المسرحي الراحل اسكندر فرح مشوار غنّي تاريخي في مجال اقتباس المسرحيات الأجنبية
شذى حمود
المسرح ليس قصة فحسب بل هو فكر ومعرفة له قواعده وأصوله ومقياسه الحضاري والاجتماعي لتثقيف الشعب والنهوض به.
ومن بين رواد أنجبتهم سورية أحبّوا المسرح واستفادوا من إتقانهم لغات أجنبية ليقوموا باقتباس ونقل وترجمة العديد من المسرحيات العالمية نتوقف عند المسرحي الكبير اسكندر فرح الذي عمل مع أبي خليل القباني ومع عدد من المسرحيين المصريين نهاية القرن الـ19 وأوائل القرن الـ 20.
وعن مسيرة فرح المسرحية أوضح الباحث رياض نداف أنّ اسكندر فرح الذي ولد في دمشق سنة 1851 يعدّ رائد المسرح السوري والعربي وأحد أوائل السوريين الذين قاموا باقتباس العديد من المسرحيات الأجنبية والمعلم الأول للكثير من أساتذة المسرح في سورية ومصر.
وبدأ مشوار فرح المسرحي وفق نداف بسن مبكرة حيث قام بتشكيل فرقة تمثيلية لتأدية الأعمال المترجمة وتعدّ مسرحية عائدة التي قام بترجمتها سليم النقاش عام 1870 عن اللغة الإيطالية من أولى المسرحيات التي قام بتمثيلها مع القباني ونتيجة لنجاحها أخذا يفكران في إيجاد روايات أخرى لتمثيلها.
ويشير إلى أنّ فرح تسلم مديراً لفرقة القباني لعدة سنوات خلال عملها بمصر إلى أن انفصل عنها واستقلّ بفرقة خاصة به بدأت عملها عام 1891 إلا أنها لم تستمرّ أكثر من عامين ثم سعى بعدها فرح لأن يبني مسرحاً خاصاً به ومثل عليه عدة مسرحيات ثم انضمّ إلى فرقة الموسيقي المصري الشيخ سلامة حجازي مغنياً ومؤدّياً لعديد من الأغاني والقصائد مطوّراً من عمل الفرقة التي قدّمت مسرحيات ذات شهرة عالمية كروميو وجولييت لشكسبير، وتابع بعدها في ذات الطريق مستلهماً الأعمال العالمية التي نال بعضها شهرة واسعة في تلك الفترة.
ومن خلال مسيرته الإبداعية لم يتوقف فرح عن شغفه بأبي الفنون لغاية وفاته سنة 1916 مرتقياً بالمسرح العربي بشكل واضح ومحققاً قفزة جديدة بالذوق المسرحي عبر تقديمه روائع المسرح العالمي دون الاعتماد على الغناء كعنصر أساسي في العرض إضافة إلى جذبه نخبة من الأدباء ليؤلفوا له المسرحيات أو ليترجموها منهم نجيب الحداد وفرح أنطون وخليل مطران وغيرهم.