جمعية… اتحاد أو نقابة المهم «ناكل عنب»
ابراهيم موسى وزنه
منذ أكثر من سنتين توفي رئيس جمعية المحررين الرياضيين خليل نحاس، ليبقى موقعه شاغراً لاعتبارات عدّة في مقدّمها الحفاظ على طائفية الموقع النقابي وعدم توحّد الرؤية والآراء عند معظم الزملاء، نعم إنها الصيغة التي تحكم وتتحكم في مسار الحياة اللبنانية على جميع الصعد، ففي عهد الراحل لطالما حصلت اجتماعات ولقاءات صبّت كلها في خانة توحيد العائلة الإعلامية العاملة في الحقل الرياضي، وللأسف لم تسفر عن أية إيجابية في هذا السياق. وللتاريخ، فقد كتبنا وناشدنا وراسلنا واتصلنا مراراً أملاً بإنشاء الرابط المهني الذي يجمعنا في ظل ميثاق شرفي ومهني. لا أبالغ، لقد بحّت أصواتنا ونحن ننشد رابطة تجمعنا أو نقابة تحمينا أو اتحاداً يجعلنا أقوياء في مواجهة التفرّد والاستقواء. وبقيت حالنا، في ظل تباعدنا وتناكفنا على خلفية تأثرنا الفاضح بما يحيط بنا من انقسامات سياسية وطائفية، كحال أولئك «البدون» الذين يعيشون في دولة الكويت، حيث لا هوية لهم ولا ناصر ولا معين.
مشهد جديد حصل بالأمس، فقد اجتمع في نقابة المحررين وبرعاية النقيب جوزيف عون، بعض ما تبقى من أعضاء الجمعية الأخيرة التي كان يترأسها أبو نبيل رحمه الله، فأسفر الاجتماع عن تعيين الزميل يوسف برجاوي خلفاً للراحل خليل نحاس، وعلى ضوء هذا «التنصيب» المفاجئ كثرت التساؤلات وارتفعت الأصوات، البعض دعم وبارك لأبي فراس، والبعض الآخر استنكر التجرؤ على استبدال طائفة الموقع من روم أرثوذوكس إلى شيعي وهذا في بلدنا من المحرّمات، فيما كثيرون لجأوا إلى «التقية» إذ أظهروا في تعليقاتهم الدعم والتأييد وأضمروا في قلوبهم الرفض والوعيد. ما حصل، كان بمثابة الضوء الأخضر لشحذ الهمم عند غالبية الزملاء الذين شجّعهم ملء الفراغ بأن يبادروا إلى صوغ أفكار جديدة على طاولة المبادرة وإيقاظ النفوس وتشجيع الإرادات سعياً إلى نظم أمور العائلة الإعلامية الرياضية، فجاء المشهد الثاني مكمّلاً للأول، لا بل دفعنا إلى التفاؤل بأن بيتاً سيجمعنا بعد طول عراء ولو بعد حين، الكل يبحث عن صيغة جامعة، فلتكن جمعية، اتحاد، نقابة… لا يهمّ الاسم ولا خلاف على المبدأ، لأن الأهم هو رصّ الصفوف وحماية الحقوق وفرض احترامنا على المعنيين، فيا مرحباً بجمعية ترعى دورات الصقل والتدريب المهني، وتعمل على تخريج وتدريب معلّقين جدد. يا مرحباً برابط مهني يشدّنا إلى بعضنا بعضاً فيجعلنا الأقوياء عند مواجهة الهجمات على أهل الموقف وأصحاب الأقلام، ويا مرحباً بميثاق شرفي يلزمنا احترام زملائنا وكلمتنا، يكافئ من خلاله المتميّز ويُعاقب المفتري والمفبرك والمفتن. فهل نكون القدوة لغيرنا وخصوصاً أهل السياسة؟ أسئلة وأمنيات أطرحها بقلب سليم ونية صادقة، مع التمني بأن يكون الزميل المناسب في الموقع المناسب، مع الحرص على اعتماد سياسة المداورة في رئاسة «الهيكل» الإعلامي الذي سيجمعنا على الخير والتعاون البنّاء.
صحافي وناقد رياضي