لا حضور لوزراء خارجية «5+1» قبل بلورة الاتفاق الشامل
اختتم أمس اليوم الثاني من المفاوضات النووية الأخيرة بين إيران ومجموعة «5+1» في العاصمة النمساوية فيينا، حيث دخل الطرفان في التفاصيل، ما يبقي الباب مفتوحاً أمام التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن الملف النووي الإيراني.
والتقى دبلوماسيو مجموعة 5+1 التي تضم الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا مع دبلوماسيي الجمهورية الإسلامية أمس للمرة الأولى في جلسة موسعة بعد محادثات ثنائية أجريت الثلاثاء، وأمامهم حتى الاثنين المقبل للتوصل إلى اتفاق.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قرر تأجيل توجهه إلى فيينا إذ كان ينتظر وصوله في منتصف الأسبوع على غرار الوزراء الآخرين في مجموعة 5+1، بعد الاجتماعات الأولى التي عقدها الدبلوماسيون تحت إشراف المفوضة السامية السابقة للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن كاثرين اشتون التي احتفظت بالمسؤولية عن هذا الملف.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في بيان بأنه «سيبقى في لندن الأربعاء أمس لمتابعة المشاورات مع فريق المفاوضين» في فيينا ومع الإدارة في واشنطن. وأضافت أن كيري: «سيتوجه صباح الخميس اليوم إلى باريس لإجراء اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني». وخلصت إلى القول «إنه سيتوجه إلى فيينا في وقت لاحق هذا الأسبوع، لكننا لم نحدد بعد التاريخ» من دون مزيد من التوضيحات.
و كانت محادثات الأمس قد استؤنفت بلقاءات ثنائية بين إيران و المجموعة الدولية على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، إذ عقد الفريق النووي الإيراني برئاسة عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي لقاء مع الجانب الروسي، والتقى الوفد الإيراني بشكل منفصل بكل من الوفد الألماني والفرنسي والبريطاني و الأميركي.
وأكدت مصادر إعلامية أمس أن الترجيحات تميل إلى تمديد المفاوضات بسبب حجم القضايا الخلافية بين إيران والدول الست التي تشمل قضايا العقوبات وطريقة رفعها والتخصيب وحجمه ونوع أجهزة الطرد المركزي ومن أي جيل.
ونقلت مصادر صحافية عن مصدر إيراني مطلع قوله إن «حاجة إيران والغرب ملحة في الوصول إلى إجماع، سواء بتوقيع اتفاق كامل أو إطار اتفاق، أمّا تمديد المحادثات لفترة أطول فذلك هو أسوأ السيناريوهات، خشية من ردود فعل المتشددين في واشنطن وطهران، وخشية من التغيرات السياسية في واشنطن»، في إشارة إلى حصول الجمهوريين، الذين يعارضون التفاوض مع إيران، على غالبية مقاعد الكونغرس الأميركي.
وأعلنت موسكو على لسان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف أن «سداسية» الوسطاء الدوليين وطهران صارتا على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي تصريح صحافي قال الدبلوماسي الذي يترأس الوفد الروسي في مفاوضات السداسية مع إيران في فيينا «لا عراقيل، ما عدا احتمال وجود قرارات سياسية أوعدم وجودها في عواصم الدول المشاركة، تحول دون التوصل إلى الاتفاق».
مع ذلك، أشار ريابكوف إلى أنه من الباكر الحديث عن مشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الجولة النهائية من المفاوضات، موكداً أن روسيا لن تدعم رفعها إلى المستوى الوزاري قبل ظهور ضمان لبلورة الاتفاق حول برنامج طهران النووي.
وأعاد الدبلوماسي الروسي إلى الأذهان أن حضور وزراء الخارجية إلى المفاوضات في جنيف العام الماضي لم يساعد في توصل الطرفين إلى اتفاق، وذلك بسبب غياب قاعدة له. وقال ريابكوف: «لا أعتقد أن حركة الأحداث على هذا النحو أسهمت في نجاحنا المشترك، لذا فمن المهم بالنسبة لنا الآن، إتمام العمل الذي يناسبه مستوى المديرين السياسيين، إذ لا يمكن لنا أن ننصح الوزير بالانضمام إلى هذه المفاوضات قبل أن نؤدي هذه المهمة بالكامل». وأشار إلى أنه لم يحصل تغيير جوهري خلال أسبوع مضى على الجولة الأخيرة في عُمان، فالمشكلات العالقة بقيت كما هي: العقوبات، نسبة التخصيب، الشفافية، مفاعل آراك، البحوث العسكرية السابقة.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر لم تحددها أن الهند ستقوم قريباً بتسديد شريحة ثالثة مستحقة لإيران ضمن اتفاق مرحلي دولي يسمح لطهران بصرف جزء من إيراداتها النفطية المجمدة في الخارج.
وقالت المصادر أمس، إن الهند ستقوم بتسديد الشريحة الثالثة والبالغة 400 مليون دولار قبيل الموعد النهائي 24 تشرين الثاني الشهر الجاري، مضيفاً أن شركتي الطاقة «منجالور» و«إيسار أويل» ستساهمان في الجزء الأكبر من المبلغ.