أضعف الإيمان في البيان الختامي للبرلمانيين العرب
عمر عبد القادر غندور
تضمّن البيان الختامي لمؤتمر اتحادات البرلمانات العربية الذي انعقد في دورته التاسعة والعشرين في العاصمة الأردنية مقرّرات تؤكد أهمية التحديات التي تواجه الأمة العربية واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
إلا أنّ ما جاء في الفقرة الرابعة التي تتحدّث عن قيام دولة فلسطين العربية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران تجعلنا نتساءل عن بقية فلسطين؟ وهل يعني هذا التسليم باحتلال «إسرائيل» لفلسطين والقدس؟!
وبقدر ما نرفض إعطاء براءة ذمة للصهاينة بعد احتلالهم لفلسطين، نقدّر ما قاله رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم في كلمته خلال المؤتمر لجهة إدراج رفض التطبيع وتحريمه سياسياً والتشديد على إجراء المصالحة بين الفلسطينيين. وكشف انّ العدو لا يريد ان نتحدّث عن القضية الفلسطينية حتى في خطاباتنا داخل برلماناتنا، داعياً إلى تضمين البيان الختامي للمؤتمر رفض التطبيع واعتباره حراماً، وان نقول بصوت واحد: لا للتطبيع مع محتلّ يقتل الأطفال ويغتصب الأرض ويدعونا للاستسلام والخنوع.
وقد تبنّى البيان الختامي مقترح رئيس مجلس الأمة الكويتي لدعم جهود المصالحة الفلسطينية والمطالبة بتحصيل دعم دولي يكفل حماية الشعب الفلسطيني، والتنديد بنقل السفارة الأميركية الى القدس واعتبار الولايات المتحدة ليست وسيطاً نزيهاً وكلّ تحركاتها تصبّ في صالح المحتلّ الصهيوني.
أما على الأرض، وعلى مستوى الممارسة فالتطبيع في أبهى تجلياته تحت الطاولة وفوقها وعلى عينك يا تاجر، وقد أثير جدل كبير في الجلسة الختامية للمؤتمر البرلماني العربي حول قضية التطبيع وعدم التطبيع مع «إسرائيل» وذلك بعد خلاف على صيغة هذا البند المدرج على جدول الأعمال. وحسب اعتراض عرب التطبيع على بند عدم التطبيع، لم يبق لنا إلا المؤتمرات والبيانات الختامية الصوتية، وهي أفضل من لا شيء، وشكراً للذين يجاهرون بقول الحق وهو أضعف الإيمان.
اللقاء الإسلامي الوحدوي