخلية إلى تبني رواية تقول إن الرئيس بشار الأسد كان خطه المباشر على اتصال مع أرقام المتهمين باغتيال الحريري. طبعاً المشنوق يفترض هنا، أن الرئيس الأسد يمضي أوقاته في الحديث على الهاتف مقفلاً كل الملفات السورية والإقليمية والدولية، غير عابئ بالحرب السياسية والأمنية التي كانت تتعرض لها سورية في ذلك الوقت!

قول المشنوق السالف، تهكم عليه مرجع أمني سابق، وقال لـ«البناء» ساخراً «هل الرئيس الأسد يطق حنك على التلفونات مثل المشنوق؟». وقال: سيبقّون كثيراً هذه الأيام فلننتظر.

لكن أمر المشنوق لم ينتهِ هنا طالما أنه وزير في حكومة «المصلحة الوطنية» التي يدأب رئيسها، على طلب اتباع سياسة النأي بالنفس. ماذا يعني بوصفه الرئيس الأسد بأنه «الرئيس السابق لسورية»؟ هل هذا تطبيق لشعار النأي بالنفس وما هو موقف الحكومة من هذا التصريح الذي يلغي شعارها و يضرب المصلحة الوطنية؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى