حزب الله: لا نريد من أحد أن يجرّنا لمعارك تمزّق مجتمعنا تحت عنوان مكافحة الفساد
أكد حزب الله أننا لا نستهدف أشخاصاً أو جهات في معركتنا ضد الفساد، وإنما نستهدف ملفات يجب أن يصلح أمرها وتقفل على نظافة، وبالتالي لا نريد من أحد أن يجرنا لمعارك تمزق مجتمعنا تحت عنوان مكافحة الفساد. وشدّد حزب الله من ناحية أخرى على أن معادلة المقاومة هي الردّ على قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي السياق، شدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على أن «موضوع مكافحة الفساد ليس موسمياً أو مرحلياً، فلطالما نحن قادرون على أن نطيح بفساد في مكان ما، يجب علينا أن نفعل، ونحن لا نستهدف أشخاصاً أو جهات أو قوى في معركتنا ضد الفساد، وإنما نستهدف ملفات يجب أن يصلح أمرها وتقفل على نظافة، وبالتالي لا نريد من أحد أن يجرّنا لمعارك تمزّق مجتمعنا تحت عنوان مكافحة الفساد، فنحن واعون لهذه المسألة. هناك بعض سيئيّ النية يضحكون علينا سراً ويقولون لقد وقعوا في الكمين حين قرّروا أن يكافحوا الفساد، ولكنهم سيمزقون أنفسهم ومجتمعهم، ونحن نقول لهم بالفم الملآن، إننا سنخرج نظيفين من هذه المعركة، وسنخرج مجتمعنا نظيفاً موحداً أيضاً، لأننا لا نملك سوء نية تجاه أحد».
وسأل: «لماذا تدفع الرشاوى لأي معاملة تنفّذ، ولماذا أصبحت الرشوة سيدة الموقف في تنفيذ المعاملات، ولماذا لا نحكّم وضع القوانين التي تعاقب على هذا الأمر، ولماذا لا نريد أن نبني مستقبلاً لأجيالنا كي تعيش بأمن واسترخاء تجاه الوضع الاقتصادي أو الإداري في البلد، وبالتالي فإن هذه المعركة طويلة، ومن الواجب علينا أن نواصلها، لا سيما في هذه المرحلة التي لا توجد فيها حروب، وأما الذين يروّجون للحروب، فهم الذين يحاولون تعكير صفو أي إصلاح في الداخل».
وأكد خلال احتفال في حسينية بلدة قبريخا «أننا نعرف أن الحكومة اللبنانية مُجمّعة تجميعاً، وتضمّ قوى متباينة في رؤيتها وأدائها، ولكن تجمعها مصلحة مشتركة، فمن يريد أن يستمر في تحمل المسؤولية في هذا البلد، عليه أن يقدم إنجازاً في هذه المرحلة لشعب هذا البلد، ونحن كنا متواضعين كثيراً تجاه هذا الإنجاز عندما راهنّا عليه مع مثل هذه الحكومة التي تفاخر بأن لديها بعض الأموال الموعودة من سيدر على شكل قروض ميسّرة، علماً أننا ضد سياسة الاقتراض، ولكن لأننا عرفنا الأوضاع المزرية والمتردّية للاقتصاد في هذا البلد، وافقنا على نحو استثنائي على بعض المشاريع التي تعزّز السيولة بين أيدي المواطنين، وتحرّك بعض المشاريع الاقتصادية في هذه المرحلة، وتمتصّ بعض اليد العاملة، وتحرّك الاقتصاد بيعاً وشراء، حتى نخرج من الركود القاتل على المستوى الاقتصادي، وقد فعلنا ذلك استثناء لمصلحة شعبنا، ولكن لا نريد ان نفتح سبلاً لهدر هذه الأموال».
ورأى أن «هناك منفذاً يحرّك كل الوضع الاقتصادي ولا يكلف شيئاً، وجميعنا نعرفه ونطالب به ونعرف حاجة الناس له، ألا وهو تأمين الكهرباء بنظام 24/24، وبالتالي علينا أن نشرع ببناء معامل للكهرباء في لبنان، لأنه بمجرد الشروع في إنجاز ملف الكهرباء، سيجد الجميع تحولاً في الدورة الاقتصادية في البلد».
وقال: «نحن لا نقول إننا نريد الآن الدولة المثالية التي تؤمن كل مستلزمات الناس، ولكن نقول إن على الدولة أن تشعر الناس بأنها جادّة على الأقل في ما وعدت به من إنجازات، خصوصاً أن إمكانات تحققها متوفرة، ونحن لا نبالغ في المطالب، وإنما لدينا مطلب واحد، ألا وهو حل مشكلة الكهرباء، وهذا يتطلب تخفيف العمولات عن تلزيمات الكهرباء، لكي نعرف أنه سوف يصل الحق للناس، وعند الانتهاء من حلّ هذه المشكلة، نتحدّث عن موضوع النفايات، وعن أين أصبح العجز في الموازنة».
ورأى أن زيارة وزير الخارجية الأميركية إلى لبنان «ليست من أجل أن يبشرنا بالحرب، وإنما من أجل إيصال رسالة لإسرائيل الخائفة والمرعوبة بأن أميركا إلى جانبك»، معتبراً أن «الموقف الرسمي اللبناني كان مهماً ووطنياً بامتياز، وقد سمع بومبيو على الأقل لغة واحدة ومضموناً واحداً، فلا تفريط بالأرض، ولا تنازل عن أي متر من السيادة لا في البر ولا في البحر، ويجب أن يعود النازحون السوريون إلى بلادهم بعد أن استقرّت الأوضاع فيها، ولا سيما أن أميركا هي التي تعطل الحل السياسي في سورية، وبالتالي عليها أن تتحمّل هي مسؤولية النازحين، وليس على حسابنا أبداً».
قاووق
ورأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، أن «شعب فلسطين المحاصر والشجاع والأبي، لا يراهن اليوم على القمة العربية في تونس، إنما يراهن على إرادات وبنادق وصواريخ واستراتيجية المقاومة التي حرّرت الأرض في الجنوب، وانتصرت في غزة»، مشدداً على أن «هذه الاستراتيجية هي وحدها ستصنع ما يعجز عنه القادة العرب في قمة تونس».
وأكد قاووق خلال احتفال تكريمي أقامته «جمعية النور» لطلابها المتخرجين في النبطية أن «استراتيجية المقاومة تزداد قوة وبأسا وشدة إن كان في الجنوب أو في غزة، ومعادلة المقاومة هي الرد على قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجائرة، والردّ هو بأن نعمّم ونعزّز ونقوّي مشروع المقاومة في المنطقة، بعد فشل كل الرهانات على المسارات السلميّة الخداعة».
وأضاف: «لا يوجد أي مسار سلميّ مع العدو الإسرائيلي، كان هنالك تضليل وخداع للشعب الفلسطيني والشعوب العربية وقرارات ترامب أنهت هذا المسار التضليل والخداع ».