الرحيل الباكر والموجع للأمين شوقي رياشي
ليس لي ما أضيفه على ما اورده الامين توفيق مهنا في كلمته القيّمة التي ألقاها في تشييع الامين شوقي رياشي سوى ان اتبنى كل كلمة قالها، منضماً إليه في حزني على رحيله، وقد عرفته منذ بداية سنوات انتمائه الى الحزب، ورافقته في كثير من مسؤولياته المحلية والمركزية.
لقد كان مجلّياً في ايمانه، مثقفاً قومياً اجتماعياً، نشيطاً، ومتقانياً.
لذا اود ان اتحدث عن ثلاثة:
والده المحامي سالم رياشي
يؤسفني اني لم اعثر على الكتاب الذي كان اصدره المحامي سالم الرياشي بعنوان «رسالتي الى اليهود»، وقد بحثت مطولاً، كما اني لم اعثر على معلومات عنه على مواقع التواصل الاجتماعي..
سأتابع البحث عن كتاب «رسالتي الى اليهود» مع يقيني اني احتفظ بنسخة عنه منذ الستينات، واذ اعثر عليه، سأنشر ما يفيد الاضاءة على الكاتب والمحامي سالم رياشي.
يعني ذلك ان الامين شوقي ترعرع في بيتِ ثقافة ووطنية، قبل ان يشرب من شقيقه الرفيق نبيل عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي.
شقيقه الرفيق نبيل رياشي
في اواخر ستينات القرن الماضي، وفي فترة توليّ مسؤولية رئيس مكتب الطلبة، تعرّفتُ الى الرفيق نبيل رياشي طالباً في كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية، في الفترة التي نشط فيهاعدد جيد من الرفقاء واقاموا حضوراً لافتاً للحزب، لم تكن معاركهم مع «الكتائب» سوى احد مظاهره.
ليس هيناً ان ينشط القوميون الاجتماعيون في منطقة محيطة بمنزل رئيس الكتائب بيار الجميل، فلم يكفِ ان يقيم بعضهم على بعد امتار من منزله، كالرفيقين، شوقي وبسام مخول 1 او يلتحقوا بالجامعة اليسوعية وينشطون حزبياً، انما ان يختاروا تلك المنطقة لاقامة بيت للطلبة فيشكل منطلقاً اذاعياً فاعلاً، و»قاعدة» عسكرية في السنوات الصعبة في بداية الحرب اللبنانية.
عن «بيت الطلبة» تحدثنا 2 وسأحكي بتفصيل اكثر عندما اتحدث عن الرفيق البطل حسان وهبه 3 عمر الذي كان يقيم فيه، فيما كان يتابع دراسته المسائية في مدرسة «المخلص»، وأقام ايضاً الامين علي عسيران قبل ان يتخرّج ويغادر للعمل في احد البلاد العربية.
في الستينات، كان للحزب تواجده الجيد في الجامعة اليسوعية، واني ما زلت اذكر عندما كان يحدثني الرفيق كابي برباري عن الطالب جمال فاخوري 4 الذي كان يمرّ من يوم الى آخر الى المكتبة 5 في طريقه الى الجامعة.
في فترة سابقة تحدثت عن النشاط القومي الاجتماعي في الجامعة اليسوعية 6 وعرضت لعدد من اسماء الرفقاء الذين عرفتهم في تلك الفترة.
بعد تلك المرحلة التي كانت علاقتي وثيقة بالرفيق نبيل رياشي، التقيت به مجدداً، وكثيراً، في اوائل السبعينات عندما تعيّن في مسؤولية ناموس مكلّف في عمدة الدفاع، فيما كان الامين المميّز خليل دياب عميداً، وكان الحزب قد اقام مركزه هو الاول بعد العفو في شباط 1969 في منطقة الزلقا، وكنا نلتقي باستمرار: رئيس مجلس العمد – عميد الداخلية الامين كامل حسان، عميد الدفاع الامين خليل دياب، مسؤول الطباعة المركزية الامين الباحث والشاعر موسى مطلق ابراهيم 7 ، الناموس المكلف في عمدة الدفاع الرفيق نبيل رياشي، وما زلت اذكر «ام صلاح» قهوجي 8 التي كانت تقيم في المركز، والى جانبها حفيدها، ابن الرفيق صلاح.
واذكر جيداً ان الرفيق نبيل كان وراء انتماء الرفيق مروان نجيب صالحة، وقد رافقه كثيراً وكان من اصدقائه المقرّبين. وعندما توقف الرفيق نبيل عن عمله الحزبي، وابتعد، ابتعد بدوره الرفيق مروان.
ومع ان الرفيق نبيل اوقف نشاطه الحزبي وابتعد، الا اني بقيت على علاقة مودة معه، فما من مرة كنت التقي الامين شوقي الا وثالثنا الرفيق نبيل. دائماً كان الامين شوقي ينقل لي سلام الرفيق نبيل، ومودته ولو لم نلتقِ.
الرفيق خليل كفوري
اما الثالث فهو خليل كفوري من «قاع الريم» وقد عرفته طالباً في كلية التربية، واعلم انه كان انتمى الى الحزب، وعلى معرفة بعدد من الرفقاء منهم حضرة الامين د. مروان فارس، الامينة منى حداد فارس والرفيق الراحل بطرس مطر 9 . بقيت على تواصل مع «الرفيق» خليل كفوري الذي اصبح استاذاً ثانوياً بعد تخرّجه من الجامعة، واذكر انه قدم لي نسخة من كتاب كان اصدره في اوائل السبعينات، ثم ابتعد متأثراً بإيمانه المسيحي، منجرفاً الى جماعة «شهود يهوه»، حسبما عرفت.
من المؤسف اني بحثت ملياً عن كتاب الرفيق السابق خليل كفوري، فلم اعثر عليه. واذ يتحقق ذلك سأكتب تعريفاً عنه، وعن كتاب «رسالتي الى اليهود» .
هوامش:
شوقي وبسام مخول: من بلدة «دير ميماس» وكانا يقيمان في منزل لا يبعد اكثر من مئة متر عن منزل بيار الجميل. الرفيق شوقي عاد نهائياً الى الوطن واستقر في بلدته، فيما بقي الرفيق بسام في مدينة Lansing ميشغان .
بيت الطلبة: كتبت عنه اكثر من مرة. للاطلاع على النبذة بعنوان «بيت الطلبة»مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
حسان وهبه: من بلدة «بينو»، ومن الرفقاء المناضلين الذين كان لهم حضورهم الناشط لسنوات طويلة كما شقيقه الرفيق الراحل عبد الله الذي كنت عرفته منذ ستينات القرن الماضي. كنت اشرت إليهما في نبذات سابقة، وسوف اعمل على إعداد نبذة غنية عن سيرة الرفيق حسان عمر .
جمال فاخوري: مراجعة النبذة المعممة عنه في قسم «من تاريخنا» على الموقع المذكور آنفاً
مكتبة برباري: للاطلاع على النبذة مراجعة قسم «من تاريخنا» على الموقع المذكور آنفا.
النشاط في الجامعة اليسوعية: كما آنفاً.
موسى مطلق ابراهيم: كما آنفاً
صلاح قهوجي: شارك في الثورة الانقلابية، وتعرّض للاسر بعد العفو، غادر الى ديترويت حيث عمل في احد مصانع السيارات. علمت انه رحل منذ سنوات كما كان افادني صديقه، الرفيق كامل الاشقر.
بطرس مطر: من «تنورين» كان رفيقاً جيداً اذاعياً وعقائدياً تخرّج حائزاً على شهادة في الادب العربي. الشقيق الاصغر للامين غسان مطر . رحل شاباً.