أسوار غوانتانامو ستنهار قريباً
باتت قاعدة غوانتانامو منذ زمن طويل كالقذى في عين الإدارة الأميركية، واشتدت أخيراً حدة الانتقادات الموجهة إلى هذا السجن سيئ الصيت، حتى من الأميركيين أنفسهم. وصار تقرير وكالة الاستخبارات المركزية حول برامج تعذيب معتقلين مشتبهين بالإرهاب، بمثابة وثيقة خطرة شكلت سبباً لزيادة توتر وتصاعد الجدال والحديث حول هذا الموضوع.
آخر التطورات حول هذه القضية، أنه يدور الحديث الآن في واشنطن حول نية شيوخ الكونغرس الأميركي إلغاء سرية جزء من الوثيقة المذكورة، والكشف عن مدى قسوة الأساليب المستعملة داخل سجن غوانتانامو للحصول على اعترافات صريحة وواضحة من المتهمين المحجوزين هناك. وتعتبر كلمة «الحصول» هنا مرادفاً لكلمة الضرب وكل أنواع التعذيب المعروفة وغير المعروفة، علماً بأنه تم الكشف عن محتويات 400 صفحة فقط من تقرير الاستخبارات المركزية، الذي يبلغ حجمه 6300 صفحة.
ويشير التقرير إلى أن أساليب «التحقيق القاسي» التي طبقتها وكالة الاستخبارات المركزية، لم تكن فعالة في كثير من الحالات، ويذكر استعمال أسلوب الإغراق في الماء البارد، وكذلك أساليب التعذيب الأخرى، بعد إقرار الاستخبارات بأن المعتقل الخاضع للتحقيق والتعذيب لم يعد قادراً على الاعتراف بجديد.
وقال سيناتور من أنصار إلغاء سرية بعض أجزاء التقرير، إنه من المهم أن تحيط الولايات المتحدة العالم علماً بأنها قامت بأخطاء ولا تنوي تكرارها. وأشار إلى أن الوكالة لم تستشر الخبراء في موضوع فعالية هذه الأنواع من التعذيب أو تلك. وحتى بعد اتخاذ قرار كشف الحقيقة عن جزء من التقرير، سيقوم ممثلو وكالة الاستخبارات الأميركية بمراجعة مضمون هذه الوثيقة، لمراعاة مصالح الأمن القومي، ما يثير الخوف لدى بعض الخبراء من أن الأوساط الاجتماعية الواسعة، لن تعرف شيئاً عن الاستنتاجات الرئيسة لمعدي التقرير.
من جهة أخرى، يقتنع الخبراء بأن هذه الوثيقة ستساعد حال إلغاء سريتها، على تعجيل حلّ مسألة إغلاق السجن، علماً بأن الرئيس أوباما وعد بإغلاقه أثناء ولايته الأولى، ولم يكن مجرد وعد فحسب، بل وقّع أمراً بذلك في 21 كانون الثاني عام 2009، ومضت الأيام والسنين ولم يغلق بعد.
وإضافة إلى كل ما ذكر أعلاه، لا يعرف أحد حقيقة ضلوع أكثر من 100 سجين في مخالفات يتهمون بها، لعدم نظر المحاكم في قضاياهم. ويعتبر السجن مناسباً للولايات المتحدة، فهو خارج أراضيها، وبالتالي غير مشمول بالقوانين الأميركية. وبهذا الخصوص أعرب رئيس أوروغواي عن استعداده لوضع عدد من سجناء غوانتانامو في بلده، الأمر الذي سيعمل، بحسب رأيه، على إغلاق السجن الأميركي الذي وصفه بأنه «عار الإنسانية».