صالح للعبادي: أوضاع العراق تتطلّب الحوار البناء
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس، أن الاوضاع التي تمر بها البلاد والمنطقة تتطلب المزيد من الجهد لحل الإشكاليات، داعياً الى ضرورة الحوار البناء والالتزام بالدستور لحل القضايا العالقة بين مختلف الاطراف القوى الوطنية العراقية.
وقال المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية في بيان، إن «رئيس الجمهورية برهم صالح استقبل، رئيس تحالف النصر حيدر العبادي في قصر السلام ببغداد»، مبيناً أنه «جرى خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع وتأكيد أهمية دعم جهود الإصلاح الحكومي تعزيزاً للمنجزات المتحققة وترسيخاً للاستقرار في البلاد».
وأكد صالح، بحسب البيان، «أهمية تفعيل العمل التشريعي والتنفيذي وترتيب اولويات ذلك، بالاضافة الى دعم البرنامج الحكومي لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين»، لافتاً الى أن «الأوضاع التي يمر بها العراق والمنطقة عموماً تتطلب المزيد من الجهود لحل الإشكاليات وايجاد الحلول الجذرية لها عبر توافقات ورؤى مشتركة».
ودعا صالح الى «ضرورة الحوار البناء والالتزام بالدستور لحل القضايا العالقة بين مختلف الأطراف والقوى الوطنية العراقية».
من جانبه، عبر العبادي عن «تقديره لجهود رئيس الجمهورية ومبادراته الرامية الى توحيد الصف الوطني وتغليب لغة الحوار والتفاهم لبناء العراق الديمقراطي».
إلى ذلك، أعلن «الحشد الشعبي» العراقي عن إكمال قواته جميع الاستعدادات للعبور إلى سورية لتحرير المناطق الحدودية من «داعش» الإرهابي غربي الأنبار.
أكد قائد عمليات «الحشد الشعبي» لمحور غرب محافظة الأنبار، قاسم مصلح، أمس، عن إكمال قواته كافة استعداداتها للعبور إلى مناطق العمق السوري لتحرير المناطق الحدودية من تنظيم «داعش» الإرهابي المحظور في روسيا غربي الأنبار.
وقال مصلح في تصريح لـ «المعلومة»، إن «قوات الحشد الشعبي المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع سورية أكملت كافة استعداداتها لاقتحام مناطق ارتكاز داعش القريبة داخل العمق السوري القريبة من الشريط الحدودي مع العراق وتحريرها من مجرمي التنظيم للحيلولة دون وقوع أي خرق أمني».
وأضاف مصلح أن «قوات الحشد الشعبي بانتظار الأوامر من القيادات العليا لاقتحام مناطق ارتكاز داعش في العمق السوري بعد تطويق كافة المناطق الصحراوية الممتدة من الأراضي العراقية باتجاه الشريط الحدودي مع سورية».
وقال القائد في عمليات «الحشد الشعبي»: إن الهدف من اقتحام هذه المواقع هو تأمين الشريط الحدودي مع سورية والقضاء على المجاميع الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار القاطع الغربي للمحافظة ومحافظات العراق الأخرى.
وأكد مصلح أن الحكومة العراقية لديها تنسيق عالي المستوى مع الجانب السوري في عملية تأمين الحدود بين الطرفين والقضاء على عصابات «داعش» الاجرامية.
وفي سياق متصل، توقع زعيم حركة «عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي أن يجري في البرلمان العراقي الشهر المقبل التصويت بشأن مطالبة واشنطن بسحب قواتها من البلاد، مرجحاً إمكانية طرد هذه القوات بالقوة.
وأشار الخزعلي الذي تعد حركته بين أهم عناصر «الحشد الشعبي» العراقي، أمس، إلى أنه لم تعد هناك أرضية لبقاء آلاف العسكريين الأميركيين في العراق بعد دحر تنظيم «داعش»، مشدداً على أن تلك القوات قد تطرد بالقوة إذا لم تستجب لإرادة الشعب العراقي.
وأوضح الخزعلي، في مقابلة أجرتها الوكالة معه في أحد مكاتب حركته ببغداد، وهو يقع على ضفة دجلة مقابل مقر السفارة الأميركية: «إذا كلن أهم هدف لتواجدهم هنا هو مواجهة الخطر العسكري الذي يشكله «داعش»، فإن هذا الخطر قد زال. وفي هذه الحالة، ما هي الأرضية لبقاء هذه القوات الآن؟»
ورجح الخزعلي إمكانية بقاء عدد صغير من المستشارين والمدربين العسكريين في البلاد لتنفيذ مهام لوجيستية، لكن يجب أن يحدد عددهم وأماكن انتشارهم من قبل لجنة مشتركة خاصة بالموضوع، مضيفاً أن أي تواجد يخرج عن هذا النطاق سيعتبر انتهاكاً للسيادة من قبل البرلمان والشعب والفصائل السياسية بما في ذلك «عصائب أهل الحق»، وتابع: «لن نسمح بذلك».
وأعرب الخزعلي عن قناعته بأن مجلس النواب سيصوت لصالح مطالبة واشنطن بسحب قواتها من البلاد، قائلاً: «أعتقد أن أكثر من نصف أعضاء مجلس النواب يرفضون مبدئياً التواجد العسكري الأميركي.. إذا أرادت الولايات المتحدة فرض تواجدها بالقوة مع تجاهل دستور البلاد وقرارات البرلمان، فإن بإمكان العراق التعامل معها بالمثل من خلال طردها بالقوة.. لكن المرحلة الأولى ستكون سياسية».
كما تطرّق الخزعلي الذي تحظى حركته بدعم من طهران إلى الغارات الصهيونية على أهداف إيرانية في سورية، قائلاً إن تل أبيب وطهران تتجهان على ما يبدو نحو مواجهة قد تتحوّل حرباً إقليمية.
وتابع أنه إذا هاجمت تل أبيب لبنان أو سورية وطلبا مساعدة من العراقيين «فإنني شخصياً سأكون أول من سيستجيب».