الراعي: لتقشف منظّم تستفيد منه خزينة الدولة

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه يجب على المسؤولين في الحكومة والمجلس النيابي وضع الإصبع على الجرح بشكل فعلي لا كلامي. فمن غير المقبول إطلاقاً التمادي في عدم البدء بالإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي الحريص على لبنان أكثر من السلطات السياسية فيه، الغارقة بكل أسف، في نزاعاتها حول مصالحها وحساباتها وأرباحها. من غير المقبول عدم بتّ قضية الكهرباء وإيقاف الهدر المالي اليومي على كهرباء من دون كهرباء. من غير المقبول التلكؤ عن القرار الشجاع في إعادة النظر في القوانين الخاصة بأجور موظفين ومتقاعدين وخدمات تثقل الخزينة وتميل بها إلى الإفلاس. من غير المقبول عدم إنجاز موازنة 2019 وضبط نفقات الوزارات… هذه كلها خطايا ضد الشعب والدولة».

وقال في عظة الأحد خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي،

إنه «عندما نسمع المسؤولين من وزراء ونواب يتشكّون من الفساد المتفشّي في الوزارات والإدارات العامة؟ وعندما نشهد كيف يُسرق المال العام، ويُهدر، ويُسلَب، بشتى الطرق؟ وعندما نرى شبيبتنا متهافتة على المخدرات بسبب عدم السهر الكافي من الوالدين والسلطات المدنية، وبسبب دعم المروّجين والتجار، على الرغم من نشاطات الأجهزة المعنية مشكورة. فلا بدّ من أفعال توبة من قبل الجميع، إذ لا شفاء إلا بالتوبة إلى الله. فكما أننا نعيش في «هيكليّة خطيئة»، يجب أن نخرج منها والوصول إلى «هيكلية توبة» تجدّد كل شيء، مثلما تجدّد مخلع كفرناحوم روحاً وجسداً بنعمة المسيح الإله».

وأضاف: «لقد وصلت البلاد إلى شفير الهاوية الاقتصادية والمالية، لذلك يجب على السياسيين والمؤسسات العامة والشعب اللبناني بأسره، وعلى كل واحد وواحدة منا، العيش في حالة تقشف منظم تستفيد منه خزينة الدولة».

وسأل هل عندنا مسؤولون جريئون على اتخاذ الخطوة اللازمة في هذا الإطار؟ نأمل ذلك ونصلّي. إن مخلع كفرناحوم هو اليوم لبنان بكيانه وشعبه ومؤسساته. والرجال الأربعة هم المسؤولون في الدولة أولاً وفي الكنيسة والمجتمع كمعاونين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى