مجلس البطاركة يطالب المرشحين إلى الرئاسة بالتخلي عن مصالحهم الشخصية
طالب مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك النواب بالتحرر من الضغوط الخارجية والاضطلاع بالمسؤولية الوطنية لانتخاب رئيس للجمهورية يعيد للبنان كرامته وللمؤسسات الدستورية انتظامها وحيويتها، ويعمل على توطيد أواصر الوحدة الوطنية ووحدة الكلمة بين جميع أبناء وبنات الوطن اللبناني»، مشدداً على ضرورة أن يقتدي المرشحون إلى الرئاسة بيسوع المسيح الذي قبل الصلب لخلاص البشر والتخلي عن المصلحة الشخصية من أجل خلاص الوطن.
ودعا مجلس البطاركة في البيان الختامي الذي صدر عقب انهاء مجمع البطاركة والمطارنة الكاثوليك أعماله، إلى «إقرار قانون انتخابات يحقق التمثيل الصحيح ويضمن حقوق جميع الطوائف احتراماً للعيش المشترك الذي هو أساس وجود الوطن اللبناني».
وناشد المجتمعون أصحاب القرار في الدولة «إيلاء الاهتمام الكافي لهموم الناس ليؤمنوا لجميع المواطنين الحد الأدنى من الخدمات العامة من ماء وكهرباء واستشفاء وتعليم وطرق، ساهرين على الإنماء المتوازن لجميع المناطق.
وتطرق مجلس البطاركة الى الحرب الدائرة في سورية والعراق وما تتركه من آثار على الأوضاع العامة في لبنان. وإذ كرر مناشدتهم المراجع الدولية «كي تبذل جهوداً أكبر لإحلال الوفاق والسلام في هذين البلدين المدمرين، بشراً وحجراً، ولوضع حد للتنظيمات الإرهابية، ولعودة المطرودين عنوة والنازحين الى بيوتهم وممتلكاتهم»، شدد على ضرورة الالتفاف حول الجيش اللبناني والقوى الامنية القادرة وحدها على تلبية طموحات المواطنين.
وألقى البطريرك الماروني بشارة الراعي كلمة نوه فيها بدور العائلة والمجتمع، وأكد أن الكنيسة ستضاعف جهودها في خدمة العائلة، وشدد على مسؤولية الدولة في حياة العائلة الثقافية والوطنية والاقتصادية، وندد بأصحاب السلطة السياسية وخصوصاً المجلس النيابي الذي أحجم عن انتخاب رئيس للجمهورية فيما مدد لنفسه خلافاً للدستور، وكل هذه التجاوزات تقع ضحيتها العائلة اللبنانية. وثمن ما تقوم به المؤسسات الخاصة.
ثم تلى المجتمعون صلاة على نفس المطران منصور حبيقة والقى السفير البابوي غابريال كاتشا كلمة، تحدث فيها عما جاء في رسالة البابا فرنسيس الأول «فرح الإنجيل» من «ضرورة إحياء الروح الرسولية في الكنيسة بدينامية تدعو الى الخروج من الذات لمتابعة إعلان بشرى الإنجيل بطرق جديدة تستجيب لحاجات البشرية المعاصرة، وذلك انطلاقاً من فهم الإطار الذي تعيش فيه العائلة اليوم».
واستقبل المجلس رئيس المجلس الحبري من أجل العائلة المطران فينتشنسيو باليا، الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن وضع العائلة في المجتمع المعاصر، لا سيما في الغرب، وعما تحمله الكنيسة في تراثها وتعليمها من غنى في موضوع الزواج والعائلة، وعما يمكنها أن تساعد من خلاله عالم اليوم الذي ينحرف نحو الفردانية والحرية التي ليس لها أي مبدأ ثابت تستند اليه.
واطلع اعضاء المجلس على تقارير اللجان الأسقفية والهيئات التابعة للمجلس، وناقشوا أعمالها وأعطوا بشأنها التوجيهات المناسبة لاستمرار نشاطها في خدمة المؤمنين والمجتمع.
إلى ذلك، غادر البطريرك الراعي بيروت متوجهاً الى الفاتيكان في زيارة تستمر حوالى 10 أيام، للمشاركة في اجتماعات المجالس البابوية، حيث يلتقي في أثناء انعقادها البابا فرنسيس الذي غالباً ما يرأس جزءاً منها.
ومن المقرر أن يتوجه إلى ميلانو لتدشين كنيسة جديدة تابعة للرعية المارونية، على أن يعود بعد ذلك إلى الفاتيكان، للمشاركة في حفل تكريم الرئيس ميشال سليمان الذي سيمنحه البابا وساماً بابوياً.
يذكر أن الراعي توجه مباشرة الى الطائرة، من دون المرور في قاعة الشرف ومن دون الادلاء بأي تصريح.