أمر عمليات «إسرائيلي» لـ«جبهة النصرة»: هجّروا دروز بلدة حضر
يوسف المصري
تتقاطع معلومات خارجية وسورية عند أن «جبهة النصرة» مع عدة جماعات إسلامية وكتائب من «الجيش الحر»، تعد خطة للهجوم على بلدة حضر الدرزية في المقلب الشرقي من جبل الشيخ داخل الأراضي السورية، وذلك بهدف تهجيرها بعد ارتكاب مجزرة فيها.
ويراد لهذا الهجوم أن يكلل سلسلة اعتداءات قامت بها «النصرة» بهدف حصار قرى درزية واقعة في منطقة بيت جن، الأمر الذي قاد «لجان الحماية الدرزية» بدايات هذا الشهر إلى شن هجوم على مواقع «النصرة» في بيت سابر وبتيما وكفر حور بغية قطع الطريق بين منطقة بيت جن ومنطقة خان الشيخ تمهيداً لطرد التكفيريين من بلدة بيت جن التي يستخدمونها للاعتداء على القرى الدرزية. وهو الهجوم الذي أدى مؤخراً إلى وقوع مجزرة نفذتها «النصرة» ضد العديد من المواطنين السوريين الدروز من بلدة عرنة المحاذية لبلدة حضر.
ويؤكد سياق هذه المعلومات أن الأمور تتجه حالياً نحو تطورات خطرة في تلك المنطقة، علماً أن كل هذا السيناريو الماضي والمقبل للأحداث تقف وراءه «إسرائيل»، وهو يرمي إلى إحداث مجازر ضد دروز المقلب السوري الشرقي من جبل الشيخ بهدف دفعهم للهجرة باتجاه الجولان وتحديداً بلدة مجدل شمس.
تفاصيل السيناريو
وفي تفاصيل هذه المعلومات أن تنسيقاً قائماً منذ فترة بين الاستخبارات «الإسرائيلية» ومواقع «جبهة النصرة» في محافظة القنيطرة وامتداداً حتى منطقة بيت جن التي تسلل إليها مؤخراً عناصر «النصرة»، على رغم أنهم لا يزالون في أغلب الأحيان يعملون تحت ستار «الجيش السوري الحر».
وتجلى هذا التنسيق أكثر ما تجلى في واقعة أساسية تمثلت بقيام «إسرائيل» بالسماح لـ«جبهة النصرة» بالتمدد إلى منطقة عمل «الأندوف» على الجانب السوري من حدود الجولان المحتل.
وقامت «إسرائيل» تحت ذريعة أنه يجب على المجتمع الدولي التعاطي مع قوى الأمر الواقع في منطقة القنيطرة، بمساعٍ خلف الكواليس نجحت في تعريب صدور قرار داخلي في الأمم المتحدة قضى بنقل عناصر «الأندوف» من الجانب السوري وتجميعها في الجانب «الإسرائيلي» من الحدود السورية – الفلسطينية المحتلة.
كانت هذه الخطوة بحسب متابعين هي فاتحة توفير الغطاء الدولي لبدء تنفيذ المؤامرة «الإسرائيلية» ضد منطقة القنيطرة وبيت جن وصولاً إلى أطراف المقلب الشرقي السوري لجبل الشيخ الملاصق للحدود اللبنانية.
وعملياً أصبحت هذه المنطقة السورية الحدودية والمعتبرة منطقة فض اشتباك بموجب وقف إطلاق النار بعد حرب عام 1973 ، بأكملها خارج أي تغطية قانونية دولية بعد انسحاب «الأندوف» منها، وعليه فإن «إسرائيل» تقوم بإدارتها عبر أداة «النصرة» ومجموعات أخرى وذلك ضمن مخطط وضعته للاستثمار بالأزمة السورية.
وتلاحظ هذه المصادر أن «إسرائيل» ترغب أيضاً بنقل أحداث طائفية في المقلب السوري من جبل الشيخ إلى المنطقة اللبنانية المقابلة لها. وتلفت هذه المصادر إلى أن هذه المنطقة هي أيضاً خارج إطار القرار 1701. وكانت مرجعية سياسية لبنانية نبهت إلى أن «إسرائيل» قد تكون أخذت في حسبانها عندما خططت لتعميم الفتنة الطائفية على ضفتي المنطقة اللبنانية والسورية من جبل الشيخ أن كلتيهما تمتازان قانونياً بأنهما خارج أي وضعية قانونية دولية، لذلك قررت أن تشملهما بنار الفتنة.
وبحسب معلومات هذه المصادر فإن «إسرائيل» اقتربت من بدء تنفيذ خطتها في منطقة القنيطرة – بيت جن، بعد أن مهدت المسرح لذلك دولياً عبر نقل «الأندوف» منها، وداخلياً عبر تعزيز وجود «النصرة» فيها. أما الخطة المتوقعة فهي تتألف من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى قريبة، وتتمثل ببدء هجوم لـ«جبهة النصرة» على بلدة حضر بغية تهجير أهاليها الدروز.
المرحلة الثانية تتكون من الاستثمار بأجواء الفتنة لخلق دينامية هجرة درزية من تلك المنطقة السورية تحديداً باتجاه بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل.
المرحلة الثالثة تتمثل بخلق وضع يصبح فيه الجولان مشابهاً في رمزيته للدروز لأقاليم كردستان في العراق بالنسبة للأكراد، فيما تصبح بلدة مجدل شمس معادلة لأربيل من حيث قدرتها على مركزة الرأسمال الدرزي فيها على المديين المتوسط والبعيد، فيما يراد لبلدة حضر أن تشكل في ذاكرة دروز المشرق نفس معنى كوباني الكردية الدرزي المحاصر .
الهدف النهائي من كل هذه الخطة بحسب ما تؤكده هذه المصادر معطوفاً عليها ما أكد أكثر من مرة مرجع سياسي لبناني كبير في مجالسه الخاصة، هو خلق حكم ذاتي في الجولان مادته البشرية درزية وسيادته «إسرائيلية»، بالتالي إخراج بحث مصير الجولان من كونه جزءاً من حل الصراع العربي «الإسرائيلي» إلى كونه جزءاً من نتائج الأزمة السورية!.