هنية: نظريات الاحتلال الأمنية تسقط الواحدة بعد الأخرى
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن شعبنا في غزة رغم ما أحاط بها من بعض الأحداث قادر وبأسرع مما يتصور البعض على احتواء أي تطور خارج الصندوق واستعادة البوصلة.
جاء ذلك خلال زيارة هنية لخيمة عزاء أقامتها الفصائل أمس بساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة احتفاءً بشهداء الضفة الثلاثة عمر أبو ليلة ورائد حمدان وزيد النوري.
وقال هنية «نقف اليوم أمام هذه البطولة بكل إجلال وإكبار وبكل تأكيد أننا ماضون على هذا الطريق وعلى هذا الخط الأصيل كما شهداء نابلس الذين قضوا نحبهم الليلة الماضية بعملية غادرة وهجمة إرهابية صهيونية».
وأكد أن فصائل المقاومة ومن على أرض غزة تؤكد وحدة الدم والمصير والأرض والشعب والأهداف والآمال والآلام».
وأضاف «إن فصائل المقاومة اليوم وهي تستقبل المهنئين من جماهير غزة ترسل رسالتها أنها مع وحدة الشعب والأرض والمقاومة والثوابت وحماية القدس والمقدسات».
وتابع حديثه «نقول للاحتلال ولكل من يدعم هذا الكيان لن تستطيعوا أن توقفوا هذا المد، ولن تستطيعوا أن توقفوا هدير هذا البحر كل نظرياتكم الأمنية سوف تسقط أمام الطلقة والسكين والعنفوان من شبابنا وشاباتنا ومن المرابطين في ساحات الأقصى».
ولفت هنية إلى أنه حين خرجت عشرات آلاف في شوارع غزة تحتفي بعملية البطل عمر أبو ليلة وحينما خرجت عشرات الآلاف تمجد عمر وهو شهيد مجدته وهو بطل يقاتل يترجل في برقين ورام الله.
وأضاف «خرجت ممجدة لدمائهم الطاهرة هذه الجماهير ستظل وفية لقضيتها وارضها وشعبها وثوابتها لذلك نحن اليوم نعيد التأكيد مجددًا على أن التهديدات الاستراتيجية التي تتعرّض لها القضية تستوجب خطاً واحداً أنه الوحدة الوطنية الحقيقية على أسس متينة وعلى أساس مبدأ الشراكة وأساس أن نبني معًا ونُحرر معاً».
وتابع حديثه «التحية لعمر ولكل شهداء شعبنا الفلسطيني والتحية لفصائل المقاومة التي تقوم بالواجب في كل الساحات والثغور من مسرات العودة، والمسير البحري والوقوف إلى جانب أسرانا وأقصانا ولاجئينا».
وأوضح هنية أن غزة اليوم تحضر نفسها لمليونية يوم الأرض ولمليونية الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة وكسر الحصار ليس أمام المحتل إلّا أن يذعن لمطالب شعبنا وفصائلنا على طريق كسر الحصار وإنهاء الاحتلال وطريق العودة لشعبنا».
وشدد على أن شعبنا في مليونية يوم الأرض «لن يقبل بأرباع الحلول ولا أنصافها، مطالبنا واضحةً وجلية وعلى المحتل أن يستجيب لذلك».
وفي السياق، قال ضابط صهيوني سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية إن «عملية سلفيت شكلت نجاحاً لموجة التحريض التي تجتاح الأراضي الفلسطينية».
وبعد استشهاد منفذ العملية عمر أبو ليلى فإن التقدير السائد لدى أجهزة الأمن الصهيونية أننا أمام منفذ منفرد.
لكن العملية تعدّ تطوراً نوعياً في التخطيط والتنفيذ وهي النتيجة المباشرة للحالة السائدة في المناطق الفلسطينية، حيث قتل مؤخراً عدد من الضباط والجنود والمستوطنين الصهاينة وأصيب العشرات بجراح.
وأضاف يوني بن مناحيم بمقالته في موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة أن «الأجهزة الأمنية تعتقد أن المنفذ خطط للعملية بصورة متقنة وبأعصاب باردة، رغم أنه لم يحمل سلاحاً نارياً، بل اكتفى بسكين أخفاها بملابسه، وكان هدفه الأساسي الحصول على سلاح أحد الجنود كي يواصل عمليته في مراحلها اللاحقة».
وأشار إلى أنه «بينما يتحدث الفلسطينيون أن العملية جاءت انتقاماً لأحداث باب الرحمة في الحرم القدسي، لكن الدافع الحقيقي سيتضح بعد إلقاء القبض على المنفذ واعتقاله، لكنه قتل أخيرًا، ولم يعتقل»، وفق بن مناحيم.
وأوضح بن مناحيم الخبير الصهيوني في الشؤون العربية، إن «عمر أبو ليلى منفذ عملية سلفيت قام بمحاكاة عمليات البرغوثي السابقة، وإن نجاح هذه العمليات من شأنه أن يشجع شباناً آخرين في الضفة الغربية على تنفيذ عمليات مشابهة في المستقبل، باستخدام الطريقة ذاتها، ليس بالضرورة من خلال خلايا منظمة تابعة لحماس، وإنما عبر هجمات فردية غير منظمة».
من جانبه، ذكر الكاتب الصهيوني في صحيفة «معاريف» مائير عوزيئيل أن «عملية سلفيت تعيد طرح أسئلة عديدة ليس لها إجابات حتى اللحظة، من بينها: هل خاف الجنود من مواجهة المسلح خشية أن يشتبكوا معه؟ وهل تعدّ هذه العمليات جزءاً من حالة المخاطرة التي يواجهها المستوطنون حين يجتازون الخط الأخضر القديم؟».
وأضاف أن «عملية سلفيت تعبير عن أن المقاومة الفلسطينية لا تتوقف عند خط أخضر وآخر، ولا تعترف به، أما السؤال الأهم: هل تكثيف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية هو الرد الفوري والمناسب لكل عملية مسلحة، باعتبار هذا البناء تذكاراً لكل يهودي يقتل في هذه العمليات والهجمات المسلحة؟».