معلولا تقرع أجراسها نصراً
دمشق ـ سعد الله الخليل
مع اقتراب أعياد الفصح، أطلقت بلدة معلولا العنان لأجراسها التي ضاقت ذرعاً بالإرهاب الذي اختطفها قبل أيام على أعياد الميلاد في العام الماضي.
إنجاز الجيش السوري في هذه البلدة التاريخية تردد صداه تقدماً ميدانياً في ريف اللاذقية شمالاً، بعد سيطرته على جبل تشالما ومحيطه المشرف على غرب كسب وقتل عدد من المسلحين في كمين بمنطقة النبعين، فيما استمر التقدم في المليحة في غوطة دمشق الشرقية، ما يبشر بنصر قريب في الأيام اللاحقة.
بالأمس، سيطرت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة على بلدات معلولا، الصرخة والجبة، فيما انسحب من تبقى من المجموعات الإرهابية باتجاه بلدتي عسال الورد وحوش عرب وجرود عرسال اللبنانية، التي شهدت قصفاً مدفعياً مركزاً استهدف تحصينات المسلحين وآلياتهم.
وقد دخل الجيش السوري معلولا من جهة الصرخة بعد سيطرته عليها، ما فاجأ المسلحين وسرّع بانهيار دفاعاتهم، وفرض سيطرته على فندق السفير، متقدماً جنوباً باتجاه جبعدين والجبة المواجهة للحدود اللبنانية.
وفي تصريح إلى «البناء» رأى الباحث والخبير الاستراتيجي علي مقصود أن منطقة القلمون أصبحت بشكل كامل تحت سيطرة الجيش السوري ما يشكل تحولاً في الميدان الاستراتيجي.
وأشار أن سقوط آخر معاقل الإرهاب في القلمون والتي كانت حتى الوقت القريب تشكل مع مسلحي الريف الجنوبي الغربي والغوطة الشرقية طوقاً محيطاً بالعاصمة، وتقدم الجيش في الغوطة والمناطق الجنوبية لدمشق ضرب العمود الفقري لمشروع إسقاط العاصمة انطلاقاً من جوبر والمليحة.
وبدأ الجيش بعد دخول معلولا عمليات تمشيط وتفتيش وعمل على إزالة العبوات والألغام، وهو ما يؤخر إعلان قيادة الجيش السوري السيطرة التامة على القلمون بحسب مقصود، الذي اعتبر أن المعركة انتهت وسقطت كل معاقل وجيوب المجموعات المسلحة ومن لم يقتل فهو في طريقه للاستسلام.
وأشار مقصود إلى قطع الجيش لخطوط إمداد المسلحين منذ سيطرته على تلة راس طاحون الهوى المطلة على رأس المصيد ووادي الليمون ووادي بردى باتجاه الزبداني، ولم يبق أمام المسلحين سوى الانسحاب باتجاه عسال الورد. لافتاً لفقدان المسلحين مصادر حركتهم وقوتهم المتمثلة بمقرات القيادة التي استهدفها الجيش في قرية المحبة قاضياً بذلك على قيادات المجموعات المسلحة ولم يعد هناك من يوجهها، واستهداف التلال والمرتفعات الحاكمة التي كانت تشكل حصون ونقاط استناد حصينة للمسلحين وبسقوطها سقط مركز قوتهم وفاعليتهم، إضافة إلى تدمير مراكز تصنيع السيارات المفخخة.
أما بالنسبة لجوبر التي تمثل الخط الأول والقوة الرئيسية للمسلحين في هجومهم على دمشق، فرأى مقصود أن الجيش السوري بدأ عمليته فيها من خلال السيطرة على المجالات الاستراتيجية بمساحة تقدر من 3 إلى 4 كيلومتر مربع، وهذا ما تم انجازه منذ حوالي أسبوع، حيث تابع الجيش عمليته بالاعتماد على هذه المجالات والأبنية التي سيطر عليها كنقاط ثابتة وبدأ بتوسيع سيطرته على الأحياء، كحي المدارس.