بوتين يدعو أميركا إلى التخلّي عن وهم تحقيق التفوق العسكري ويعلن عن إنزال أول غواصة نووية مسيّرة

وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية، التي أعلن في خلالها تقييمه للأوضاع في البلاد ومهام الدولة المستقبلية.

وتعتبر هذه الرسالة الـ15 لبوتين إلى الجمعية الفيدرالية، التي أكد فيها على سيادة روسيا، قائلاً: «روسيا كانت وستبقى دولة مستقلة ذات سيادة وهذا أمر بديهي».

وجرت العادة على عدم الإعلان عن محتوى خطاب الرئيس، ومن المعروف أنّ بوتين يقوم بتحضيره شخصياً.

تطور في الصناعات العسكرية

على الصعيد العسكري، أعلن الرئيس الروسي عن «إنزال أول غواصة نووية مسيرة بوسيدون في ربيع هذا العام 2019».

وقال: «أود أن قول ملاحظة مهمة، سيتم في ربيع هذا العام إنزال أول غواصة نووية مسيرة، حاملة للصواريخ. والعمل يجري حسب الخطة».

وحول منظومة «أفانغارد»، لفت بوتين إلى «أنّ تطوير منظومة الصواريخ أفانغارد تتناسب مع إطلاق أول قمر صناعي إلى مدار الأرض».

ووفقاً للرئيس الروسي، «فقد كان يبدو من غير المعقول مؤخراً، أن تتمكن روسيا من تحقيق قفزة نوعية في المجال الدفاعي، كان الأمر صعباً. كان لا بدّ من تطوير الكثير أو البدء من الصفر. والسير في طريق وعرة وإيجاد حلول جريئة وفريدة من نوعها».

كما أعلن أنّ «العمل على تطوير صاروخ تسيركون ، القادر على التحرك بسرعة 9 ماخ، يجري حسب الخطة وسيتم الانتهاء منه في الموعد المحدّد».

وقال بوتين: «أرى من الممكن اليوم أن أبلغكم رسمياً عن منتج جديد واعد آخر». وذكر أنه «وعد خلال الرسالة السنوية الماضية أنه سيعلن تدريجياً عن الأسلحة الجديدة. اختبار صاروخ تسيركون الأسرع من الصوت على السفن الحربية في عام 2019».

وأضاف: «سأخبركم عن سلاح واعد جديد، الذي يجري العمل على تطويره بنجاح وحسب المواعيد المحدّدة وسيتم الانتهاء من العمل ضمن الإطار الزمني المخطط له. وهو الصاروخ الأسرع من الصوت تسيركون ».

تشكيل مركز فضائي وتطوير القوانين التكنولوجية

وفيما يخصّ الفضاء، كلف الرئيس الروسي وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس» والحكومة بـ»تشكيل مركز فضائي وطني».

وفي هذا السياق، قال بوتين: «من أجل ثورة حقيقية في الاتصالات والملاحة وإنشاء أنظمة استشعار الأرض عن بعد، من الضروري مضاعفة إمكانات مجموعة الأقمار الصناعية. روسيا لديها التكنولوجيا لتحقيق هذا الغرض».

وعن التطوير التكنولوجي، قال: «لا يجب على القوانين الروسية أن تحدّ من تطوير التكنولوجيا في روسيا».

العلاقات الروسية الأميركية

على صعيد العلاقات الروسية الأميركية، دعا بوتين، في رسالته السنوية إلى الجمعية الفدرالية، أمس، الولايات المتحدة لـ»التخلي عن وهم تحقيق أي تفوق في الجانب العسكري على حساب روسيا».

وقال: «إنّ روسيا ليست التهديد الرئيسي للولايات المتحدة، وموسكو تريد أن تكون لها علاقات ودية مع واشنطن».

وأضاف: «سياسة الولايات المتحدة مع روسيا لا يمكن وصفها بالودية حيث تفرض عقوبات جديدة ويجري تغيير قاعدة الاتفاقات الأمنية في العالم».

كما أكد «أنّ روسيا تبني علاقاتها الخارجية، انطلاقاً من استقلالها وسيادتها في إطار الاحترام المتبادل». وأشار إلى أنّ «هناك دولاً تسعى لفرض هيمنتها على العالم، ما يستدعي من روسيا أن تدافع عن مصالحها».

واستطرد الرئيس الروسي: «سننتظر أن تدرك الولايات المتحدة أنّ روسيا شريك متكافئ»، لافتاً إلى أنّ «من الضروري إيجاد الحلول في السياسة الدولية وليس فرض الشروط».

وحول خروج الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ، قال بوتين: «واشنطن تخالف وتبحث عن المذنب»، مضيفاً: «لن تكون روسيا الأولى في نشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في أوروبا».

واعتبر أنّ «نشر الولايات المتحدة لصواريخ في أوروبا يهدد أمن روسيا والعالم»، مشيراً إلى أنه «في حال نشرت الولايات المتحدة صواريخ في أوروبا، فإنّ روسيا ستضطر لاتخاذ إجراءات مماثلة».

وشدّد على أنّ بلاده «ستنفذ على الفور خططها للردّ على نشر الصواريخ الأميركية في أوروبا، والتدابير ستكون متناسقة مع التهديد».

وتطرق بوتين إلى العلاقات مع أوروبا واليابان، معرباً عن أمله «في أن يتخذ الاتحاد الأوروبي، خطوات لتطبيع العلاقات مع روسيا لتحقيق الفائدة المتبادلة».

كما أعلن «أنّ روسيا تعتزم تطوير الحوار مع اليابان لإبرام معاهدة سلام».

وقال: «سنواصل تطوير الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي مع اليابان. جاهزون للبحث المشترك عن شروط مقبولة للطرفين لإبرام معاهدة سلام».

كما شدّد الرئيس بوتين على «ضرورة تعميق العلاقات مع بيلاروس في إطار التعاون الاقتصادي الأوراسي»، مشيراً إلى «أهمية تطوير التعاون مع الصين والهند كذلك».

البنى التحتية

كما تطرق الرئيس الروسي في كلمته إلى كلّ ما يهم الداخل الروسي، فعلى صعيد البنى التحتية، أعلن بوتين عن «بدء حركة القطارات على جسر القرم هذا العام».

وركز على «تنمية الشرق الأقصى من روسيا»، مؤكداً «أنه سيناقش النتائج مع جميع الإدارات المعنية في أيلول».

وشدّد أنه «لا بد من إنشاء بنية تحتية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي في روسيا».

المشاريع التنموية

وفي ما يخصّ المشاريع التنموية، أعلن بوتين «أنه سيركز على قضايا التنمية في البلاد، وأنّ المشاريع التنموية هي مشروعات قومية».

وأضاف بوتين: «يجب أن تكون أعمال السلطة التنفيذية على جميع المستويات منسقة ونشطة … المشاريع التنموية ليست مشاريع اتحادية، وبالتأكيد ليست إدارية، وإنما مشاريع قومية، ويجب أن تكون نتائجها مرئية في كل إقليم وحي في الاتحاد».

وتابع: «على السلطات الروسية حل قضية تجهيز جميع المدارس بالمعدات الحديثة خلال سنتين».

الأجور والاقتصاد

وفي ما يخصّ الأجور والاقتصاد في البلاد، قال: «إنه يجب أن ترتفع رواتب موظفي الدولة لتتناسب مع مستوى التضخم»، مضيفاً: «روسيا بحاجة إلى معدلات عالية من النمو الاقتصادي، وعلى الحكومة والبنك المركزي توفير ظروف مناسبة للنمو الاقتصادي».

البيئة

وحول القضايا البيئية في روسيا، قال بوتين أنّ «من غير الممكن عدم سماع وجهة نظر المواطنين الروس عند حل القضايا البيئية».

وأضاف: «من الضروري إيجاد آلية من أجل التخلص من النفايات المنزلية الصلبة»، مشيراً إلى أنه «يجب حلّ مشاكل التخلص من النفايات بشكل عام، عبر زيادة النفقات من 8-9 في المئة إلى 60 في المئة «.

وأعلن أنّ الحكومة الروسية «ستعتمد هذا العام برنامجاً جديداً لتنمية الأراضي الريفية، اعتباراً من السنة المقبلة».

الطبابة

ولم يغفل الرئيس الروسي الحديث عن موضوع الطبابة في بلاده، حيث أشار إلى «أنّ المواطنين الروس غير راضين عن المساعدات الطبية»، مشدّداً على ضرورة «أن تصبح المساعدات الطبية متوافرة في جميع الأقاليم الروسية حتى نهاية عام 2020».

وتابع: «جميع مستشفيات الأطفال بحاجة إلى الانتقال إلى معايير جديدة في عام 2021».

وأكد أنّ السلطات الروسية «تعتزم تخصيص نحو تريليون روبل خلال السنوات الـ6 المقبلة لمكافحة أمراض السرطان»، مشدّداً على «الحاجة إلى بناء مركز لإعادة تأهيل الأطفال ذي مستوى عالمي».

الأسرة والسكان

وبالنسبة إلى الأسرة والسكان، قال بوتين: «نحتاج إلى تقليل الضريبة على الأسر، مزيد من الأطفال – ضرائب أقل».

وأضاف: «يجب تحقيق إعادة النمو الطبيعي للسكان في روسيا بحلول 2023-2024».

وأعلن أنه «سيتم منح العوائل من المولود الثالث فما فوق مبلغ وقدره 450 ألف روبل حوالي 7 آلاف دولار ».

وأضاف: «قرابة 19 مليون مواطن روسي يعيشون تحت خط الفقر وهذا رقم كبير جداً».

واقترح بوتين زيادة المدفوعات للأسر، «التي لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، اعتباراً من 1 تموز».

الوضع الديموغرافي الروسي

ديموغرافياً، أشار بوتين إلى أنّ «روسيا تدخل فترة ديموغرافية صعبة حيث تراجع معدل الولادات ومن المستحيل التغاضي عن ذلك»، معتبراً أنّ «روسيا دخلت حالياً في مرحلة ديموغرافية صعبة للغاية».

وذكّر بما قاله في السابق إنّ «أسباب ذلك موضوعية بحتة وتتعلق بالخسائر الإنسانية الكبيرة والفشل الذي تعرضت له بلادنا في القرن العشرين وخلال الحرب الوطنية الكبرى والفترة المأساوية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي».

التنمية الداخلية

وأعلن «أنه سيركز على التنمية الداخلية للبلاد»، وأنه «يتوجب على الحكومة الروسية تحديد وتيرة حيوية وعمل منسق من أجل تنفيذ الأهداف الوطنية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى