رئيس الجمهورية: الاقتصاد الريعي أدّى الى إهمال القطاع الزراعي
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه تم إنجاز دراسة لكل القطاعات المنتجة من أجل تحسينها وتفعيلها»، مشدّداً على «أهمية القطاع الزراعي الذي عانى من الإهمال في السابق، في ظلّ الاعتماد على الاقتصاد الريعي الذي أوصلنا إلى الحال التي نعاني منها اليوم».
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، بحضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر، رئيس مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية الدكتور ميشال افرام على رأس وفد من المصلحة، أتى لشكر رئيس الجمهورية على دعمه، ودعوته لرعاية افتتاح المختبرات الجديدة والحديثة في محطة تل عمار – رياق والتي تعتبر فريدة من نوعها في الشرق الأوسط، في آب المقبل.
وأشاد الرئيس عون بما تقوم به الوزارة ومصلحة الأبحاث من أجل مواكبة التطوّر في معاينة وتحليل المواد وفق طرق حديثة وفاعلة، خصوصاً أن القطاع الزراعي مهم بالنسبة إلينا على عكس ما كان سائداً من قبل، لجهة الاعتماد على السياحة والخدمات وإهمال الزراعة والصناعة لأنهما لا يدرّان الأموال. ولكن الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان انعكست سلباً على القطاعين السياحي والخدمي في ظلّ الاعتماد على الاقتصاد الريعي الذي أدّى إلى إهمال قطاعات الإنتاج، ومنها الزراعي، وأوصلنا إلى الحال التي نعاني منها اليوم.
وقال: «يعتمد نحو 20 في المئة من اللبنانيين على القطاع الزراعي بشكل تام لتأمين معيشتهم، فيما يعتمد عدد مماثل منهم على هذا القطاع بشكل جزئي، وبالتالي لا يمكن القول إن الزراعة في لبنان غير منتجة. وقد أنجزنا دراسة لكل القطاعات المنتجة من أجل تحسينها وتفعيلها وسيكون دوركم أساسياً في هذا المجال».
وشكر الوزير زعيتر رئيس الجمهورية على استقباله والوفد ومتابعته لأعمال مصلحة الأبحاث والشؤون الزراعية بشكل عام، والتوجيهات الدائمة التي يعطيها في هذا المجال.
وأشاد زعيتر بـ»ما يقوم به رئيس المصلحة ميشال افرام والتنويهات التي حصل عليها من جهات زراعية محلية ودولية»، مشدّداً على «أهمية المصلحة ودورها في تعزيز الزراعة اللبنانية، وحرص الإدارة على الاستمرار في العمل لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين وإعلاء الشأن الزراعي».
وأعلن «السعي لإنشاء مراكز حدودية مرفأ بيروت ومرفأ طرابلس، ومعبر المصنع، وفي الشمال… من أجل تسهيل أمور المواطنين الراغبين في استيراد وتصدير السلع الزراعية كي لا يضطروا إلى قطع مسافة طويلة للتوجه الى مقر المصلحة». ولفت إلى أن «قدرة المصلحة على إنشاء نسل لبذور القمح بما يكفي للبنان والتصدير للمنطقة أيضاً، لكنه أمر يحتاج إلى الدعم اللازم».
ثم تحدّث الدكتور افرام، مشيراً إلى «سعي المصلحة للتوسع جغرافياً في الأراضي اللبنانية كافة، من الشمال إلى الجنوب، علماً أن لها حالياً أكثر من 120 فرعاً ومختبراً»، مؤكداً أنه «لم يعد هناك من أمر يتعلق بالبيئة والزراعة لا يمكن لمختبرات المصلحة معاينته وتحليله بواسطة أجهزة متطورة وتقنية عالية وبمستوى علمي يقارع المستوى العالمي، وهو مصدر فخر واعتزاز لنا».
وقال: «إن مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية هي التي تصدر كل تقارير التلوّث منذ نحو 15 سنة، وهي مستعدة للقيام بكل ما يلزم والتقيد بتوجيهاتكم فخامة الرئيس، من أجل مواصلة العمل وتحسين أوضاع الزراعة والحفاظ على البيئة في لبنان».
الى ذلك، كانت لرئيس الجمهورية لقاءات سياسية وثقافية. فاستقبل رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار الاتصالات الحكومية.
وأوضح النائب معوض أنه «لا بد من تضافر الجهود من أجل تشكيل حكومة منتجة تشكل مدخلاً للقيام بالإصلاحات وتواجه التحديات». وقال: «في هذه المرحلة الدقيقة لا بدّ من الالتفاف حول الرئيس الذي هو رمز لاستعادة التوازن والحفاظ على الشراكة الوطنية التي تعتبر مفتاح الاستقرار السياسي في لبنان».
وفي قصر بعبدا، المديرة الجديدة للمركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل التابع لمنظمة الاونيسكو الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد لمناسبة تسلمها مهامها الجديدة.