مزيد من التنديد بالتدخل الأميركي في فنزويلا : واشنطن تريد نظاماً عميلاً ينفذ سياساتها الاستعمارية

تواصلت أمس المواقف المندّدة بالتدخل الأميركي السافر في شؤون الدول المعارضة لسياساتها ونهجها الاستعماري ومنها جمهورية فنزويلا البوليفارية.

وزار أمس وفد قيادي من حزب الله ضمّ رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وعضوي المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي وعلي ضاهر ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمّار الموسوي السفير الفنزويلي في لبنان خوسيه كونساليس في مقر السفارة.

وبعد اللقاء قال رعد جئنا لنُعرب عن تضامننا مع الشعب الفنزويلي وإرادته الحرة ولإدانة التدخلات الأميركية في شؤونه . ودان التدخلات الأميركية في الشان الفنزويلي الداخلي ، معتبراً أنّ هذه التدخلات عادة ما تضيّع مصالح الشعوب وهي عار يجب أن يُمحى من تاريخ البشرية .

وشدّد على أنّ وقفة الشعب الفنزويلي في وجه التدخلات الأميركية هي وقفة عزّ لا يمكن أن نكون إلاّ إلى جانبها .

كما دان لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان، «التدخل الأميركي السافر في الشؤون الداخلية لجمهورية فنزويلا البوليفارية، من خلال دعم الانقلاب الفاشل على السلطة المنتخبة من الشعب».

ورأى «أن هذا التدخل الذي يأتي ترجمة للسياسات الأميركية المستمرة للهيمنة على العالم، يشكل إدانة للدولة التي تدعي حرصها على الديموقراطية وحقوق الإنسان، ويفضح كذب ونفاق الإدارة الأميركية، وعدم احترامها لإرادة الشعوب الحرة».

واستنكر اللقاء «التأييد المبرمج للانقلاب على الشرعية الشعبية في فنزويلا، من قبل بعض الحكومات الخاضعة للهيمنة الأميركية، والذي يأتي في محاولة لتأمين دعم دولي للإنقلابيين»، مؤكداً «أنّ الشرعية الوحيدة للحكم في فنزويلا، هي تلك التي منحها الشعب للرئيس نيكولاس مادورو من خلال الانتخابات، وعبّر فيها عن إرادته الحرة».

ووجه اللقاء التحية إلى الشعب الفنزويلي وقيادته الثورية المتمثلة بالرئيس الشرعي مادورو وحكومته، موضحاً «أنّ هذا الموقف نابع من إيماننا بحق الشعوب في تقرير مصيرها بعيداً عن أي تدخل خارجي، ووفاء للشقيقة فنزويلا في مواجهة الاستهداف الأميركي السافر والمدان، وتعبير عن تضامننا الكامل مع الدولة التي وقفت إلى جانب قضايانا العادلة والمحقة، خصوصاً القضية الفلسطينية».

بدورها، دانت «رابطة الشغيلة»، برئاسة أمينها العام النائب السابق زاهر الخطيب، «تدخلات الإمبريالية الأميركية السافرة، في شؤون جمهورية فنزويلا»، ورأت في بيان «أنّ واشنطن تريد الإتيان بنظام حكم بديل يكون تابعاً وعميلاً للولايات المتحدة، ينفذ سياساتها الاستعمارية في أميركا اللاتينية، ويعمل على تمكين الشركات الأميركية من استعادة سيطرتها على ثروات فنزويلا، ولاسيما النفط والغاز».

وأكدت «الوقوف بقوة إلى جانب الرئيس مادورو، المدعوم من الغالبية الشعبية والجيش، في مواجهة الخطة الأميركية الانقلابية لإعادة إخضاع فنزويلا للسيطرة الاستعمارية وتعويم مشروع الهيمنة الأميركية المترنح والمتراجع في أميركا اللاتينية، على وقع الهزائم التي مني بها في سورية واليمن والعراق ولبنان، الأمر الذي يعزّز موازين القوى العالمية الداعية لإقامة نظام دولي متعدّد الأقطاب، على انقاض نظام الهيمنة الأميركي الأحادي القطب».

ودعت الرابطة «كل الأحرار في العالم إلى نصرة فنزويلا وحكمها التَّحرري البوليفاري برئاسة الرئيس مادورو»، مؤكدة «أنّ المعركة ضدّ السياسات الاستعمارية وإمبراطورية العدوان الأميركية، إنما هي واحدة في العالم كله، إن كان في فنزويلا وبوليفيا وكوبا ونيكاراغوا أو في سورية وإيران واليمن والعراق وفلسطين المحتلة وغيرها من الدول في العالم التي تواجه الحروب الإرهابية الأميركية بالوكالة، والتدخلات والعقوبات والمؤامرات الأميركية السافرة لفرض الهيمنة عليها».

من جهته، رأى أمين عام «جبهة البناء اللبناني» رئيس «هيئة مركز بيروت الوطن» الدكتور المهندس زهير الخطيب أنّ «محاولة إدارة الرئيس الأميركي توظيف تداعيات حصارها الاقتصادي الطويل على فنزويلا بترتيب انقلاب على الشرعية في دورها المتزامن والمفضوح بإعلان اعترافها برئيس مجلس النواب الفنزويلي المعارض كرئيس بديل لرئيس الجمهورية المنتخب مادورو، هي بذلك تكشف عن حالة هذيان وارتباك لديها وخيار الهجوم للأمام جذباً للأنظار عن أزماتها المتفاقمة».

واعتبر في لقائه التضامني مع السفير الفنزويلي في لبنان خوسيه كونساليس، أنّ «ما بدأ يعانيه لبنان من صعوبات اقتصادية وتصنيفات مالية متدنية وتأجيل للتشكيل الحكومي بإيحاءات خارجية، يأتي في إطار محاولة لقلب التوازنات الداخلية وخطوة لعزل المقاومة تمهيداً لضربها بعدوان إسرائيلي جديد بما ينسجم مع السياق الانقلابي المضخّم الذي يدبّر اليوم للشرعية في فنزويلا».

ورأى رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود في موقفه السياسي الاسبوعي، أنّ «الموقف الاميركي اليوم من الانقلاب في فنزويلا يدعو العقلاء الى موقف سليم».

وقال: «الذين يظنون أن أميركا ستنتصر دائماً لأنها تملك القوة والمال، نحيلهم الى تاريخ المقاومة في لبنان وفلسطين وكيف استطاعت المقاومة ان تهزم أميركا مرة بعد مرة»، مؤكداً «أنّ سياسة أميركا ليست قدراً لا يرد، بل إنها مثل بيت العنكبوت تماماً، مثل اسرائيل، طبعاً عندما تدعم الاحتلال والظلم والانحراف».

ولفتت «جبهة العمل الاسلامي» إلى «أنّ أميركا لا تنفك تعتدي على الدول المعارضة لها ولسياستها الخارجية وتثير الفتن والخلافات وتحرض على الحروب الأهلية والداخلية من أجل فرض سيطرتها والهيمنة عليها واستغلالها وسلب ونهب خيراتها وثرواتها».

ودعت «الشعب الفنزويللي الرافض للهيمنة الأميركية كي يكون نقطة الفصل في هذا الأمر ويأخذ القرار الحكيم ويبادر إلى الاعلان بقوة عن رفضه لعملية الانقلاب وإفشالها والقضاء عليها في مهدها وكي يعلم أميركا المتعجرفة وإدارتها الفاشية برئاسة ترامب اليوم أن الشعوب الحرة لا ترضى بالخضوع والخنوع».

واعتبر رئيس تيّار «صرخة وطن» جهاد ذبيان «أن المخطط الأميركي الإمبريالي لم يعد خافياً على أحد في السعي للعبث بأمن وإستقرار فنزويلا»، مؤكداً «أن الوقوف إلى جانب فنزويلا ورئيسها الشرعي نيكولاس مادورو، هو أمر طبيعي ومن المسلمات، خصوصاً أنه في طليعة الرؤساء المناصرين والمؤيدين للقضية الفلسطينية، وأشد الرافضين الإعترف بالكيان الصهيوني».

ودعا إلى «أوسع حملة تضامن ودعم لفنزويلا شعباً ورئيساً وجيشاً، وذلك من أجل رفض وإسقاط «الربيع الأميركي» الذي هو نسخة عن «الربيع العربي» الذي «جعل بعض الدول العربية مسرحاً للحرب والدمار والتخريب تحت مسميات «الثورة» و»الحرية» وإلى ما هنالك من شعارات تبدو براقة، لكنها تحمل في طياتها كل الشر والدمار والويلات للدول وشعوبها خدمة للمشروع الصهيو أميركي».

من جهة أخرى، زار وفد من حزب التوحيد العربي ضم رئيس مجلس الأمناء عصمت العريضي وأمين العلاقات السياسية والديبلوماسية هشام الأعور وكمال الديب، مقر سفارة الجمهورية البوليفارية الفنزويلية في بيروت استنكاراً لما يتعرض له المجتمع الفنزويلي. وكان في استقبال الوفد السفير كونساليس.

وأعلن الوفد باسم رئيس الحزب وئام وهّاب تضامنه مع فنزويلا «قيادة وحكومة وشعباً».

كما زار وفد من جمعية «التضامن والصداقة اللبنانية الفنزويلية» سفارة فنزويلا في بيروت، والتقى السفير غونزاليس، معرباً عن «التضامن الكامل مع فنزويلا وشعبها وسلطاتها الشرعية برئاسة نيكولاس مادورو ونهجه الثوري والتحرري، في مواجهة العدوان الأميركي وتدخلها المدان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى