قالت له

قالت له: ما هي برأيك أتعس اللحظات في الحب عند الرجل وعند المرأة؟

قال: سأقول لك عند المرأة وتصححّين وتقولين لي عند الرجل وأصحح.

قالت: تبدأ أنت فأنا صاحبة السؤال.

قال: بل تبدئين، لأن في سؤال يقينك بجواب ويقين بأن جوابي خاطئ لا محال.

قالت: يمكن أن يكون صحيحاً ظنك في تفكيري بما تعلم ويعلم الرجال بالنسبة للمرأة.

قال: وظني ذاته بالنسبة لما تفترضين سبباً للتعاسة في الحب عند الرجل.

قالت: وبمَ أبدأ؟

قال: بما تظنينه سبب تعاسة الرجل في الحب.

قالت: أن لا تشعر حبيبته بأمرين حاجاته الجسدية وحبّه لأمه.

قال لها: بالنسبة للجسد. فالقضية عند الرجل ليست حاجة إلا بانقضاء زمن طويل وهي ذاتها بالنسبة للمرأة، لكن الرجال يكذبون، لأنهم يرغبون فيطلبون والتعاسة مصدرها في لعبة الجسد بين حبيبين هي الشعور بأنّها واجب يؤدي عكس ما تقولين أما عن حب الرجل لأمّه، فرغم ما تظنّه النساء من تنافس بين الحبيبة والأم من الطرفين تملكّا لرجل واحد يحسن الرجل إدارة التنافس إن حسنت النيات والحب يصير كذبة ما لم تحسن.

قالت: وما هو مصدر التعاسة إذن؟

قال: الشرط الأول هو وجود الحب وبه نعني وعليه نبني وليس على أسباب تبطل وجوده بوجودها

قالت: اتفقنا فهات ما عندك.

قال: أن يشعر بأنه مقدر مع غير حبيبته بما هو شديد التقدير فيه عند سواها.

قالت: وهل تقصد أن الرجل يسعد إن سمع الإشادة بمهاراته ونجاحاته من حبيبته؟

قال: ليست قضية الإشادة، بل وصول الشعور بالتقدير وهو حكماً يصل.

قالت: حسناً والمرأة برأيك ما يسبّب تعاستها مع الحبيب؟

قال لها: أن يكون الحبيب بخيلاً.

قالت: ممكن لكنه قد يبطل الحب.

قال: أن ينسى عيد ميلادها أو ذكرى اللقاء بها.

قالت: ممكن لكن مَن يحب لا ينسى.

قال: سأقول لك قناعتي وتنسين ما قلته؟

قالت: هات… وانسَ.

قال لها: أن تشعر بأنها أجمل بعيون الغير من شعور حبيبها بجمالها وأن تشعر بالغيرة على نفسها من الغير ولا تشعر بغيرة حبيبها بهذه الغيرة.

قالت: أصبت والله… لكنك تفعل ذلك.

قال: في الشق الأول أشعر مراراً أن التكرار مصطنع.

قالت له: كرّر ولن أحسابك على التصنّع، فكل كلمة في الغزل منك تشعرني بفرح لا أريده من سواك.

قال: وفي الشق الثاني أفعل بالتجاهل للغيرة لأنني أكره وضعك في خط دفاع عن النفس لست فيه وثقتي بك أكبر والغيرة اتهام مبطن.

قالت: أحتمل الدفاع عن نفسي وطلب البراءة أكثر من التجاهل.

قال: لعيونك الجميلة كفتحة ياسمين وحدقات مشعّة كنار تشعل السؤال.

قالت: أضحكتني لحسن التدبّر السريع… وما السؤال؟

قال: قبل يومين أخبرتني وجودك بمكان وكنت واثقاً بلا اضطرار للإثبات عن وجودك في مكان آخر مع رجل آخر ورغم فرضية العمل كان تساؤلي لم تخفين عني وأنا لا أشعرك بالغيرة؟

قالت: علمت أنك تعلم بمكان وجودي وأردت استفزازك لتقول إن كلامي غير صحيح وأن تشعل الغيرة.

ضحك وقال: إذن أحبطت خطة الكمين.

قالت: وإن خسرت شرط التأمين.

قال: أوتعلمين؟

قالت: قل يا سيد العارفين.

قال: قبلة مع عين مغمضة مضى عليها زمن طويل.

قالت: بقبلة مثلها سأرد لك الجميل.

وتعانقا….

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى