داود: لتشكيل خطة طوارئ إنقاذية خارج مبدأ التحدي والمكابرة

أكد وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود أنه «يستحيل الاستمرار في واقع مأزوم»، معتبراً أنّ «المطلوب تشكيل خطة طوارئ إنقاذية خارج مبدأ التحدي والمكابرة «.

كلام داود جاء خلال كلمة له في احتفال طلابي في مجمّع الحدث الجامعي، إحياءً لقسَم الإمام السيد موسى الصدر، وأكد فيها أنّ الصدر أراد «أن يضيء على العدالة الإنسانية، كرافعة في وطن ينوء تحت ثقل الأزمات الاقتصادية والأمنية، أراد أيضاً أن يدعو أجيال الشباب لصناعة المواطنية الحقيقية، في ظلّ مطامع العدو الصهيوني ومخاطر التهويد الثقافي، والشرذمة في القرار السياسي حينذاك، ما بين فيدرالية وكونفدرالية وتقسيم وتوطين. نادى بالوطن الواحد في بلد متعدّد الولاءات، ودعا إلى جمع المسارات وتآلف القيادات، بدلاً من تناحرها واختلافها وإغفالها مطالب شعبها وطلابها الذين كانت وما زالت ترهقهم سبل التحصيل العلمي والتوظيف».

وقال «جلي اضطلاع دولة الرئيس نبيه بري بهذا الدور واقتفاؤه هذا النهج سواء في حضور الإمام أو في أسره. وهو بحنكة ودراية ورؤية قلّ نظيرها وبحسن قيادة مشهودة، عرف كيف يصل بلبنان الى الأمان في وقت عصفت بنا المحن من كلّ حدب وصوب».

وأضاف»محوري كان قراره في اتخاذ الحوار مسلكاً يجمع ولا يفرق، ومشرّفة كانت مواقفه في إرساء ثقافة مقاومة ممانعة لأشكال التطبيع والتطويع والشرذمة، عابرة للبرلمانات، تعلو فوق الغصات لتؤكد المؤكد: فلسطين قبلة الأحرار، وعروبة القدس لا يلغيها قرار. ولا يفوت أيّ شريف في هذا البلد تمسك الرئيس نبيه بري بترابنا ومائنا وسمائنا، وعدم التفريط بقيد أنملة كي يبقى لبنان، كما أراده الإمام الصدر واحة للعيش المشترك ومنارة للتفاعل والارتقاء».

وأكد السعي «لتحسين سبل النهوض بلبنان، الذي نريده دوراً لا رقماً، ولأن تكون كفاءات أبنائه هي معيار استنهاضه سعياً إلى الحد من نسب الهجرة المخيفة بين شبابنا».

وقال «المطلوب منّا اليوم، أن نكون على قدر المسؤولية التي أولانا ثقتها المجلس النيابي، وأن نكون أكثر فاعلية وجدية في التصدي لملف النازحين، لما لهذا الملف من تداعيات على اقتصاد لبنان وأمنه وأن ننأى به عن التجاذبات قدر المستطاع. ويجب ألاّ نغفل من ناحية أخرى، التعديات الصهيونية على منطقتنا الاقتصادية ومواردنا ومياهنا الاقليمية وأجوائنا وحدودنا المحاذية للشريط الأزرق».

وأكد أنه «يستحيل الاستمرار في واقع مأزوم وفي ظلّ غياب الهيئات الرقابية، التي يفترض ان تملأ الشواغر وتزيد في تحسين الأداء في المؤسسات العامة والوزارات والادارات. إضافة الى ذلك، فإن المطلوب تشكيل خطة طوارىء إنقاذية، خارج مبدأ التحدي والمكابرة، لأن الهيكل إذا انهار فإنما يقع على رؤوس الجميع».

وأشار إلى «أننا نسعى في وزارة الثقافة إلى تعميم فكرة الاجتماع على مبادئ أساسية، وهي المواطنية وحرية التعبير والحوار البنّاء، الذي يجمعنا على كلمة سواء ضمن قواسم مشتركة تتسع للجميع من دون تمييز أو تفرقة أو تباغض أو تناحر».

وختم «لقد نجحنا في هذا الوطن عندما تكاتفنا في صدّ الإرهاب والقوى الظلامية وكذلك في مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية. فلننقل هذا التكاتف إلى مكافحة الفساد وتعزيز ثقافة المواطنية».

على صعيد آخر، استقبل داود في مكتبه في الوزارة، سفير المكسيك في لبنان خايمي غارسيا أمارال في زيارة تهنئة لمناسبة توليه مهامه، تم خلالها التطرق إلى الأوضاع والتطورات الحاصلة في لبنان والمنطقة، إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية تفعيل التعاون والتبادل الثقافي في مختلف القطاعات ولاسيما أنه توجد في المكسيك جالية لبنانية كبيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى