ساترفيلد لمنع التسلح من روسيا

ـ فيما تذهب تركيا الأطلسية لشراء منظومة صواريخ «أس 400» من روسيا غير آبهة بالتهديدات بالعقوبات الأميركية وبالتهديد بسحب قاعدة أنجرليك من أراضيها يتلقى الجيش التركي عرضاً أميركياً للحصول على شبكة صواريخ باتريوت الأميركية كبديل، ولتشجيع تركيا على القبول تعرض واشنطن نسخاً حديثة من الباتريوت وفوقها أسعار مخفضة وتسهيلات مالية بالدفع.

ـ بالمقارنة بين لبنان وتركيا يمكن القول ببساطة انّ حجم التهديد للأجواء اللبنانية قائم ومتماد بينما تركيا تتحسب لتسليح تقليدي وقائي بلا مخاطر تهدّد مجالها الجوي جدياً، وبالتوازي تركيا عضو في حلف الأطلسي الذي تقوده واشنطن والذي تحكم تسليح جيوشه ضوابط التنسيق والتكامل، بينما لبنان لا يربطه بأميركا إلا الحبال السرية لقيادات سياسية تجعله تابعاً للتعليمات الأميركية خصوصاً في مجال حظر الحصول على سلاح غير روسي.

ـ بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إلى موسكو يصل معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد إلى بيروت لتشكيل جبهة ضغط لمنع أيّ تجاوب لبناني مع عروض روسية تظنّ واشنطن أنّ موسكو ستبادر لتقديمها خلال الزيارة، ومنها الإستعداد لتزويد لبنان بشبكة دفاع جوي روسية بأسعار مخفضة وتسهيلات مالية بالدفع.

ـ يعترض الأميركيون بشدة وهم يدركون حجم الحاجة اللبنانية لهذه الشبكة الدفاعية أمام الإنتهاكات «الإسرائيلية» للأجواء اللبنانية، لكنهم لا يقدّمون للبنان عرضاً بديلاً بل يريدون له ان يبقى مكشوفاً بلا دفاعات جوية وهم يتشدّقون بحرصهم على السيادة اللبنانية لأنّ الأولوية الأميركية هي لحماية مطامع «إسرائيل».

ـ للتذكير نشأت المقاومة كدفاع بري عندما منع الجيش اللبناني من القيام بمهامه الدفاعية عن الحدود وغداً عندما تظهر المقاومة كدفاع جوي لذات السبب سيخرج المتشدّقون بالسيادة وقد باعوا قرارهم لأميركا، يتحدّثون عن قرار السلم والحرب.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى