مادورو يرحّب بأي مبادرات تهدف لتسهيل الحوار في فنزويلا
رحّب رئيس فنزويلا الشرعي، نيكولاس مادورو، باجتماع مجموعة الاتصال الدولية في عاصمة أوروغواي مونتيفيديو، أمس، وأعرب عن «دعمه المطلق» لأية مبادرات تهدف لتسهيل الحوار في بلاده.
وقال خلال إجراء تدريبات عسكرية في ولاية زوليا أمس: «أود أن أرحب بالاجتماع في مونتفيديو بمساعدة من حكومات المكسيك وأوروغواي و 14 دولة في المجموعة الكاريبية … أعلن الدعم المطلق من السلطات الفنزويلية لأي خطوات ومبادرات تهدف إلى تسهيل الحوار في البلاد».
وجرى بث خطاب مادورو على الهواء مباشرة في التلفزيون الحكومي لفنزويلا.
واقترحت الأوروغواي والمكسيك «إنشاء آلية حوار من دون شروط مسبقة»، من أجل «تسهيل التوصل إلى حل تفاوضي للأزمة السياسية في فنزويلا».
وزير خارجية الأوروغواي رودولفو نين نوفوا ونظيره المكسيكي مارسيلو إيبرارد قدما «آلية مونتيفيديو» التي تتضمن مراحل عديدة ووساطة ستقوم بها شخصيات معروفة على الصعيد الدولي.
ولا يتضمن الاقتراح إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وسيجري تقديم هذا الاقتراح المشترك للمشاركين في الاجتماع الأول في مونتيفيديو لمجموعة الاتصال الدولية في الأوروغواي.
وزير خارجية المكسيك قال «إن بلاده قلقة من إمكانية استخدام القوة أو التدخل العسكري في فنزويلا من قبل الولايات المتحدة».
وتشكلت مجموعة الاتصال، التي سيتمّ تنسيقها من قبل الاتحاد الأوروبي، لمدة 90 يوماً، من أجل»تعزيز فهم مشترك ونهج منسق بين اللاعبين الدوليين الرئيسيين بشأن الوضع في فنزويلا».
وفي الوقت نفسه، لا يتمثل هدف مجموعة الاتصال هذه في بدء عملية وساطة رسمية، بل في»الحفاظ على الزخم السياسي»، كما تقول فيديريكا موغيريني، رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، التي تنوي حضور الاجتماع أيضاً. ووفقاً لها، فإن مهمتها تكمن في»المساعدة على تهيئة الظروف اللازمة لبدء عملية تسمح لفنزويلا بتحديد مستقبلها من خلال انتخابات جديدة».
وفي الأثناء، ناقش وزير الخارجية الفنزويلي خورخي آراريز آفاق إجراء حوار وطني في البلاد مع فيرونيك لورنزو ، مبعوث رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني.
وكتب آراريز في مدونته الصغيرة على تويتر:»لقد عقدنا اجتماعاً مكثفاً ومثيراً للاهتمام مع فيرونيك لورنزو، المبعوث الخاص لرئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني. وقد حللنا والدستور بين يدينا، حقائق فنزويلا والحاجة إلى حوار سيادي وطني دون وضع شروط مسبقة».
وعُقد هذا الاجتماع عشية افتتاح مؤتمر مونتيفيديو أمس، الذي يجب على المشاركين فيه تقييم ما يحدث في فنزويلا من موقف محايد وإيجاد سبل للخروج من هذا الوضع.
ووفقاً للاتحاد الأوروبي، تم تصميم مجموعة الاتصال لتهيئة الظروف لعملية سياسية وسلمية تسمح للفنزويليين أنفسهم بتحديد مستقبلهم من خلال انتخابات حرة وشفافة وجديرة بالثقة وفقاً لدستور البلاد.
في المقابل، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «إن الولايات المتحدة تعمل على تحضير سيناريوات لتغيير السلطة في فنزويلا باستخدام القوة»، كاشفةً عن «نشر مركز قيادي موحد لما يسمى بالعملية الإنسانية في منطقة حدودية للبلاد».
وأوضحت أنه «نظراً لنشاط الوفود العسكرية الأميركية تجرى دراسة مفصلة شاملة لخيار تغيير السلطة في فنزويلا بالقوة».
وفي هذا الصدد، دعا مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون كبار ضباط الجيش الفنزويلي إلى الانقلاب، واعداً بما وصفه بـ»الإعفاء من العقوبة إذا أيدوا خوان غوايدو».
كذلك، أعلن الأميرال المسؤول عن قيادة القوات الأميركية في أميركا الجنوبية، أمس، «أن الجيش الأميركي مستعد لحماية العسكريين الأميركيين ومنشآت بلاده الدبلوماسية في فنزويلا إذا لزم الأمر».
وقال الأميرال كريغ فولر، قائد القيادة الجنوبية الأميركية، في جلسة بلجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «نحن على استعداد لحماية العسكريين والمنشآت الدبلوماسية الأميركية إذا لزم الأمر».
وفي الوقت نفسه، قال فولر إن «الجيش الفنزويلي شهد تراجعاً لكنه باقٍ في ولائه لمادورو». وأضاف الأدميرال فولر إن «ولاء الجيش لمادورو يجعل الوضع خطيراً ونحن نراقب أي مؤشر لحصول انقسامات».
وكانت السلطات الفنزويلية أعلنت مصادرة أسلحة حربية مرسلة من الولايات المتحدة إلى الجماعات المرتبطة بمحاولة الانقلاب تمّ كشفها في المطار الدولي بمدينة فالنسيا الفنزويلية.
وفي السياق، أعلنت شركة النفط الحكومية الفنزويلية أنها «ستقوم بإعادة توجيه صادراتها النفطية من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا وأنها ستبذل قصارى جهدها لضمان ألا يؤثر الوضع في السوق العالمية».
وبشأن كيفية إقناع الشركاء الأوروبيين والآسيويين بشراء النفط من فنزويلا من دون التعرّض لخطر عقوبات واشنطن، قال ممثل فنزويلا لدى «أوبك» روني رومير «إن العقوبات الأميركية لا تخيف روسيا والصين».
وشهدت العاصمة كراكاس تظاهرات مؤيدة للرئيس مادورو ورافضة للتدخل الأميركي في الشؤونِ الداخلية.
المواطنون تجمعوا في ساحة بوليفار وقاموا بتوقيعِ عريضةٍ دعماً للرئيس وحكومته.
كما رددوا شعارات تتهم قوى خارجية بمحاولة السيطرة على الثروات الوطنية وحملوا نسخاً من الدستور الوطني مؤكدين أن السياسات الأميركية تعد انتهاكاً وتدخلاً في شؤون البلاد.