الحريري أمام وفد نقابة الصحافة: التسوية الوطنية بمثابة زواج مارونيّ ولن يحصل خلاف يوقف العمل
أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن قراره هو «العمل لمصلحة المواطنين والاقتصاد ولبنان وعدم التلهّي بالمناكفات والزكزكات السياسية التي لا طائل منها»، مشدداً على أن «لا أحد من الاطراف السياسية يريد وقف عمل الحكومة»، ومبشراً بأن «خطة الكهرباء ستجهز قريباً والتحضيرات متواصلة لمناقشة واقرار مشروع الموازنة العامة باسرع وقت ممكن».
كلام الحريري جاء خلال لقائه في السراي الحكومي وفداً من نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي الذي قدّم له التهاني بتأليف الحكومة الجديدة متمنيا له النجاح في المهمات الصعبة الملقاة على عاتقه للنهوض بالوطن.
ورداً على أسئلة اعضاء النقابة قال الحريري: «إن أحداً لا يريد وقف عمل الحكومة، وان خطة الكهرباء ستجهز قريباً والاجتماعات حول الموازنة متواصلة وستقرّ في أسرع وقت ممكن، وكما وعدنا في البيان الوزاري ستحمل الموازنة طابعاً إصلاحياً وتحدّ من الهدر، ستكون موازنة واقعية، وانا أشعر أننا على الطريق الصحيح. فالكل يتكلّم عن حل المشاكل نفسها، وكل الاطراف تريد حلاً للكهرباء والنفايات وإقرار الموازنة وأزمة النازحين ومكافحة الهدر والفساد، ان واجبي هو تدوير الزوايا مع الجميع، وزيادة الاستثمارات في البلد وتشجيع المستثمرين من الخارج، وإعادة الثقة بالدولة».
وأشاد بقرار المملكة العربية السعودية رفع الحظر عن زيارة مواطنيها لبنان، لافتاً إلى أن «أكثر من 12 ألف سائح سعودي زاروا لبنان خلال أيام معدودة بعد هذا القرار وأن عدد السياح الإجمالي إلى لبنان عبر مطار بيروت زاد بنسبة 20 في المئة خلال الشهرين الأولين من السنة». وقال: «نحن نعمل الآن مع دولة الإمارات العربية المتحدة للوصول إلى قرار مماثل».
وأضاف: «الزكزكات السياسية تنتهي، والإنجازات ستأتي، وما أريد تأكيده هو أن كل الأفرقاء السياسيين يريدون تطبيق سيدر والقيام بالإصلاحات ومحاربة الفساد. الفساد لا هوية له، ويمكن أن يكون هناك فاسدون في كل الأطراف السياسية. المهم أن هناك قراراً أن أحداً لن يغطي الفاسد، وليس من خط أحمر أمام القضاء لملاحقة أي مرتكب».
وفي ما يتعلق بملف النازحين السوريين في لبنان، قال: «تعرفون أن كل اللبنانيين وكل الاطراف السياسية يريدون عودتهم إلى بلدهم، لكن السؤال هو كيفية تحقيق هذه العودة. ومنذ اللحظة الأولى كلفنا المدير العام للأمن العام التواصل مع الطرف السوري وهناك لوائح تم تقديمها، لكن الموافقة لا تأتي إلا على نسب ضئيلة. إن الحكومة اللبنانية تتعاون منذ اللحظة الأولى أيضاً مع المبادرة الروسية والدول الكبرى هي القادرة على فرض الحل، لأنها هي من تعمل على الحل السياسي في سورية وبانتظار ذلك، علينا تشجيع العودة، والإفادة من الدعم الدولي لتحمل أعباء النزوح».
وأضاف: «إن مشكلة النازحين هي مشكلة لكل اللبنانيين وليس لطرف دون الآخر، والكلام بصراحة لا يفيد فنحن نريد نتائج عملية. أما الكلام عن التطبيع مع النظام، فإن لبنان يعتمد سياسة النأي بالنفس، ويلتزم بموقف الجامعة العربية وقراراتها من النظام السوري». وسأل: «أين هي مصلحة لبنان بوضعه «في بوز المدفع» في مواجهة الجامعة العربية والمجتمع الدولي؟».
وأكد الحريري أن في كل المؤتمرات الدولية التي شارك فيها، من سيدر إلى مؤتمرات بروكسيل وغيرها لم يتطرق أحد، لا مباشرة ولا غير مباشرة، إلى نية صريحة أو مبطنة للتوطين في لبنان. وقال: «هذا الأمر غير مطروح، ولن يحصل، ودستورنا يمنعه بشكل قاطع، وهناك إجماع لبناني على ذلك، والجميع يعرف ذلك سلفاً، بما فيهم المجتمع الدولي».
وختم رداً على سؤال عن مصير التسوية الوطنية التي قام بها مع فخامة الرئيس ميشال عون وما يحكى عن تعرضها لاهتزازات، بالقول: «إن هذه التسوية هي بمثابة زواج ماروني، لسبب واحد يتعلق بمصلحة لبنان». وأضاف: «أخذنا قراراً، فخامة الرئيس وأنا، يتعلق بمصلحة البلد وبالرغم من كل المناكفات السياسية، فالتواصل مستمر. في السابق كانت تحصل قطيعة وتمترس من هنا وهناك، أما اليوم، فالكلام السياسي لا يمنع أن تواصل الحكومة عملها، وكل الوزراء يعملون، ولا شيء يوقف مسيرة الإصلاحات والإنجازات. وأنا أطمئنكم أنه لن يحصل خلاف من شأنه أن يوقف العمل، لا مع التيار الوطني الحر، ولا مع حركة أمل ولا مع الحزب التقدمي الإشتراكي ولا مع القوات اللبنانية ولا مع المردة، وحتى الخلافات المعروفة والعلنية مع حزب الله، هناك قرار من طرفنا ومن طرفه أننا لن نسمح لها بوقف عمل الحكومة».
بعدها التقى الحريري المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد وشؤوناً تتعلق بالمديرية.
وكان الحريري استقبل في السراي، السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد، بحضور الوزير السابق غطاس الخوري، وعرض معها آخر التطورات والعلاقات الثنائية بين البلدين.
كذلك التقى وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني وبحث معها شؤوناً تتعلق بملف الكهرباء واوضاع الوزارة.
والتقى أيضاً وفداً من نقابة خبراء المحاسبة المجازين في لبنان برئاسة النقيب سركيس صقر.