الأسد لشويغو: التنسيق بين دمشق وموسكو عامل حاسم في صمود سورية بمواجهة الإرهاب
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي والوفد المرافق له.
وتناول اللقاء آخر تطوّرات الحرب على الإرهاب في سورية حيث أكد الأسد أن العمل السوري الروسي المشترك والتنسيق عالي المستوى في المجالات كافة وعلى رأسها عسكرياً وسياسياً كان من العوامل الحاسمة في صمود سورية بوجه الإرهاب والإنجازات التي تحققت ضد تنظيمي «داعش» وجبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الأخرى.
من جانبه أكد شويغو أن بلاده مستمرة في مكافحة الإرهاب إلى جانب الجيش العربي السوري وستواصل تقديم كل الدعم الممكن للشعب السوري لاستكمال تحرير كل المناطق السورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقلالها.
وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع في منطقتي إدلب وشرق الفرات حيث كان هناك توافق في الآراء حول ضرورة مواصلة العمل المشترك لوضع الحلول المناسبة لاستعادة الأمن والأمان في المنطقتين واتخاذ ما يمكن من إجراءات لعدم السماح للدول المعادية للشعب السوري بأن تحقق من خلال سياساتها وممارساتها في هاتين المنطقتين ما عجزت عن تحقيقه خلال سنوات الحرب.
وأشار الأسد إلى أن بعض الدول والقوى تحارب الإرهاب في تصريحات مسؤوليها فقط بينما تدعمه وتعمل معه على أرض الواقع وتستمر في تقديم الحماية له في بعض المناطق وهي بهذه السياسات تسببت بسقوط الكثير من الضحايا المدنيين وساهمت في انتشار الإرهاب وتمدده إلى مناطق أخرى.
وفي سياق متصل، أكدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين أنه في الوقت الذي تحتجز فيه الولايات المتحدة قسراً المهجّرين السوريين في مخيم الركبان في ظروف كارثية خصصت مئات ملايين الدولارات لدعم ما يسمى منظمة «الخوذ البيضاء» لتمويل الأعمال الاستفزازية باستخدام المواد السامة لتبرير اعتداءاتها على الدولة السورية وبناها التحتية.
وبينت الهيئتان في بيان مشترك أمس، أن الولايات المتحدة خصصت ما سمتها مساعدات خلال مؤتمر بروكسل الذي انعقد منذ أيام «لن يتلقى الشعب السوري منها سنتاً واحداً بل سيذهب جزء منها إلى إرهابيي الخوذ البيضاء لرعاية وتمويل الأعمال الاستفزازية والفبركات حول استخدام المواد السامة إذا دعت الحاجة لتبرير عدوانهم على الدولة السورية».
وأقرت وزارة الخارجية الأميركية في الـ 14 من الحالي نيتها تقديم 5 ملايين دولار لإرهابيي ما يسمّى منظمة «الخوذ البيضاء» المرتبطة بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سورية في حين قدّمت مشيخة قطر في الـ 3 من شباط الفائت عبر «صندوق قطر للتنمية» مليوني دولار للمنظمة الإرهابية ذاتها.
ولفت البيان إلى أن «المشاركين في مؤتمر بروكسل يدعون تقديم مساعدة للسوريين وهم في الوقت ذاته مستمرون في فرض عقوبات اقتصادية شديدة على السوريين وأن ما تم جمعه من الأموال سيخصص فقط لمساعدة المهجرين المقيمين على أراضي الأردن ولبنان وتركيا بصورة يشجع فيها الاتحاد الأوروبي المهجرين على البقاء في هذه الدول ويعيق عملية عودتهم إلى وطنهم».
وأشار البيان إلى أن الحكومة تواصل بذل جهود كبيرة لاستعادة البنية التحتية على أراضي البلاد وتتخذ إجراءات غير مسبوقة لتهيئة الظروف الملائمة لعودة مهجري الداخل والخارج.
وجدّدت الهيئتان في بيانهما مطالبة «الولايات المتحدة بتوفير إمكانية الوصول إلى المدنيين في المخيم وإجلائهم وإنهاء معاناتهم ومغادرة منطقة التنف المحتلة من قبل قوات أميركية».
وتحتجز واشنطن عبر مجموعات إرهابية تابعة لها تنتشر في مخيم الركبان في منطقة التنف التي تحتلها قوات أميركية عشرات آلاف اللاجئين السوريين منذ أكثر من خمس سنوات في ظروف مأساوية تنذر بحدوث كارثة إنسانية في ظل النقص الشديد في متطلبات البقاء على قيد الحياة من مياه وأدوية وطبابة وغيرها.
وفي هذا السياق، يعتقد منسق العلاقات العربية الألمانية في البرلمان الألماني، عبد المسيح الشاميّ، أن تمويل الولايات المتحدة للخوذ البيضاء يأتي ضمن تمويل المجموعات الإرهابية، والتي هي ذراع أمني واستخباري وتجسسي للمخابرات الأميركية والبريطانية، ويؤكد: الدور الذي قامت به الخوذ البيضاء في بناء مبررات للقصف الذي قامت به الولايات المتحدة على سورية، هو خير دليل على دور هذه المنظمة بالنسبة لأميركا وبريطانيا، وهذا هو العنوان الرئيس لهذا التمويل.
ويرى بأن حديث الولايات عن حقوق الإنسان ما هو إلا حجة لتمرير مخطاطاتها السياسية، ويتحدث عن ذلك: الولايات المتحدة لم تكن ولن تكون مهتمة بحقوق الإنسان، وخير دليل ما حدث في أفغانستان والعراق وليبيا وفنزويلا اليوم، وأعتقد أن غير العاقل فقط هو من يقتنع بأن أميركا مهتمة بحقوق الإنسان وهي أصلا ترفض الدخول في المنظمات الدولية التي ترعى حقوق الإنسان.
وعن موقف الحكومة السورية بهذا الشأن يقول الأستاذ عبد المسيح: هناك موقف تقليدي من الحكومة السورية تجاه هذه القضية، وتعتبره تمويلاً للإرهاب وتعزيزاً للدور غير الطبيعي لهذه المجموعات في سورية، وهذا يدل على أن الولايات المتحدة ليست مهتمة بعودة السلام والهدوء إلى الداخل السوري، فهي تحاول زعزعة الأمن من خلال دس هذه المجموعات وتمويلها، وربطها بمشاريع وهميّة مغطاة بأسماء رنانة، لكي تستطيع البقاء داخل سورية.
ويستطرد الشامي:
الخوذ البيضاء كان لها دور كبير في مسرحيات الكيماوي، وهو الدور الأساسي المنوط بها، وهو تقديم مسرحيات وهمية وكاذبة بأن النظام في سورية يقوم بقصف المناطق بأسلحة كيماوية، وهناك عمليات عدوانية شنت على سورية تحت هذه الذرائع، وروسيا تعي تماماً هذه القضية، وساهمت بشكل كبير في إظهار الحقيقة، وتابعت هذه الأمور عن كثب، وقدمت إلى المنظمات المعنية أشخاصاً عديدين، اعترفوا بأنهم كانوا جزءاً من هذه المسرحية، واعترفوا بأن الأمر مفبرك كلياً، ولا يوجد أي كيماوي، لذلك فإن مخاوف روسيا موضوعية جداً.
ميدانياً، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» «قسد»، أنها سيطرت بالكامل على مخيم الباغوز أحد آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي عند الحدود السورية العراقية شمال شرق سورية.
وقال مسؤول إعلامي في «قسد»: «قوات سورية الديمقراطية» سيطرت سيطرة تامة على مخيم كان يتحصن فيه مقاتلو تنظيم «داعش» في الباغوز قرب الحدود العراقية لكن العملية لم تنته بعد».
وأضاف أن بعض مقاتلي «داعش» ما زالوا داخل منطقة صغيرة جداً على ضفة الفرات ولم يستسلموا بعد… «لا نعلم إن كانوا سيقاومون أم لا».
وأشار المسؤول إلى أن القوات احتجزت المئات من مقاتلي التنظيم المصابين عند سيطرتها على المخيم وتم نقلهم إلى محافظة الحسكة في شمال شرق سورية.
وذكرت وكالة «هاوار» الكردية في وقت سابق أن حملة عاصفة الجزيرة لتحرير آخر معاقل «داعش» في ريف دير الزور، صارت في مراحلها الأخيرة، مشيرة إلى أن 157 داعشياً من جنسيات أجنبية اعتقلوا وهم يحاولون الفرار من المخيم.
وفي السياق، أعلن مسؤول وكالة الحماية والمعلومات في إقليم كردستان العراق، لاهور شيخ جنكي، حصول قوات مكافحة الإرهاب في الإقليم، على معلومات أولية عن مصير أسرى البيشمركة لدى «داعش» في الباغوز.
وقال شيخ جنكي في تصريحات للصحافيين، إن «قوات مكافحة الإرهاب التي أرسلت للباغوز، لم تكن من أجل القتال فقط، وإنما حصلت على معلومات أولية من قبل أشخاص مسؤولين قاموا بمتابعة ملف أسرى البيشمركة لدى داعش». وأضاف: «اعتقل أشخاص في الباغوز حتى تتسنى لنا متابعة ملف الأسرى أكثر لمعرفة مصيرهم».