الشعر سينما المرفوضين
باسل الأمين
رسبت مرّتين في امتحان السينما
لم أكن كفوءًا بما فيه الكفاية
يقولون بغير وجه حقّ
أني لست سينمائياً بما فيه الكفاية
كي أكون دايفيد لينش
ولست نازيّا بما فيه الكفاية
كي أكون هتلر، أعاود رسم العالم بالصواريخ
لو أنهم لم يرفضوا ذاك الشاب الطموح
الذي لا يتعدّى طوله 170 سم
ولم تتعدَّ ريشته ألوان العالم الخضراء
لو أن أحداً في هذا العالم لم يتعرّض للرفض
لظلّ العالم أخضر مثل ملعب غولف
لكنّ الكرة البيضاء الصغيرة
التي تلفظها حفرة اللعب
مثلما يلفظ الحوت المحيط من ظهره
قرّرت أن تحرق فكرة العالم الأخضر
أن تحوّل العالم كلّه حفرة سوداء كبيرة
كي تبات فيها آمنة
ولكن ماذا لو انصرف هتلر الى الشعر
لكان أحرق العالم حقّاً
لظلّ على قيد الحياة
لكنه بهيم.
وها أنا الآن أكتب الشعر مثل البهيم
عاجزٌ أن أخترع صورةً بغير الشِعر
عاجزٌ أن أسقي البحيرة بغير إبريق الريّ
حملت المظلّة لأقدّمها قرباناً للسماء
حملت قفص الهرّة لأصطاد الخنزير
لكنّ العصفور الذي يحتمل العاصفة
يصطدم بالشجرة ويموت
الشِعرُ عصفورٌ، قفصٌ، مظلّةٌ، ابريقٌ
نبتةٌ تلبس معطفا
تموت جافة على الطريقة الإنجليزيّة
الشعر قاسٍ بجماله
يخترع أسباباً لكل شيء
حتى الحزن
يصبح مثل تنورةٍ ترتديها صاحبتها في جنازة
قلبي ميّتٌ أمام جمال فخديها.