المؤتمر الإقليمي للمجلس النسائي اللبناني يختتم أعماله في بيروت بإعلان «وثيقة بيروت للتضامن العربي والتحالف لمناصرة قضايا المرأة»

عبير حمدان

اختتم المؤتمر الإقليمي «أثر التغيّرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على واقع المرأة العربية» أعماله في بيروت امس والذي انعقد بدعوة من المجلس النسائي اللبناني بالشراكة مع «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» و»منظمة المرأة العربية»، في فندق «كورال بيتش» برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً برئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين روكز عون.

الافتتاح

حضر الافتتاح الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة ممثلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائبة بهية الحريري ممثلة رئيس الحكومة سعد الحريري، النواب: د. فادي علامة، جان طالوزيان، رولا الطبش وميشال معوض، سفيرة الاتحاد الإوروبي كريستينا لاسن، سفراء: الجزائر أحمد بوزيان، المغرب محمد كرين، تونس محمد كريم بودالي، نائب سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحمد الحسيني، العقيد إيلي الديك ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وعدد كبير من الهيئات النسائية وممثلات المجتمع المدني.

بداية أشارت أمينة سرّ المجلس النسائي اللبناني عدلا سبليني الزين الى أهداف المؤتمر، ثم ألقت رئيسة المجلس النسائي اللبناني إقبال دوغان كلمة عرضت فيها جدول أعمال المؤتمر الذي شارك فيه «العديد من الدول والذي تضمّن تجارب شخصية وأكاديمية وعلمية وبحثية وسياسية تناولت الهواجس والحقائق والتطلعات».

غبريل

من جهتها نقلت ممثلة رئيسة المجلس النسائي الدولي جمال هرمز غبريل تحيات رئيسة المجلس الدكتورة جون سوك كيم وأعضاء مجلس الإدارة، وأعربت عن «سعادة المجلس لمناسبة تعيين 4 وزيرات للمرة الأولى في تاريخ لبنان، على أمل ان يتضاعف عدد النساء في جميع مراكز القرار». ورأت انّ «الحروب والنزاعات التي عصفت بالعالم العربي أضافت الى معاناة النساء الحقيقية من فقر وعدم مساواة وعنف معاناة جديدة تمثلت بالموت والنزوح وانتهاك كرامتها الإنسانية واعتبار الاعتداء عليها أحد أسلحة الحروب. واعتبرت انّ عدم المساواة بين الجنسين تعني انّ المجتمع يغيّب 50 في المئة من قدراته، وانّ تمكين النساء هو أهمّ أسلحة محاربة الفقر، والمساواة هي شرط من شروط الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان».

الصباح

أما رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب حصة الصباح فقالت في كلمتها: «انّ المرأة هي أساس التغيير في المجتمع، لذا لا بدّ من تأهيلها وتدريبها بالشكل الأمثل لتتمكن من المشاركة في التنمية المجتمعية على اعتبار أنها نصف المجتمع. وبعد عام 2011 وبسبب ما شاهدته المنطقة العربية من ثورات وتغييرات سياسية أثرت بمعظمها على العملية الاقتصادية للدول. وتشكل هذه التغييرات والتحوّلات على الصعيد الإقليمي للمنطقة سياسات اقتصادية جديدة من شأنها التأثير على دور المرأة في التنمية الإقتصادية. لا تزال المنطقة العربية تعاني فجوة بين الجنسين في سوق العمل وخسائر في الناتج المحلي».

وأعلنت انّ «مجلس سيدات الأعمال العرب يقدّم مجموعة من الحلول التي قد تسهم في زيادة نسبة مشاركة المرأة في عملية التنمية وهي توفير دور رعاية وحضانات بجودة عالية لرعاية الأطفال الى ساعات عمل المرأة، ثانياً توفير فرص جديدة لتحسين ظروف المرأة الأثرية، ثالثاً العمل على تعديل الموروثات الثقافية من حيث انّ الحياة رحلة مشتركة بين الجنسين في الواجبات والحقوق والمسؤوليات، رابعاً مشاركة القطاع الخاص في توفير فرص عمل للمرأة، خامساً إزالة الفوارق بين الجنسين من حيث الأجور وساعات العمل وفرص التوظيف، وأهمية تجديد الخطاب الديني حول حقوق المرأة ودورها في المجتمع وإعداد برامج عربية مشتركة لتدريب مهارات المرأة وتعزيز قدراتها».

الناصري

من جهته نوّه محمد الناصري بالشوط الذي قطعه لبنان في مسار تمكين المرأة وقال: «لبنان قد قطع شوطاً لافتاً في مسار تمكين المرأة ولا سيما في المجال السياسي، وقد شهدنا خلال العام المنصرم انخراطا أكبر للمرأة في الشأن العام، بحيث تقدّمت 113 سيدة بالترشح لخوض الإنتخابات التشريعية في 2018، وهذا رقم قياسي محلياً، وإنْ لم يصل منهن سوى 6 سيدات الى مقاعد مجلس النواب». وتقدّم من «حكومة وشعبه بخالص التهاني بتشكيل الحكومة اللبنانية مع تمنياتنا الصادقة بوافر النجاح والتقدم».

وتابع: «إنّ عقد هذه المؤتمرات وإلقاء الضوء على قضايا المرأة العربية لا يزال حاجة ملحة نظراً الى انّ مسألة تحقيق المساواة التامة بين الجنسين وتمكين المرأة لم تصل الى قائمة الأولويات الوطنية. فلا تزال بعض الدول العربية تتمسك بقوانين جائرة إزاء النساء على مستوى الدساتير، بحيث لا تكفل في نصوصها الدستورية المساواة بين الجنسين، وهناك على مستوى القوانين الجنائية 11 دولة عربية تسمح بتخفيف العقوبة في قضايا مثل الزنا وتأخذ بعوامل مخففة أخرى لخفض العقوبات أو تبرئة الجناة في ما يسمّى «جرائم الشرف». لكن المشهد ليس قاتماً تماماً، فلننظر أيضاً إلى بعض بوارق الأمل! في الأعوام القليلة المنصرمة، أتمّت دول عربية عدة بعض الإصلاحات التشريعية المهمّة عزّزت المساواة بين الجنسين وحمت النساء من العنف، أذكر، مثلاً، تجريم 11 دولة عربية التحرّش الجنسي في الأماكن العامة و/أو أماكن العمل».

كيوان

بدورها، أثنت الدكتورة فاديا كيوان على هذا المؤتمر وجاء في كلمتها: «المجتمع المدني في لبنان مشهود له بحيويته وطاقته الجامعة، هناك سرّ يحمله المجتع المدني هو حلم تكوين دولة في لبنان قائمة على الحقوق وعاملة بالوسائل الديمقراطية، وفي هذا الحلم تحدّ يسعى المجتمع المدني اللبناني الى مواجهته بالقوة الناعمة، ايّ يثقافة حقوقية تشدّ المواطنين الى رحاب الوطن الكبير من دون ان يتفلتوا من روابطهم الأولية من عائلة وأسرة وطقوس دينية متنوعة».

وأردفت: «انّ لبنان يعود من خلال هذه الندوة الى موقعه ساحة الحوار والتلاقي الحر حيث ينعم الأفراد بالحريات الشخصية والجمعيات بحرية التأسيس والعمل. اما التنوّع والاختلاف الموصوفان في لبنان فانهما أوكسيجين لا يمكن أيّ مجتمع ان يتنفس من دونه.

لاسن

وألقت السفيرة لاسن كلمة اعتبرت فيها انّ «الموضوع المطروح هو في صلب اولويات الإتحاد الأوروبي من خلال عمله في هذه المنطقة وما زالت الطريق طويلة، ونحن نركز على التزام المرأة واشراكها في المسار السياسي والإقتصادي والإجتماعي وتمكينها الإقتصادي».

وأثنت على «وجود 4 وزيرات في لبنان ومن بينهن وزيرة للداخلية التي بدأت تتطرّق لبعض القضايا الهامة مثل محاربة العنف الأسري. ورأت انّ مشاركة المرأة في سوق العمل في هذه المنطقة لا يزال ضئيلاً ويشكل نحو 18 بالمئة من القوة العاملة وهذه الفجوة بين الجنسين سيتمّ ردمها بعد 153 اذا استمرّ الأمر على هذا المنوال».

ولفتت إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يعمل على تمكين المرأة وإشراكها في الدورة الإقتصادية من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين ولمنح المرأة الفرصة لتحقيق نفسها».

الحريري

وألقت النائب بهية الحريري كلمة عرضت فيها للإنجازات التي تحققت في العالم العربي وعلى مدى 20 عاماً والتي أدّت إلى تقديم اقتراح بتشكيل لجنة المرأة في الاتحاد البرلماني العربي، والذي حظي بدعم الرئيس نبيه بري، لافتة إلى أنّ الإشارة الى حجم الإنجازات تأتي بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر الآن في بيروت. ومما جاء في كلمتها: «بعد كلّ الإنجازات التي تحققت أتت سنوات الفوضى المدمّرة في العديد من مجتمعاتنا العربية وهي مستمرة حتى الآن.. مما يضع المرأة أمام تحديات التحوّلات والتغيّرات التي حدثت وتهدّد وحدة المجتمعات بحيث بلغت نسبة النزوح العربي أكثر من 50 في المئة من النزوح العالمي. وإنّ العناوين التي يقاربها مؤتمركم يجب أن تتحوّل من أبحاث وآراء الى مبادرات وإنجازات. وكلي ثقة بقدرتكم على تحمّل المسؤوليات، وفي المقدّمة المجلس النسائي اللبناني الذي تزامن تأسيسه مع انتزاع اللبنانيات حق الترشح والانتخاب… فكلّ التقدير والاحترام للصديقة والرفيقة رئيسة المجلس النسائي اللبناني الأستاذة إقبال مراد دوغان وزميلاتها العزيزات ولرئيسة المجلس النسائي الدولي ممثلة بالسيدة جمال هرمز غبريل ولمنظمة المرأة العربية والأمينة العامة الدكتورة فاديا كيوان، وللمدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة الأستاذ محمد الناصري، مع التقدير لصديقة لبنان سعادة السفيرة كريستينا لاسن رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان. وكلّ التقدير للقامات الكبيرة المشاركة، وللمرأة العربية وتضحياتها ونجاحاتها. واشكركم على إعطائي هذه الفرصة الثمينة. وأتمنى لمؤتمركم النجاح».

عون روكز

وألقت كلودين عون روكز كلمة ركزت فيها على أهمية دفع عجلة الحضارة الانسانية الى الأمام. ومما جاء فيها: «إنّ عالم اليوم، يتميّز عما كان عليه في الأزمنة السابقة، بأنه لم يعد يسمح فيه بالتقوقع والانعزال. فاستخدام التقنيات الحديثة للأهداف السلمية، كما للأغراض الحربية، بات معمّماً في جميع أنحاء العالم وباتت كثيفة، حركة تبادل السلع والأفكار. والمجتمعات التي كانت بالأمس متباعدة، باتت اليوم مضطرة إلى التشارك، بغية تأمين مقتضيات الحفاظ على البيئة الطبيعية وعلى السلام بين الشعوب.

أكثر من الدول والحكومات، باتت المجتمعات، هي القادرة على دفع عَجَلة الحضارة الإنسانية إلى الأمام، وعلى التصدي لآفات الحروب والإرهاب والظلم والفقر والجهل والأخطار البيئية. ونحن كنساء نعلم ما هي قدراتنا في تحقيق التحوّلات المجتمعية الإيجابية، ونعلم ما هي العوائق التي تقف في وجه تفعيل هذه القدرات وفي وجه النهوض في بلداننا.

فليست هذه المرة الأولى في تاريخنا تواجه النساء العربيات تحدّيات التطوّر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. علينا ألا ننسى، أنّ بلداننا مدينة لنسائها الرائدات في مجالات الأدب والصحافة والتربية، وفي تفتح النهضة العربية في بدايات القرن الماضي. وهذه النهضة، التي منها انبثقت مجتمعات عربية تفتخر اليوم بانتشار مستويات التحصيل العلمي وبتفوّق العنصر النسائي فيه، مثلت ثورة في العادات والتقاليد».

وتابعت: «نحن اليوم أمام ثورة صامتة تتوسع بروِّية لكن بثبات. وتتمثل هذه الثورة في دخول النساء إلى ميدان النشاط الاقتصادي والسياسي وإلى ميدان المشاركة في صناعة القرارات. وليس لمجتمعاتنا أن تخرج من واقع الركود التي تعانيه على الصعيد الاقتصادي ومن واقع التباعد بين القواعد والقيادة على الصعيد السياسي، إلا بوصول هذه الثورة الصامتة إلى خواتيمها. وبذلك تحقيق تكافؤ الفرص المتاحة للرجال كما للنساء، ليتحمّلوا معاً المسؤوليات التي تقع على عاتقهم كمواطنين راشدين مسؤولين عن نفسهم وأسرهم ومجتمعهم وعالمهم.

هذه الثورة حاصلة اليوم، لكن وتيرتها لا تزال متأخرة عن السرعة التي يتطور بها العالم والتاريخ. فالأزمات التي تعيشها مجتمعاتنا قد تكون قاتلة، قاضية على انبعاث حيويتها من جديد، ان لم نستدرك الأمر حكاماً وشعوباً. لذا، علينا أن نعطي دفعاً جديداً للإصلاحات التي من شأنها توسيع دائرة المشاركة في اتخاذ القرارات، من جانب الرجال كما من جانب النساء، وإتاحة تكافؤ الفرص المتوافرة لذلك.

وأضافت: «إننا في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية عازمات على العمل لتصحيح هذا الوضع. لذا نقوم بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية لرفع مستوى تمكين النساء من المشاركة في الريادة والقيادة في المجال الاقتصادي كما في المجال السياسي. ونعمل أيضاً جاهدات لإيجاد منظومة تشريعية وقضائية وأمنية تحمي النساء في لبنان من الممارسات الخاطئة الموروثة من عصور الجهل والمبررة للتسلط بالعنف على مصائرهن.

من هنا كان اهتمامنا بتطبيق قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف، باستحداث المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الخط الساخن 1745 لتلقي الشكاوى عن حصول حالات عنف ضدّ النساء. ونسعى الى استحداث مركز موحد لدى القوى الأمنية للتقدم بالشكاوى وتوفير الخدمات للنساء المعنفات. ومن هنا أيضاً تركيزنا في الحملات التوعوية التي نقوم بها، على تصحيح الموروثات الثقافية التي تحط من شأن النساء وكرامتهن، وتحول دون تمثيلهن بنسب مقبولة في البرلمان وفي المجالس البلدية كما في الهيئات النقابية. وبإيجاز فنحن مثابرون في الهيئة على العمل بغية تنزيه كلّ القوانين من المواد المجحفة بحقوق المرأة والفتاة. ونأمل في التوصل قريباً إلى حمل المجلس النيابي على اعتماد سن الـ 18 عاماً سناً أدنى للزواج للشابات كما للشباب، وعلى اعتماد كوتا لتمثيل النساء في البرلمان، مرحلياً، وفي المجالس البلدية. ونأمل في أن تتبنى الحكومة الجديدة الخطة الوطنية التي أعددناها مع كلّ الإدارات المعنية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1325 حول المرأة والأمن والسلام».

قانصو: الحزب القومي لم يميّز يوماً بين المرأة والرجل

وكانت لـ «البناء» جملة لقاءات مع عدد من المشاركات الأساسيات في المؤتمر، أوّلها مع ممثلة الحزب السوري القومي الاجتماعي صباح قانصو التي قالت: «أشارك في هذا المؤتمر كممثلة لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، ومن هنا أؤكد أنّ حزبنا بتاريخه النضالي المشهود لم يميّز يوماً بين المرأة والرجل، الزعيم أنطون سعادة كان مناضلاً جنباً إلى جنب مع زوجته، لذلك موقفنا واضح لناحية وصول المرأة الى مراكز القرار وتكون مشاركتها فعّالة في كلّ الأنظمة، ونحن رائدات في العمل الاجتماعي والحزبي كما في المقاومة والشهيدة سناء محيدلي هي خير مثال على ذلك. وفي النهاية المرأة شريكة في العمل والنشاط وفي كافة المجالات وليست فرداً عابراً وهامشياً».

رياشي: ثقافة التوعية فكرياً وعقائديا ونهضوياً

من جهتها رأت رئيسة مؤسّسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة نهلا رياشي أنّ المؤتمر لا يكفي لإحداث التغيير، وقالت: «برأيي المؤتمر ليس المقياس الوحيد لتحقيق التغيير، لذا علينا الخروج من دائرة المؤتمرات، والعمل على أن تكون المرأة هي النموذج المميّز لتتفوّق على الرجل وذلك بتحمّلها المسؤولية والعمل على توعية الجيل الجديد لناحية التأسيس وهذا الأمر يتمّ بالثقافة والفكر والعقيدة الصحيحة والنهضوية، وحتى الرجل عليه العمل على دعم تقدّم المرأة ويفخر بإنجازاتها سواء كانت ابنته أو زوجته أو أخته».

دوغان

ورأت رئيسة المجلس النسائي اللبناني اقبال مراد دوغان لـ «البناء» أنّ أهمية انعقاد المؤتمر هي البحث في كافة المحاور التي تتصل بحضور المرأة في المجتمعات العربية وقالت: «يأتي هذا المؤتمر بعد الكثير من التغيّرات في البلاد العربية منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، ونحن من خلال وجودنا اليوم هنا نريد ان نعرف أين أصبحت المرأة في مختلف الدول العربية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتركيز الأكبر على مسألة العنف، وفي النهاية سيصدر كتاب يتناول كلّ المحاور التي تهمّ المرأة، ومن ناحيتي يهمّني التركيز على أهمية إنصاف المرأة اللبنانية بشكل أكبر مقارنة بجهودها وسعيها الدائم لتكون رائدة في مختلف القطاعات».

قاصوف

أما نائبة رئيسة المجلس النسائي منى قاصوف فقالت لـ «البناء»: «المؤتمر تناول أثر التغييرات على واقع المرأة العربية من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولعلّ أبرزها مكافحة العنف، والمحور السياسي هو الأهمّ لناحية مساهمتها في صنع القرار السياسي لتكون شريكة فعلية في هذا الإطار. هذا النوع من المؤتمرات يساهم في إحداث تغيير ولو ببطء ولكن يبقى الأمل موجوداً ويمكن القول إنّ الوضع الآن أفضل من السابق لناحية حضور المرأة في المجتمع».

كيوان

وقالت الدكتورة فاديا كيوان لـ»البناء»: «نحن من جهتنا في منظمة المرأة العربية نعتبر انّ هذا المؤتمر محطة مهمة تجمع رموز هذه الحركة في المنطقة العربية لبحث كلّ ما حصل خلال العقد الأخير من الزمن وهو أمر كبير لناحية استهداف المرأة في النزاعات المسلحة جسدياً ومعنوياً وانتزاع مكتسباتها وما حققته في المقابل، هو لقاء لمراجعة الرؤية وهي مبادرة مباركة للمجلس النسائي اللبناني ويبقى الأمل قائماً في التجديد والعمل العربي المشترك على مستوى الحكومات والحركات النسائية العربية».

حداد

أما البروفسور غريغوري حداد فأكد على الحاجة الملحة لتمكين المرأة في المجتمع، وقال:»هذا المؤتمر هو ضرورة في مكان لأنه عالم المرأة اليوم هو الأساس لأنها نصف المجتمع، والأرض هي أمّ فكيف بالمرأة التي تربّي أولادها وتساند زوجها وأخاها، ومن جهتي أشدّ على أيدي كلّ من ساهم في انعقاد هذا اللقاء، ولعلّ الواقع يحتاج إلى أبعد من مؤتمر يبدأ من التنسيق والجهود بين السلطات التشريعية والتنفيذية وخاصة حين تكون المرأة في رأس الهرم تتحمّل المسؤولية بشكل كبير وتعمل على تغيير الواقع بشكل إيجابي».

بدران

وأوضحت رئيسة الاتحاد النسائي العربي الدكتورة هدى بدران لـ «الناء» أنّ الاعلام له دور مهمّ في ما يتصل بتقدّم المرأة في العالم العربي، وقالت: «في عالمنا العربي للأسف لم تحرز المرأة التقدّم السياسي المطلوب والمسألة متصلة بالعقلية والبيئة والتربية، ولعلّ نقطة الانطلاق يجب أن تبدأ من القيادة السياسية الواعية من جهة والحركة النسائية الواعية من جهة ثانية حيث أنّ التعاون بينهن وتنظيم صفوفهن يشكل قوة فاعلة قادرة على إحداث الفرق، والتعليم جزء أساسي من تكوين المجتمع في مواجهة الجهل، من هنا يجب على المرأة أن تعمل على جميع الجبهات لتحقيق التغيير المنشود ولعلّ الجانب الاقتصادي هو الأساس ليتمّ البناء عليه وفي النهاية يمكن القول إنها سلسلة مترابطة من الناحية الاجتماعية والتربوية والثقافية والسياسية مع الإشارة إلى أهمية دور الإعلام في هذا الإطار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى