عودة متسارعة للعلاقات السورية الأردنية
بعد الانتصارات التي حققتها الدولة السورية على الإرهاب، بدأت دول عربية بالحديث عن ضرورة عودة سورية إلى الحضن العربي وذلك بعد سنوات من القطيعة وإفراغ المقعد السوري في الجامعة العربية.
يبدو أن الأردن أول من بدأ بإعادة فتح الطرق إلى دمشق، ليس فقط عبر فتح معبر «نصيب جابر» الحدودي بين البلدين، وإنما ما تبعه من رفع التمثيل الدبلوماسي والزيارات الرسمية المتبادلة بين مسؤولين من البلدين، بدأت بزيارة الوفد البرلماني الأردني إلى سورية قبل أشهر، ولا تنتهي بالموضوع السوري الذي تمت مناقشته في «اجتماع البحر الميت» بين وزراء خارجية عدد من الدول العربية.
لا شك في أن العلاقات المتشابكة بين سورية والأردن على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية، كانت العامل الأقوى في تسريع إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وعمان.
ومن المؤكد أن عودة العلاقات السورية الأردنية لا تقتصر على البلدين وإنما تمتد إلى الدول المجاورة وعلى رأسها دول الخليج التي عاد بعضها للحديث بشكل أو بآخر عن إمكانية تطبيع العلاقات مجدداً مع دمشق، وهي لم تتوقف عند إعادة افتتاح السفارة الإماراتية والبحرينية في دمشق، بل امتدت إلى زيارة الرئيس السوداني ولقائه الرئيس بشار الأسد.
وتبرز أيضاً أهمية معبر نصيب الحدودي كنقطة استراتيجية هامة على مستوى اقتصاد المنطقة، حيث تعبره ما يزيد عن 350 شاحنة يوميا ويربط كلاً من سورية ولبنان بالأردن ودول الخليج وكذلك يربط الخليج العربي بالبحر المتوسط والقارة الأوروبية.
إضافة إلى أن العمل جار حالياً على تجهيز وتركيب كبل الـ «آر سي إن» الخاص بشبكة الربط الإقليمية الضوئية والذي ينطلق من دول الخليج ويمر في الأردن وسورية وينتهي عند الحدود الشمالية والغربية لسورية ويبلغ طوله ضمن الأراضي السورية 500 كم.
دون نسيان ما تمّ الحديث عنه على لسان مسؤولي السكك الحديدية السورية بأن هناك خططاً لبناء خط جديد من دمشق إلى الحدود مع الأردن لتوفير طريق «شمال جنوب» من أوروبا حتى دول الخليج العربية عبر تركيا وسورية والأردن». وذلك دون تحديد ميعاد بدء بناء هذا الخط.
وتكثر الملفات، وتكاد لا تعد ولا تحصى في إطار الغنى الذي تكتنزه الشراكة السورية الأردنية إن حدثت حيث كشف رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشعب السوري قبل أسابيع عديدة عن أن الوفد الأردني الذي زار العاصمة السورية عرض إعادة تفعيل خط الغاز العربي المقبل من مصر عبر الأردن.
وسبق تلك التصريحات ما قاله رئيس غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي، داعياً إلى بناء شراكات بين القطاع الخاص الأردني والسوري، لوضع آلية تمكن الأردن من أن يصبح أحد المراكز اللوجستية لنقل البضائع خلال مرحلة إعادة الإعمار في سورية، فضلا ًعن الزيارة الأخيرة لوفد نقابة المقاولين السوريين إلى الأردن.