معرض فنّي مشترك بعنوان «تعالق حضاري» للتشكيليّتين جيهان محمد علي وسوزانا دومونكس
طلال مرتضى
المنتدى المشرقي النمساوي للثقافة والاندماج« فيينا، يقيم ضمن خطّته الثقافية لهذا العام معرضاً فنياً مشتركاً، تحت عنوان تعالق حضاري« لكل من الفنانة التشكيلية السورية جيهان محمد علي والفنانة التشكيلية الهنغارية سوزانا دومونكس.
ويأتي المعرض تماشياً مع ما يطرح المنتدى من برامج لمقاربة كل الفنون مع مثيلاتها من غير فضاء، وهي السبيل الأمثل لافتعال طرق جديدة تكاملية للتلاقي وكسر حواجز الحدود التي تجسّدت بفعل السياسة.
المنتدى المشرقي النمساوي والذي يديره المؤلف الموسيقي اللبناني مفيد نعمة وكوكبة من الشباب، يُعدّ من أهم الجسور في المغترب، من حيث احتضان المواهب الشابة ورعايتها، بدءاً من قيامه لدورات تعليمية لبعض اللغات العالمية ودروس الموسيقى وباقي الأنشطة الفنية والأدبية وذلك عبر اتفاقيات التبادل الثقافي بينه وبين المنتديات والجمعيات في الوطن الأم التي تُعنى بالشأن الثقافي كجمعية التنمية والبيئة اللبنانية التي استضافت في الصيف الماضي موفدة تمثله الفنانة السورية نور خوري في بيروت، وقد استضاف المنتدى بدوره ـ في فيينا البيانيست اللبناني الشاب مهتدي الحاج. والجدير بالذكر أن المعرض الجديد يضمّ أكثر من عشرين عملاً فنياً لكل من الفنانتين السورية جيهان والهنغارية سوزانا.
هذا وتنتمي كلٌ منهما إلى مدرسة وخطّ مختلف عن شريكتها، حيث تشهد أعمال الفنانة جيهان ميلاً مقروءاً للألوان البديلة الأورنج والموف والتركواز« وغيرها على حساب الألوان الأصيلة كالأحمر والأسود والأخضر الزيت«، ومن المعروف أن تلك الألوان أي البديلة تمتاز بهالة كبيرة من السطوع إلا أنها تخاتل القارئ من حيث الدلالات والإشارات التي تومئ لها بعيداً عن معطى كثافتها من مكان إلى تالٍ.
كذلك تذهب الفنانة الهنغاريّة سوزانا نحو استعمالها للألوان الباردة في معظم أعمالها الفنية وتعد هذه الحالة كمغامرة مستفزة وخطيرة، من حيث تناقضاتها الفنية والإيحائية، فالألوان الباردة مائيّة وتجسد خيالات حاضرة/ غائبة في عين الرائي، لكن كونها ألواناً باردة يتم استدعاء حضورها في الصباح الندي أو المساء المخاتل الضوء، كثيراً ما تترك السؤال المباح في ذهنية المتلقي عبر السؤال عن الظل المتواري لتلك الخيالات المرسومة كالأشجار أو الأشخاص!
هذا ويستمر المعرض لمدة أربعة أيام في صالة المنتدى والذي يستقبل زواره من الساعة العاشرة صباحاً لغاية التاسعة ليلاً اعتباراً من يوم السادس من نيسان.
كاتب سوري/ فيينا