«عشق الصباح»

ثمة حالات تواجهنا بغفلة ولا نفهمها في بادئ الأمر..! كنت قد نسيت أوراقي مكومة على الطاولة كحال فناجين القهوة التي نسيت عددها.. ونسيت حالي بين أرواق رواية «الثعبان والزنبقة» للروائي العالمي اليوناني المبدع نيكوس كازنتازاكيس وقد انتصف الليل.. سمعت خربشات الورق كأنها بدأت تتحرك متباعدة عن بعضها.. وفجأة راحت تنساب منها فتاة «قمرية» الوجه وشعرها الأشقر المجعّد كأنه أول وهج الشمس في الصباح بعينين خضراوين ساحرتين يا لتلك اللمعة فيهما وذلك البريق الأخاذ الطالع مع نظراتها المتسائلة: ما بك حائر وتائه كأنك تحرق نفسك مع كومة التبغ التي حرقتها؟ وهذه الفناجين التي شربتها وهذه الأرواق المحبرة بروحك التي كومتها فوقي.. حتى كاد ينقطع تنفسي.. مع أنك إنسان مُحب..؟؟؟!!! كأني نسيت الكلام وقفت حائراً في محراب الجمال ولم يخطر ببالي إلا أغنية عبد الحليم حافظ «قارئة الفنجان» وتلك المرأة الطالعة من شعر «نزار قباني» صاحبة الشعر المسافر مع الريح.. قد تبدو امرأة يا ولدي هي كل الدنيا؟؟؟.. وحين اقتربت منها كي احكي لها «حكاياتي الباقيات» كان ضوء الفجر قد تسلل عبر النافذة الشرقية التي تعربش عليها برتقالة وياسمينة.. انسابت مع الضوء وانكفأت أنا على خيالاتي خوفاً أن يراني أحد «أحكي» مع حالي!!!.. ورحت ألملم أوراقي وفناجين قهوتي وكلماتي لربما أستطيع كتابة ما يليق بصباحاتكم من حكايا عشقي؟؟؟!!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى