أحزاب البقاع: أي تطييف وتستُّر على الفاسدين سيواجه بانتفاضة عارمة
البقاع الغربي ـ أحمد موسى
عقد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع اجتماعه الدوري في مقرّ حزب الاتحاد في الخيارة في البقاع الغربي، بحضور وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن عبد الرحيم مراد وجرى عرض لما آلت اليه الأوضاع محلياً وإقليمياً ودولياً.
في مستهلّ اللقاء أكد مراد «أنّ تحرير الدولة من الفساد والهدر المالي خيار استراتيجي يوازي قضية التحرر الوطني، ومسار تصاعدي جدي لن تعيقه كوابح الخطوط الحمر وغيرها من ألوان الطيف الحمائي الطائفي والمذهبي، فاسترداد المال المنهوب وضبط الانفاق بشكل علمي صارم وردع الفاسدين والمفسدين وحده السبيل لإعادة الاستقرار والتوازن للمالية العامة».
وحذّر من «الزيارات المشبوهة للبنان وما تحمله من دس للسم في عسل اللبنانيين التوّاقين من خلال حكومتهم للعمل والنهوض ببلدهم المكبل بالأعطاب والأزمات، فالتجارب علمتنا أنّ الاصطفافات المعاكسة والمشاكسة تحت عناوين غير وطنية جلبت الويل لوطننا ولن تبدل في المشهد، لا سيما في ظلّ المعادلات المستجدة في المنطقة».
ولفت إلى «أنّ أتعاب الناس ولقمة عيشهم ولا سيما أبناء البقاع وعكار، كانت وستبقى فوق شعار النأي بالنفس فالضرر اللاحق بأهلنا جراء سياسة العداء لسورية كبير جداً ولا مناص من فتح الأبواب الموصدة معها ولا يجوز إشاحة النظر عن مصالح لبنان الحيوية والقفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك بين البلدين الشقيقين».
وألمح مراد إلى «أنّ التواصل مع الزوّار الأجانب كشف ما يشتم منه رائحة توطين للإخوة النازحين السوريين وعرقلة غير مبررة لعودتهم ومؤشر ذلك الهبات المشروطة بتشغيل اليد العاملة السورية والغطاء دائماً وأبداً معزوفة العودة الآمنة والطوعية وأيضاً جعل لبنان منصّة لإعمار سورية من خلال عناوين بناء البنى التحتية».
من جهة أخرى، رأى المجتمعون أنّ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «يشكل خارطة طريق لانقاذ لبنان من براثن النهّابين واللصوص كما يجسد ثقافة المقاومة بأبعادها الانسانية والاجتماعية لتحرير الإنسان من الجور والظلم الاجتماعي والتهميش عبر ضرب أوكار النهب المافياوي المنظم لخيرات البلد».
ولفتوا إلى أنّ «أي تطييف وتستر على الفاسدين مهما علا كعبهم، سيواجه بانتفاضة شعبية عارمة حتى استعادة المال المغتصب واتخاذ أقصى درجات العقاب القضائي».
ورأوا أنّ نائب وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد «يتقمص إسرائيل ونواياها العدوانية متنقلاً بين اللبنانيين زارعاً الفرقة والشقاق ومستهدفاً المقاومة وساعياً بتدخل سافر وعدوان وقح على سيادة لبنان واستقلاله إلى إعادة توليف وتجميع ما تحلل من منظومات باتت خارج السياق العام للأحداث».
وأكد المجتمعون أنّ العلاقة مع سورية «ليست جواراً جغرافياً وحسب إنما شراكة أخوية استراتيجية في معركة المصير القومي لن يعيقها حاقد أو يشوهها معاند». ونوهوا «بزيارة الرئيس بشّار الأسد إلى إيران والتي جاءت تتويجاً للنصر على الإرهاب ورعاته ومموليه من الغرب الاستعماري والرجعية العربية وكرست معادلة وازنة على المستوى الاستراتيجي في المنطقة والعالم».
وحيوا «صمود شعبنا الفلسطيني ونضالاته وتضحياته والذي بات يواجه يهود الداخل من أعراب التطبيع وصهاينة الداخل مغتصبي الأرض والمقدسات غير أن الصبر الفلسطيني، سيثمر نصراً وتحريراً ناجزاً بتضافر أحرار الأمة ومقاوميها شاء من شاء وأبى من أبى».
وكان المجتمعون قد نوّهوا بجولة وزير الصحة جميل جبق على المستشفيات الحكومية في البقاع وسعيه إلى رفع سقوفها المالية وتجهيزها. كما ناقشوا مع الوزير مراد قضايا البيئة في البقاع ومعضلة طريق ضهر البيدر حيث أكد مراد أنّ موضوع النفق هو الحلّ الوحيد وقد وضع على سكة الإجراء التنفيذي، مشيراً إلى أنّ حزب الاتحاد «بما يملك من معدات سيبدأ ورشة تنظيف لمجرى الليطاني في الأيام المقبلة».
على صعيد آخر، أكد مراد بعد افتتاحه معرض الأعراس الثالث في ديوان القصر في الخيارة، «أن العرس الأكبر للوطن والمواطن حين يزج بالفاسدين والمفسدين في الدولة اللبنانية بالسجون وخلف القضبان».
وقال: «ما نشهده من حملة على الفساد حملة جدية أيدتها كل الأطراف، وكان واضحاً ما أكده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولا خلاف على هذا الموضوع بين أطراف حكومة «إلى العمل»، إذ أجمع الكلّ على معالجته، والمواطن والمجتمع الدولي يترقبان صدقية الحكومة في معالجة هذا الملف الذي أصبح عبئاً كبيراً على كاهل الدولة اللبنانية».