تقرير
أشارت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية إلى الأسباب التي تعمل على تداعي التحالف الأميركي ـ اليمني الضعيف ضدّ تنظيم «القاعدة» في اليمن.
وقالت الصحيفة إن اليمن يقف اليوم مرّة أخرى على حافة الكارثة، بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح، وبداية مرحلة تحوّل انتقال سياسيّ تمنع الحرب الأهلية.
وتضيف أن القتال بين الجماعة الحوثية، التي تلقى دعماً من إيران والتي تسيطر على صنعاء، وبين الجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، يزداد ضراوة فقد قتل العشرات من مؤيّدي الطرفين في اشتباكات وتفجيرات، فيما أصبحت القيادة السياسية في حالة يرثى لها.
وتلفت الصحيفة إلى أنه في ظلّ إدارة أوباما قامت الولايات المتحدة بتقوية أواصر العلاقات الأمنية مع اليمن، من أجل ملاحقة عناصر «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، والتي نظر إليها كتهديد مباشر لأمن الولايات المتحدة. وشمل التعاون على إرسال طائرات من دون طيار، والتي كثفت الولايات المتحدة منها منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في أيلول، وعزّزت من سيطرتها.
وتجد «ساينس مونيتور» أنّ حكومة التكنوقراط، التي أدّت القسم أمام رئيس الجمهورية يوم الأحد الماضي، ضمت أعضاء من الحوثيين وممثلين عن الحراك الجنوبي، إلا أن الحزب الحاكم والحوثيين يرفضون منح مقاعد لـ«حزب الإصلاح»، وهو الطرف الرئيس الخاسر في الاضطرابات الأخيرة.
ويذكر التقرير أن رجلاً واحداً حمل مسؤولية الأزمة، وهو الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي تنحّى عن السلطة في تشرين الثاني2011، بناء على اتفاق توسط فيه مجلس التعاون الخليجي. وتتهم الولايات المتحدة صالح بمحاولة إضعاف الحكومة المركزية، وقامت الحكومة الأميركية يوم الاثنين الماضي بوضعه على القائمة السوداء، إضافة إلى اثنين من قادة الحوثيين لأنهم يهدّدون الاستقرار والسلام في البلاد.
وترى الصحيفة أنه عام 2013 قام صالح، الذي أصبح خارج السلطة، بالتصالح مع إعدائه اللدودين الحوثيين، الذين ينتمون مثل صالح للزيديين. وبفضل تحالفات الرئيس السابق القبلية وصلاته العسكرية، استطاع الحوثيون الزحف نحو العاصمة، إذ تغلبوا على جيوب من المقاومة، قادتها جماعات سلفية ويساعدها مقاتلون مرتبطون بالقاعدة.
ويبيّن التقرير أن لافتة مكتوب عليها «الله أكبرـ الموت لأميركا ـ الموت لإسرائيل»، تزيّن اليوم نقاط التفتيش في مدينة صنعاء وبيوت مؤيديهم. ويقول المحللون إن حملة الطائرات الأميركية من دون طيار ضدّ تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية غذّت، وإن بطريقة غير مباشرة، المشاعر المعادية لأميركا، وعزّزت بطريقة أخرى وضع الحوثيين.
وتورد الصحيفة أن «القاعدة» أعلنت نهاية الأسبوع الماضي أنها زرعت متفجرتين استهدفتا السفير الأميركي في اليمن، وذلك بحسب موقع «سايت» للاستخبارات، وتفكر واشنطن الآن بخططٍ لإجلاء كل طاقم السفارة الأميركية من صنعاء.
وينقل التقرير عن الحوثيين قولهم إن هدفهم ليس حكم العاصمة بطريقة مباشرة، ولكن التأثير على القرار السياسي. ونقلت «يمن تايمز» عن حمزة الحوثي، أحد مسؤولي المكتب السياسي في الحركة قوله: «لدى الحركة تفويضان: الضغط على السياسيين لتقديم تنازلات، والتوافق وحفظ الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرتنا».
وتعلّق الصحيفة بأنه لا يُعرف إن كانت الحكومة، التي يرأسها خالد البحاح، ستكون قادرة على قيادة دفة البلاد وإخراجها من الأزمة السياسية، خصوصاً بعد قرار المؤتمر الشعبي تنحية الرئيس عبد ربه منصور هادي عن أمانة الحزب، وتعيين موالين له من جماعة صالح. في وقت يستمر فيه العنف، ويتفق معظم المحللين على فشل إدارة أوباما في إضعاف تنظيم «القاعدة» في اليمن، خصوصاً أنّ إدارته تقوم الآن بحملة ضدّ تنظيم «داعش».
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى قول تشارلس شميدتز من معهد الشرق الأوسط: «النجاح الوحيد لاستراتيجية أوباما أنها منعت محاولات القاعدة في اليمن من توجيه ضربات للتراب الأميركي، ولكن يأتي هذا على حساب تدمير اليمن».