ديما معلوف: حضور ريادي للمرأة الإيرانية في مراكز القرار والعلم في إيران ركيزة الثورة

عبير حمدان

قام وفد نسائي يمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي وعدداً من الأحزاب والقوى اللبنانية بزيارة إلى الجهورية الإسلامية الإيرانية، بدعوة من الخارجية الإيرانية وذلك للاطلاع على واقع المرأة في إيران ودورها المتقدّم في مختلف المواقع والمجالات العلمية والأدبية والثقافية والفكرية.

ومثلت الحزب السوري القومي الاجتماعي نائبة رئيسة تجمع النهضة النسائي ديما عبد الخالق معلوف، وقد التقى الوفد النسائي عدداً من المسؤولين في رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ومجلس الشورى الإيراني .وكان للمشاركات كلمات عبّرن من خلالها عن موقف الأحزاب التي يمثلونها والتي أجمعت على التمسك بخيار المقاومة سبيلاً للانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني.

معلوف: المسألة الفلسطينية جوهر قضيتنا

وخلال زيارة قام بها الوفد إلى وزارة الصحة الإيرانية، ألقت عبد الخالق معلوف كلمة تحدّثت فيها عن أهمية صحة الإنسان وحياته الكريمة، مشيرة إلى أنّ الحروب المستشرية على بلادنا، أدّت إلى المزيد من الفقر وفقدان أبسط مقوّمات الحياة، وباتت صحة الإنسان تحدّياً كبيراً.

وأكدت معلوف أنّ شعبنا مبدع ومقاوم ومثقف وقد بذل الكثير من التضحيات دفاعاً عن أرضه في مواجهة العدو الصهيوني، ولكن رغم كلّ التضحيات والصمود فإنّ الناس في لبنان تموت على أبواب المستشفيات والشباب يُدفع للهجرة.

ورأت معلوف أنّ إيران تقدّم نموذجاً في الرعاية الصحية لمواطنيها، ونتطلع إلى أن يحدث هذا الأمر في لبنان.

وقالت: «الحرب الكونية على سورية، استهدفت كلّ شريف على أرضنا القومية، مروراً بلبنان وفلسطين والعراق، ونحن نثمّن وقوف إيران إلى جانبنا، وهي دولة تحترم مواطنيها وحلفائها وتترجم احترامها في عدة ميادين».

وأضافت:» لقد فاجأني، وأقولها بصدق، موقع المرأة في القرار ودورها الريادي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ليس دوراً ثانوياً إنما هو دور أساسي وفعّال، وهي تتبوّأ مراكز عدة، في العلوم والتكنولوجيا والتربية والتعليم وكافة المفاصل الحيوية في الدوائر الحكومية. وفي جولتنا القصيرة استوقفتني جامعة التكنولوجيا وتصنيع الأدوية التي هي على مستوى عالٍ من الجودة، وهذا أمر يستحق كلّ التقدير وكلنا أمل أن يكون هناك تعاون بين وزارتي الصحة الإيرانية واللبنانية بشخص الوزير الدكتور جميل جبق الذي نعوّل عليه في تحسين أداء القطاع الصحي في لبنان».

وتابعت معلوف: «التلاقي بيننا كبير، سواء على الصعيد اللبناني العام أو على الصعيد الحزبي، ذلك أنّ الفكر الذي أتحدث باسمه اليوم يلتقي معكم على أنّ المسألة الفلسطينية هي جوهر قضيتنا، وهذا التلاقي سيبقى قائماً في مواجهة العدو الصهيوني الذي يغتصب أرضنا بدعم من الدول الاستعمارية».

وختمت معلوف قائلة: «نحن شعب يحب الحياة والثقافة والعلم، ويتوق إلى الأمن والأمان والعدالة الاجتماعية، والى العيش بعزّ وكرامة على كامل أرضنا القومية».

فخري: خضنا حرباً قاسية وانتصرنا

وخلال زيارة الوفد لوزارة الخارجية الإيرانية ألقت عضو المجلس السياسي في حزب الله ريما فخري كلمة قالت فيها: «يسعدنا أن نلتقي بكم في أيام الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران. هذه الثورة التي ساهمت في إشعال جذوة المقاومة ضدّ العدو «الإسرائيلي» وضدّ الاستكبار الأميركي.

أضافت: نحن المجتمعين نمثل مجموعة الأحزاب السياسية المتبنية والداعمة لنهج المقاومة. نلتقي بغضّ النظر عن انتمائنا الديني أو المذهبي، بغضّ النظر عن توجهنا الحزبي، إذ هناك الديني والعلماني، المسلم والمسيحي، بتفرّعاتها المختلفة.

جئنا إلى إيران بعد أن خضنا جميعاً حرباً قاسية في سورية، استهدفت قبل كلّ شيء نهج المقاومة ومبدأ المقاومة. خضنا جميعا حرباً قاسية ضدّ الجماعات الإرهابية والتكفيرية وكل من يقف خلفها ومعها. والحمد لله، انتصرنا وإياكم في هذه الحرب ونجحنا في هزيمة أعدائنا».

نصرالله: الهجوم على إيران

خدمة مجانية لـ «إسرائيل»

أما مسؤولة مكتب شؤون المرأة المركزي في حركة أمل سعاد نصرالله فنقلت تهانئ وتحيات قيادة حركة أمل في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، وأشارت الى دور حركة أمل ومؤسّسها الإمام السيد موسى الصدر في انتصار الثورة، لا سيما الشهداء الذين قدّمتهم ونذكر منهم الدكتور مصطفى شمران وطه حسين وعلي عباس.

وقالت: «إنّ التهديدات الأميركية ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعقد المؤتمرات والمؤامرات وغيرها ودور بعض الأنظمة المتهاوية والمتخاذلة فيها الذين يريدون أن يظهروا إيران العدو الأول، وهذا هو خدمة مجانية لإسرائيل تسعى لإضعاف الأنظمة الممانعة وتحويل الأنظار والانتباه بعيداً عن القضية الأساس «فلسطين». والتي يجب أن تبقى وحدها قضيتنا المركزية».

وتابعت: «لا بدّ من الثناء على الدور الهام للمرأة الظاهر في إيران في شتّى الميادين العلمية والثقافية والسياسية، والأهمّ هو دورها في محور المقاومة كأمّ وزوجة وأخت شهيد. ومن جهة أخرى أتمنّى أن تنفتح آفاق التعاون بين البلدين في شتّى المجالات في ظلّ ولادة الحكومة الجديدة».

وفي الختام أكدت نصرالله أنّ هذا الوفد يُثبت أنّ لبنان بلد الوحدة، ونتذكّر هنا قول الإمام السيد موسى الصدر «التعايش الإسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها».

جبور: العلم ركيزة الثورة

من ناحيتها أكدت ممثلة التيار الوطني الحر رندلى جبور في جامعة الزهراء أنّ الثورة العلمية في إيران توازي الثورة الإسلامية بأهميتها، وأنّ العلم هو أحد الركائز التي تستند إليها الثورة لتبقى حيّة، مشدّدة على مستوى الطلاب اللبنانيين العالي من الذين يتخرّجون من إيران، وخصوصاً في مجالات الطب والفلسفة. ودعت إلى بروتوكولات تعاون بين جامعات لبنانية وجامعة إيرانية مع تبادل للخبرات العلمية والأكاديمية بين البلدين.

سعد: أحيي انتصارات محور المقاومة

من جهتها قالت ممثلة التنظيم الشعبي الناصري إيمان سعد: «جئنا إلى إيران بناء على دعوة من وزارة الخارجية لجميع الهيئات النسائية في الأحزاب اللبنانية، ولعلّ استقبال الجمهورية لنا كوفد نسائي هو دليل كبير على إيمانها بقدرة المرأة في بناء المجتمع، والمفاجأة الحقيقية بالنسبة لنا كانت ما رأيناه من حجم الاهتمام بدور المرأة الإيرانية ووصولها إلى أعلى المراكز، كما تعرّفنا على وضعها في المجتمع الإيراني وكانت اللقاءات مثمرة وغنية بالمعلومات».

وتابعت سعد: «أحب أن أتوجه بالتهنئة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة ذكرى انتصار الثورة بقيادة الإمام الخميني، كما أحب أن أحيّي الانتصارات التي حققها محور المقاومة على الإرهاب الأميركي والغربي والرجعي العربي، كما أحيّي الموقف القيادي والشعبي الإيراني الذي وقف دائماً إلى جانب فلسطين وكلّ القضايا المحقة في العالم العربي».

كما كانت هناك كلمات لكلّ من عضو المكتب السياسي في المردة فيرا يمّين وممثلة جبهة العمل الإسلامي إيمان صباغ.

يذكر أنّ الزيارة التي استمرت لمدة خمسة أيام تضمّنت العديد من المحطات السياسية والثقافية والاجتماعية والسياحية، حيث زار الوفد حديقة العلوم والتكنولوجيا التابعة لرئاسة الجمهورية، وحديقة الأمهات في طهران وقصور الشاه في جماران وجسر الطبيعة في برج ميلان ومؤسّسة Royone للخلايا الجذعية، ومقامات وأضرحة دينية في مدينة مشهد ومناطق أخرى سياحية.

وأكدت ديما عبد الخالق معلوف في لقاء مع «البناء» أنّ المرأة الإيرانية لها حضورها الفاعل في مركز القرار، وقالت: «حين نزور إيران نحتاج إلى الكثير من الوقت كي نرى حجم الإنجازات التي حققتها هذه الدولة على كافة الصعد، ونلمس مدى الحضور القوي للمرأة في مركز القرار، وزيارة الوفد النسائي الذي يمثل مختلف الأحزاب اللبنانية كانت حافلة بالمحطات، وأبرزها اللقاء مع السيدة معصومة ابتكار نائبة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومع السيدة وديعتي المدير العام لحقوق الإنسان والنساء في وزارة الخارجية، ومع الدكتورة مريم محمدي المعاون الأول ومستشارة وزير الصحة لشؤون المرأة، ومن هنا يظهر جلياً الحضور الفاعل سياسياً واجتماعياً للمرأة في إيران».

وحول حضور المرأة الإيرانية في مواقع ريادية ومدى تطور الدولة على الصعد العلمية والتكنولوجية قالت معلوف: «لقد تعرّفنا من خلال هذه الزيارة على دور المرأة الإيرانية في جميع الميادين ولمسنا تطوّر الجمهورية ودورها الريادي في المجال العلمي والتكنولوجي رغم الحصار المفروض عليها، ولعلّ الشيء اللافت الذي لمسناه هو حجم الانفتاح والتقارب بين كافة المذاهب والتأكيد الدائم من قبل القيادة الإيرانية على أنّ ما يجمع إيران ولبنان هو المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وكلّ قوى الإرهاب».

وأشارت معلوف إلى أنّ وزارة الصحة الإيرانية أكدت أنها على استعداد دائم لمدّ يد المساعدة والتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية لناحية إنشاء مصانع للأدوية وغيرها من الأمور التي تعود بالمنفعة على المواطن اللبناني.

وتابعت: «لقد كانت لنا مداخلات عدة في أغلب الزيارات، حيث عبّرنا فيها عن موقف حزبنا».

ولفتت معلوف إلى أنّ الوفد التقى أيضاً حرم السفير الإيراني السابق في لبنان الشهيد غضنفر ركن آبادي، والتي أتت خصيصاً لزيارة الوفد النسائي اللبناني في الفندق، وقدّمتُ لها هدية باسم تجمع النهضة النسائي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى