مجزرة المسجدين في نيوزيلندا جرس إنذار للغرب
عمر عبد القادر غندور
وماذا بعد المجزرة التي نفذها السفاح الأوسترالي تارانت على المسجدين في نيوزيلندا وقتل أكثر من 50 مصلياً ومثلهم من الجرحى.
شهداء صلاة الجمعة في المسجدين انتقلوا الى رحمة ربهم.
هل هذه المجزرة المرعبة هي بداية حرب اليمين العنصري على المسلمين؟
المسلمون الآسفون المستنكرون الشاجبون للجريمة النكراء انتهت مفاعيل غضبهم، وانصرفوا الى دنياهم…
أما الغرب، فقد بدأ يتوجّس خيفة من ظاهرة اليمين العنصري المتطرف الذي يعيش اليوم سعيداً في زمن الإدارة الأميركية الحالية. حتى انّ سفاح المسجدين يعتبر الرئيس ترامب مثله الأعلى، وهو معجب بالسفاح اليميني الذي قتل 77 شخصاً في العام 2011 في النروج، ويعتبر الرئيس ترامب الأب الروحي لهذا الفكر الإقصائي المقيت، ما يعني انّ هذه المجزرة لن تكون الأخيرة. وليس غريباً أو مصادفة أن يرفض الرئيس ترامب وصف سفاح المسجدين بـ «الإرهابي»!
ليس ترامب وحده، بل الإدارات الأميركية التي هي أسّست المنظمات الإرهابية التي استغلتها في حربها مع السوفيات واستعملتها في «حروب الربيع العربي» لإيقاع الحروب الدينية والعرقية والمذهبية في الدول المحيطة بدولة الاغتصاب في فلسطين، التي وفرت لليمين المتطرف ما سيؤدّي الى تشدّد الجماعات الجاهلية المتشدّدة، وهو ما يخشى منه الغرب، بعد أن جاهرت «إسرائيل» بقيام دولتها اليهودية!
حتى انّ الصحف الصادرة في الغرب تعترف بتقصير دولها عن فهم الإسلام الصحيح الذي يتّسم بالسماحة والأخوّة الإنسانية وتعتبره متوحشاً، بينما العالم الإسلامي لم يتهم المسيحيين بجريمة سفاح نيوزيلندا واعتبر فعلته حالة مرضية تخصّه وحده، بينما الجرائم التي كان ينفذها «المتأسلمون» كانوا يلصقونها بالإسلام!
وقد تحدّثت صحيفة «التلغراف» اللندنية عن ذاك العجوز اللاجئ من أفغانستان ابن الـ 71 عاماً يستقبل السفاح تارانت عند باب المسجد ويقول له «أهلا يا أخي» فيناله السفاح بوابل من الرصاص وهو نقيض ما يختزنه القلب المسلم من عطف وإحسان وسماحة ورحمة.
اليمين العنصري هو فعلاً جرس إنذار للغرب.
اللقاء الإسلامي الوحدوي