مصائب شركات نفط… عند المستهلكين فوائد
أدونيس كيروز
مع إصدار وزارة الطاقة والمياه يوم الأربعاء الماضي، الأسعار الأخيرة لمبيع المشتقات النفطية، يكون سعر صفيحة البنزين 98 اوكتان، انخفض 6000 ليرة لبنانية منذ 25 حزيران أي بنسبة 17 في المئة، وذلك تأثراً بتراجع سعر برميل النفط برنت، الذي هبط حوالى 30 في المئة في الفترة عينها.
ومن ضمن المشتقات النفظية الأخرى التي تراجع سعرها، كان لقارورة الغاز زنة 10 كلغ الهبوط الأكبر، إذ انخفض سعرها بنسبة 19 في المئة، ووصل إلى 14600 ليرة لبنانية.
كما انخفض سعر صفيحة كلٍّ من البنزين 95 اوكتان، والديزل أويل، والمازوت الأحمر، والكاز، إلى 28500 ليرة لبنانية، و21800 ليرة لبنانية، و21500 ليرة لبنانية، و23400 ليرة لبنانية وبنسب 17 و16 و18 و15 في المئة على التوالي، وللفترة الممتدة ما بين 25 حزيران واليوم.
في هذا السياق، وإذ تستفيد الدول المستهلكة للنفط من الهبوط الكبير لأسعار النفط، أشارت التقارير إلى أنّ ارتفاع إنتاج النفط الخام الأميركي- تكساس WTI وانخفاض سعره، لم يكن السبب وراء انخفاض أسعار البنزين في الولايات المتّحدة، بل أنّ التراجع كان من جراء هبوط سعر برميل النفط – برنت، الذي ما زال تعتمد عليه السوق الأميركية لمقابلة الحاجة الاستهلاكية، إذ أنّ كمّية الإنتاج الأميركي لا تغطّي كلّ الطلب، إضافة إلى أنّ الحظر عن إنتاج النفط لم يرفع بعد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المملكة العربية السعودية، كانت قدمت خصماً للولايات المتّحدة فيما يخصّ سعر برميل النفط تسليم كانون الأول، وذلك في الوقت الذي صدر التقرير الجديد عن العجز في الميزان التجاري الأميركي لشهر أيلول، والذي لم يكن متوقّعاً أن يرتفع إلى الرقم الذي وصل إليه. وعليه، فإنّ ترابط المصالح بين المملكة وأميركا يسمح للأولى بتوسيع هامش سيطرتها على الأسواق ورفع حصّتها فيها، ويساهم في تخفيض كلفة الاستهلاك على الثانية ورفع حجم التوفير.
الأسواق
وتراجع سعر برميل النفط برنت أمس، في سوق التداول إلى ما دون 77 دولاراً في أدنى مستوى منذ أربعة أعوام، اثر دخوله في حلقة تراجع مستمرة منذ أربعة أشهر نتيجة ارتفاع المعروض وانخفاض الطلب، وذلك قبل حوالى أسبوعين من اجتماع الدوري لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك .
وأشارت وكالة الطاقة الدولية من جهتها، إلى أنّ «الأسعار قد تنخفض بدرجة أكبر في 2015، وأنّ الضغوط تتزايد على أوبك لتقليص المعروض»، مضيفةً: «ما لم تقع أي تعطيلات جديدة للمعروض فإنّ الضغوط النزولية على السعر قد تتصاعد في النصف الأول من 2015».
وكانت الوكالة الدولية للطاقة أبقت أمس، تقديراتها للطلب العالمي على النفط لعامي 2014 و2015، بينما سيواصل الإنتاج الارتفاع مما سيعزّز توجه أسعار الذهب الأسود إلى الانخفاض. ويفترض أن يزيد استهلاك النفط هذا العام 680 ألف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ خمس سنوات، ليصل إلى 92.4 مليون برميل يومياً، كما قالت الوكالة في تقريرها الشهري لتشرين الثاني.
لكنّ الطلب سيتحسن في 2015 بفضل تحسن في الاقتصاد الكلي، وسيرتفع بمقدار 1.1 مليون برميل ليصل إلى 93.6 مليون برميل.
وارتفع برنت 64 سنتاً إلى 78.13 دولار للبرميل كما في الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش بعد أن نزل في وقت سابق من الجلسة إلى 76.76 دولار. أما الخام الأميركي، فاستقر من دون تغير عند 74.21 دولار.
وأشارت بيانات لـ«رويترز»، إلى تراجع برنت لثمانية أسابيع متتالية في أطول موجة خسائر أسبوعية له منذ بدء رصد الأرقام في 1988. وكان خام القياس وصل إلى 115 دولاراً في حزيران الماضي.
من جهة أخرى، عزا محلّلون في الأسواق تراجع أسعار النفط والغاز عالمياً إلى تباطؤ وتيرة نموّ اقتصاد الصين. فيما يرى الخبراء أنّ استمرار هذا التراجع فترة طويلة يثير القلق لدى شركات النفط الكبرى في العالم لتقلّص أرباحها، والتي بدورها ستؤدي إلى كبح مستوى الاستثمارات الجديدة في سوق الطاقة.