لِنَنْتَبِهْ إلى فتنةِ وزير الخارجية الأميركي
د. جمال شهاب المحسن
يزور لبنان بعد أيام وزير الخارجية الأميركي المتصهين مايك بومبيو… الذي كان مديراً لـ «سي أي آي»، وكلنا يعلم ارتكابات هذا الجهاز المجرم في منطقتنا وجميع أنحاء العالم.
وبالمناسبة فإنّ الولايات المتحدة الأميركية تعمل على بناء أكبر سفارة لها في العالم كله في عوكر لتكون مقرَّاً وقاعدةً كبرى للتجسّس والتآمر والعدوان على لبنان وسورية وإيران وكلّ محور المقاومة بالتحالف مع الكيان الصهيوني…
إنّ هذا الرجل اليميني المتطرف المتصهين بومبيو يأتي إلى لبنان ليستكمل دور الصهيوني ديفيد ساترفيلد الذي زار لبنان مؤخّراً للتحريض ضدّ حزب الله ومحور المقاومة وللتشويش على عملية عودة النازحين السوريين الى وطنهم ولشدّ أزر أعوان المخطط الصهيوني الأميركي في لبنان…
ولقد أضحكني شعار كان رفعه بومبيو نفسه في خطابٍ ألقاه منذ فترة قريبة في القاهرة حيث قال حرفياً «إنّ أميركا قوة خير في المنطقة»… وما هذا «الخير» الذي ترجمتْه الطائرات الأميركية في الضربة الجوية الأولى للمطارات المصرية كلها وبأكثر من ألف وخمسمائة طائرة عليها العَلَمُ «الإسرائيلي» وبطيارين أميركيين ومن قواعد أميركية للأسطول السادس الأميركي بالتنسيق المباشر مع حاملات الطائرات البريطانية عام 1967 في إطار استراتيجية الغدر الأميركية لحماية الكيان الصهيوني الغاصب وذلك للانتقام من مصر وسورية ومن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي هزم الاستعمار عام 1956…
ويتكرّر «مسلسل الخير الأميركي» عبر حاملات الطائرات والقنابل «الذكية» والجرائم والمجازر التي ترتكبها القوة الأميركية «الإسرائيلية» الإرهابية الواحدة في لبنان في عدوان تموز – آب عام 2006، وفي العدوان المستمرّ على سورية واليمن والأرض الفلسطينية…
ولقد أثارني جداً كمواطن عربي تهديد هذا المتصهين لكلّ من سورية وإيران وحزب الله من على الأرض العربية المصرية المزروعة بالمواجع والآلام والدماء من جرّاء العدوانية الأميركية الصهيونية…
إنّ زيارة بومبيو إلى لبنان وفي جعبته هذه العدوانية الأميركية المتصهينة ضدّ لبنان وسورية وإيران وكلّ محور المقاومة هي زيارة خطيرة، خصوصاً أنّ الزائر الأميركي آتٍ بهدف الفتنة الداخلية بين اللبنانيين من خلال التحريض على شريحةٍ واسعةٍ من اللبنانيين مُمثّلة في مجلس النواب والحكومة والمؤسسات الشرعية اللبنانية… وإنْ لَبِس «قفازات الخير» الدبلوماسية التي تحدَّث عنها في القاهرة.
وانطلاقاً من معرفتنا الدقيقة لمسار الكثير من المحطّات في تاريخ لبنان المعاصر وللدور الأميركي البشع في الحرائق اللبنانية ندعو اللبنانيين للتيقُّظِ والتنبُّهِ للرسائل التي يحملُها بومبيو في زيارته إلى لبنان… حيث كان المسؤولون الأميركيون يكرّرون بشكلٍ مُملّ طوالَ الحرب اللبنانية التي أشعلوها عام 1975 أنهم «مع وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات»… فيما كانوا يعملون مع «إسرائيل» لتفتيتِ لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات.
وهنا نسجِّل بكلمةٍ مختصَرة – وليَسْمَعْها مَن يُراهنون على تغيير المعادلات في المنطقة – أنّ محورَ المقاومة سوف يُلقِّنُ المحور «الإسرائيلي» الأميركي ومن لفَّ لفَّه درساً لن ينسوه في حال الإقدام على مغامرةٍ أو حماقةٍ جديدة…
ونحو النصر دائماً وأبداً…
إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي