بري أمام الجالية في الأردن: حكومتنا تدفن رأسها في الرمل ولا تحادث سورية

واصل رئيس مجلس النواب نبيه بري لليوم الثالث على التوالي لقاءاته في العاصمة الأردنية عمّان خلال مشاركته والوفد المرافق في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي.

وانتقد الرئيس بري الحكومة معتبراً أنها «تدفن رأسها في الرمل حتى الآن ولا تحادث سورية حول عودة النازحين والمعبر من وإلى لبنان فسورية والأردن والعراق والخليج وكذلك خطط إعادة الإعمار الخاصة بسورية».

موقف بري جاء خلال حفل استقبال حاشد تكريماً له وللوفد المرافق أقامته السفيرة اللبنانية في الأردن تريسي شمعون والجالية اللبنانية، في حضور رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطراونة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والأعيان الأردنيين ولجنة الصداقة البرلمانية ووزراء ونواب سابقين وأبناء الجالية اللبنانية في الأردن.

ولفتت شمعون الى أنّ الرئيس بري «معروف عنه انفتاحه على الحوار بين مختلف الطوائف والمكونات اللبنانية، وانّ وجوده هنا هو شهادة للعلاقة المميّزة التي تربط لبنان والأردن اللذين يتشاطران قيم حرية التعبير والمعتقد في عالم تتهدّده نزاعات التطرف».

وأكد الرئيس بري على «أوجه الشبه الشديد بين البلدين الشقيقين لبنان والأردن في تماسهما الجغرافي مع فلسطين المحتلة ومع الضغوط والتحديات التي يفرضها الاحتلال الاسرئيلي على فلسطين، بدءاً من تدنيس المقدسات وفي الطليعة المسجد الأقصى الشريف الذي يقع تحت وصاية المملكة الى كلّ فلسطين الى الجليل الذي وقع مع جبل عامل وثيقة شرف في سبيل التحرير».

وتابع: «إنّ ما يجمع بين البلدين التزامهما دعم الشعب الفلسطيني الشقيق حتى تحقيق أمانيه الوطنية دون ان ننسى ما ترتب على الاحتلال الاسرائيلي لكامل فلسطين وفي الطليعة نكبتي اللاجئين في أعوام 1948 و1967 من أبناء هذا الشعب الشقيق ومخيمات العائدين على أرض بلدينا وكذلك أزمة النازحين المليونية من أبناء الشعب السوري الشقيق الذين يقع ضغط خدمتهم وإقامة بنى تحتية من صرف صحي وشبكات ماء وكهرباء ومواصلات وتعليم على الحكومتين هنا وهناك بغضّ النظر عن التقديمات الدولية والإقليمية التي كنا نتمنّى ان تكون لزيادة الاستقرار والتنمية والازدهار».

ولفت الى انّ «ما يوحّد بين البلدين التنسيق المستمر لمكافحة الإرهاب على حدود القطرين وحدود المجتمعين وما يجمع بين البلدين علاقة مصلحية تنطلق من معبر نصيب عبر سورية والذي فتح رسمياً من طرف واحد بينما لا تزال حكومتنا تدفن رأسها في الرمل حتى الآن ولا تحادث سورية حول عودة النازحين والمعبر من وإلى لبنان فسورية والأردن والعراق والخليج وكذلك خطط إعادة الإعمار الخاصة بسورية إضافة الى سبل تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين».

أضاف: «هناك عشرات الاتفاقيات الموقعة بيننا وفي طليعتها اتفاق لإنشاء لجنة عليا مشتركة واتفاق لإنشاء غرفة اقتصادية واتفاق يتيح للحكومة اللبنانية الانضمام الى الاتفاقية التجارية لدول الربط الخماسي الكهربائي واتفاقيات في مجال الشباب والرياضة وعدة مذكرات تفاهم في مجالات شتى وبروتوكولات للتعاون المشترك. إننا في مجلس النواب اللبناني على تنسيق وتعاون دائم مع مجلس النواب الأردني إما مباشرة وإما من خلال الاتحاد البرلماني العربي وكافة المحافل البرلمانية الدولية والإسلامية والقارية والمختلفة لما فيه مصلحة شعبينا وأمتنا».

وتابع: «أقدّم بإسمي وبإسم لبنان المقيم والمغترب و بإسم فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة الى هذا البلد التهاني على إقامة المنطقة الاقتصادية مع العراق وعلى توقيع جملة اتفاقات مع الكويت، وأحلم أن نصل إلى اليوم الذي لا يعود فيه لبنان ومثله الأردن ليكونا من أوائل الدول التي تمتاز بتصدير الموارد البشرية بل بإنشاء وتوليد فرص العمل».

وقال: «ننتظر أن تبدأ الحكومة في الفترة المستعجلة جداً بضرورة إنجاز ملف الكهرباء، علماً انّ جلالة الملك بالأمس قال لي «نحن مستعدون ان نقدّم الكهرباء مقابل المياه من لبنان، واستعادة الدولة دورها المركزي في إنتاج وتوزيع الكهرباء وإطلاق محاكمة الفساد استناداً الى القوانين التي تمّ إقرارها، وبدء استخراج النفط بعد ترسيم الحدود البحرية والأخذ بعين الاعتبار التحفظات اللبنانية على النقاط الثلاث عشرة البرية والعمل على استكمال تحرير أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر وتطوير قانون الانتخابات وإخراجه من لبوسه الطائفي وتوسيع قاعدة النسبية جغرافياً وبشرياً وإعطاء المرأة والشباب حقوقهما وتلبية مطالبهما بالمشاركة وإنجاز ملف الأنهر وتنظيفها من ما يشوبها من تشوّهات ومراقبة الصفقات العمومية وإدارتها عبر لجنة المناقصات المختصة».

بدوره قال الرئيس الطراونة في كلمته: «أتقدّم بالشكر والتقدير والعرفان الى الاخوة اللبنانيين المتواجدين على أرض المملكة الأردنية الهاشمية والذين ما شهدنا منهم الا ان كانوا أردنيين عندما يستدعي الأمر ذلك، وأيضا لبنانيين عندما يكون الموقف يحتاج ان نصطف كلنا كعرب وغيورين على لبنان. اسمحوا لي ايضا ان اتقدّم بالشكر امامكم وامام الشعب الأردني وأمام البرلمان الأردني الى دولة عميد الرؤساء السيد نبيه بري الذي طوّق اعناقنا».

وختم: «دولة الرئيس، ليس مجاملة انك أضفت إضافة نوعية على هذه المجموعة التي توافدت إلى عمّان، وكان هذا ينمّ عن حبك وتقديرك لقيادة هذا البلد وشعبه وأيضاً لعملك البرلماني العروبي الذي كلنا نفتخر به ونحاول ان نقتدي بك. سيدي، اليوم نقف على مفصل كبير جداً ومهمّ وهو امّ القضايا، القضية الفلسطينية واختارها اتحادنا عنواناً لاجتماعنا، وهذه القضية تراجعت من أولوية الأولويات الى الصفوف الخلفية. فبجهدكم وحضوركم المميّز ودفعكم لهذه المؤسسة التي سبق ان ترأستموها أنتم من سطر لها بعض الثوابت التي نجلّ ونفتخر بها، اليوم الاتحاد هو المعقل الذي يكاد يكون الأخير من منظومتنا العربية يجب ان نحافظ عليه وندعم ما نستطيع ان نبني عليه بالنهج الذي نهجتموه وعلمتموني اياه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى