لا أحد فوق القانون يا سماحة المفتي

بعد تصريح سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على باب رئيس الحكومة سعد الحريري ورسم «الخط الأحمر» في وجه من يطالب بالعدالة والمحاسبة خارج سجلات القيد والمحاسبة، والله سبحانه وتعالى يقول «وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّـهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 152 الانعام» ، وأصبح من حق باقي الرؤساء الروحيين وعددهم ثمانية عشرة مرجعاً يمثلون 18 طائفة في لبنان أن يضعوا خطوطاً حمراء لحماية المتهمين وجعلهم فوق القانون والمحاسبة!

كنا نربأ بسماحة المفتي وبمقامه ان يضع نفسه في هذا الموقف، كنا نريده أن يكون مشاركاً وفاعلاً في التصدّي للفساد والمفسدين وداعماً للتحقيق في كلّ الفضائح وسرقة المال العام، وإحقاق العدل والقانون تصديقاً لقوله تعالى «هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 111 البقرة» ولنتصوّر كيف حالنا عندما يكون اللصوص والحرامية والقتلة خارج المحاسبة بفعل «الخطوط الحمراء» للطوائف التي ينتمون اليها!

دورك يا سماحة المفتي أكبر وأجلّ من ان تكون طرفاً محسوباً على جهات سياسية، والقول المأثور يقول: نِعم الأمراء على أبواب العلماء وبئس العلماء على أبواب الأمراء.

كنا نتمنى يا سماحة المفتي ان تهتمّ بشؤون عامة المسلمين، وتعالج على سبيل المثال اتجاه شبابنا والناشئة إلى تعاطي المخدرات وانهيار المثل الاجتماعية الإسلامية التي تربّينا عليها وتفشي الخلاعة والميوعة والانحراف، فتكاثر الطلاق في المحاكم الشرعية، وهذه موبقات يسألك الله عنها يا سماحة المفتي لأنك أنت الراعي، والشاعر يقول «ولا المرعيُّ في الأقوامٍ كالرّاعي».

نتمنى ان يكون تصريحك الأخير يا سماحة المفتي زلة لسان، والتراجع عن الخطأ فضيلة.

وما لنا «وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ 107 البقرة»

اللقاء الإسلامي الوحدوي ـ الهيئة الشرعية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى