ترامب يعلن تجميد العمل بمعاهدة الصواريخ ويهدّد روسيا برد عسكري وبومبيو: جاهزون للتفاوض مع موسكو ولديها مهلة 60 يوماً
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «أن بلاده ستبدأ عملية الانسحاب من معاهدة الصواريخ القصيرة ومتوسطة المدى، بداية من اليوم».
كما أكد الرئيس الأميركي عزمه وضع «خيارات للرد العسكري» بالتعاون مع الناتو لمنع تفوق روسيا عسكرياً نتيجة «خرقها» للاتفاقية.
وقال ترامب «اليوم ستعلق الولايات المتحدة التزاماتها بمعاهدة الصواريخ النووية، وستبدأ عملية الانسحاب منها، والتي سيتم الانتهاء منها خلال 6 أشهر، ما لم تعد روسيا إلى الامتثال بتدمير كل صواريخها المنتهكة، وقاذفاتها، وما يرتبط بها من معدات».
وجاء في إعلان ترامب: «لقد انتهكت روسيا معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى لفترة طويلة وبدون عقاب، وطوّرت ونشرت سراً منظومة صواريخ محظورة، تمثل تهديداً مباشراً لحلفائنا وللقوات في الخارج».
وتابع «اليوم تنهي الولايات المتحدة التزاماتها تجاه معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى وتبدأ عملية الانسحاب منها، والتي ستنتهي خلال 6 أشهر، ما لم تعد روسيا إلى الالتزام بالمعاهدة وتدمير صواريخها ووحداتها والأجهزة المرتبطة بها».
وقال ترامب في بيان صدر عن البيت الأبيض أمس: «سنمضي قدماً وسنضع خيارات خاصة بنا للرد العسكري، وسنعمل مع الناتو وحلفائنا وشركائنا الآخرين للتعويض عن أي ميزة عسكرية حصلت عليها روسيا نتيجة أفعالها غير القانونية».
وأضاف ترامب «أن إدارته تحافظ على تمسكها بضرورة الرقابة الفعالة على انتشار الأسلحة والتي تتيح للولايات المتحدة وشركائها مزايا»، موضحاً أنّ «الحديث يدور عن الرقابة على الأسلحة التي يمكن التحقق منها وتنفيذها، وتشمل الشركاء القادرين على الوفاء بالتزاماتهم».
فيما قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أمس، «إن روسيا ليست مستعدّة لإعادة الثقة في معاهدة القوى النووية متوسطة المدى بعد أن قرّرت الولايات المتحدة تعليق التزامها بالمعاهدة».
أضاف ماس في تغريدة على «تويتر» قائلاً «بدون المعاهدة سيكون الأمن أقل».
وكانت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قد قالت في وقت سابق «إنه إذا أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعلّق الامتثال لمعاهدة الصواريخ النووية مع روسيا، فإن ألمانيا ستستخدم فترة الستة أشهر التي تستمر فيها فترة الانسحاب الرسمية لإجراء مزيد من المناقشات».
وتشهد الأعوام الأخيرة اتهامات متبادلة بين موسكو وواشنطن، وبشكل منتظم، بانتهاك المعاهدة المذكورة. وأعلنت روسيا مراراً أنها تمتثل بشدة لالتزاماتها وفقاً لهذه الاتفاقية.
إلا أن لديها، كما أفاد وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أسئلة خطيرة حول قيام الولايات المتحدة بنقض التزاماتها.
بدوره أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يوم 4 ديسمبر الماضي، أن لدى روسيا مهلة 60 يوماً «للعودة إلى تنفيذ» هذه المعاهدة، وأضاف بأنه إذا لم يحدث ذلك فإن واشنطن ستقوم بتعليق تنفيذ التزاماتها بهذه المعاهدة.
وقال بومبيو في مؤتمر صحافي أمس:» إذا لم تعُد روسيا إلى الالتزام الكامل والمؤكد بالمعاهدة خلال فترة ستة أشهر، أي تدمير صواريخها، التي يمكن أن تنتهك معاهدة الحد من الصواريخ، والقاذفات والمعدات ذات الصلة، سيتم إنهاء الاتفاق».
وأكد وزير الخارجية الأميركية أن «الولايات المتحدة جاهزة للتفاوض مع روسيا بشأن الحد من الأسلحة»، قائلاً: «سنواصل العمل مع روسيا، أميركا مستعدّة للتفاوض مع روسيا حول موضوع الحدّ من التسلح، الذي من شأنه ضمان أمن الولايات المتحدة وحلفائها»، مشيراً إلى أن «الاتفاقات التي من المحتمل عقدها في المستقبل يجب أن يكون من الممكن التحقق من تنفيذها».
وأكد بومبيو «أنه أعلن في وقت سابق أن لدى روسيا مهلة 60 يوماً للعودة إلى تنفيذ هذه المعاهدة، ولكن روسيا رفضت خلال هذه الفترة القيام بأي خطوات»، متابعاً: «بدءاً من 2 شباط ستبدأ الولايات المتحدة بالانسحاب من التزامات المعاهدة، وسنقدّم إخطاراً رسمياً إلى روسيا والأطراف الأخرى في المعاهدة، بأن واشنطن سوف تنسحب من معاهدة الحدّ من الأسلحة في غضون 6 أشهر، وفقاً للمادة 15 من المعاهدة».
بدوره، قال حلف شمال الأطلسي في بيان إن أعضاء الحلف «يؤيدون تماماً» الإخطار الذي أصدرته الولايات المتحدة باعتزامها الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى المتعلقة بالصواريخ النووية بسبب أفعال روسيا.
وأضاف البيان «تتخذ الولايات المتحدة هذا الإجراء رداً على تهديدات كبيرة للأمن الأوروبي – الأطلسي ناجمة عن قيام روسيا سراً بتجربة وإنتاج ونشر أنظمة صواريخ كروز 9إم729 التي تطلق من الأرض».
وكان قد تم توقيع معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، يوم 8 كانون الأول عام 1987. وبموجب هذه المعاهدة التزم الطرفان بالقضاء على الصواريخ التي يبلغ مدى إطلاقها من 500 كم إلى 5500 كم، بالإضافة إلى القاذفات والمنشآت والمعدات الإضافية الخاصة بها.