«عشق الصباح»
سألته وقلبها ينبض شوقاً في هذا الليل الممطر: أيّها البهيّ من أين تجيء بكل هذه الكلمات العذبة النقية كقطرات الندى في الفجر.. ما أن تقترب أنفاسك من وجهي وتحكي حتى تلامس شغاف روحي؟ هكذا كانت الذاكرة تأخذها بعيداً كلما كانت تجلس وحيداً على حفاف البحر؟… هبت نسمة شرقية، أنعشتها رائحة زهر الليمون..«نديمة». في غياب عشقيق روحها «علي» تمضي أيامها كأنها تمشي على جمر وهي «حافية القدمين»!!!، ترددت كثيراً قبل أن تضغط زر الاتصال في الموبايل، لم تعد تطيق الانتظار أكثر! تذكرت كيف كانا يلتقيان على شاطئ البحر في ركن زاوية لمقهى قديم.. خوفاً من أعين الوشاة؟ يومها كان موجُ البحرِ الهادئ يتلألأُ بلونهِ الفيروزي تحت ظلال ألوان الأرجوان قبيل الغروب، رذاذ الموج يغسل وجهيهما بملوحته وهما يتبادلان الأنخاب وشربا نخب لقاءت حميمة حتى انطفاء عطش المحبين بالقبل؟؟؟؟، وضحكا وتبادلا كلمات الغزل أشهى من شهد العسل.. «بعد كلّ قبلةٍ كان علي يهمسُ في أذنها… لرحيق ثغركِ طعم النبيذ المعتق… يا للنبيذ والرحيق والقبل…! لم يكونا يشعران بمرور الزمن ولا بالارتواء! تنهّدت وقد غصّت بالكلمات… أتذكّر يا علي؟… رفعت وتيرة صوتها وهي تتلفّت حولها خوفاً من أن يسمعها أي عابر سبيل: «ويلك شو حالك ساكت… وأنا عم أحكي لحالي كالمجنونة؟ يا شحار قلبك يا نديمة.. وحق السما الزرقا، اشتقتك.. أنا «امرأة عاشقة».. «أشتهيك يا رجل.. من دهر ما شفتك.. قلبي نطف لتضمني بحضنك»!!! حبق الشرفة من غيرك بلا رائحة، والقهوة بلا طعم.. والبحر من غيرك.. لا يلهمني بشيء! حين سماع صوته… شهقت ومسحت دموعها….
قال وهو يرقب أي حراك أو همس من حوله بعيني نسر… بصوت شغوف: «يا لؤلؤة البحر» وجلنار عشقي، أنا متشوّق لرؤياك «شوق العشاق للقمر، منذ سبع عجاب روحي تنزف! «وحياة عيونك يا نديمة، قلبي، ينبض باسمك.. ويح وجع القلب في غيابك، انتظريني.. أنا متعطش لتسقيني من رحيق ثغرك خمراً أشهى من النبيذ المعتق»؟!
«حبك يُصبرني وأنا هنا في براري عجاج البادية والريح عاصفة.. مع رفاقي كي يبقى لنا وطن تحت الشمس متدفق بالحياة.. وتبقى الأجيال على مبادئها وثوابتها وقيمها وأخلاقها وانتمائها لسورية الوطن متجذّرة بالأرض كسنديان القمم العاليات… وتبقى نوارس البحر تطوف في الفضاءات كما تشاء.. وتبقى شمس سورية متجدّدة بالحياة.. باقون… أنا آتٍ.. انتظري.. اشتقتك»؟!
حسن ابراهيم الناصر