زريقة: لسنا بمتنازلين عن حقنا في الدفاع عن أرضنا وتحريرها والعودة إليها
أقام لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس وتحالف الفصائل الفلسطينية في الشمال لقاء تضامنياً في الذكرى الثالثة والأربعين ليوم الأرض دعماً للنضال الوطني الفلسطيني لتحرير الأرض واستعادة الحقوق ورفضاً للمخططات الإستسلامية.
اللقاء عُقِدَ في مكتب منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الإجتماعي وحضره مسؤولون وممثلون عن الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية الفلسطينية، عضو المكتب السياسي في الحزب زهير حكم، منفذ عام طرابلس فادي الشامي وعدد من الأمناء وأعضاء هيئة المنفذية وجمع من القوميين والمواطنين.
في بداية اللقاء جرى عرض فيديو في مناسبة يوم الأرض من إعداد منفذية طرابلس تحت عنوان «30 آذار يوم الأرض والأرض سورِيّة». وعرَّف اللقاء لطيف عطية الذي قال: «إليك أرنو فكأنَّ الصبح آتٍ من تحت جفنيك
إنزَع الغشاوة عن ضباب المساءات
الصبح آت
وإنّما النور لا يأتي إلا من طعنة سكين
إمتشق أيها الزير المهلهل يا بو ليلى
إمتشق ضمائرنا النائمة وهلهل شعرك الغير موزون
واطعن صدورنا لعلّنا نموت بشرف كما أنت
قصائدنا فقدت رحيقها
نحن نفتّش عن بازارات وأسواق عكاظ
فلتسكت الأفواه حين يتكلّم السكين
ويزغرد السلاح المأسور في يد تعزف فنَّ الزغردة والتراويح
يا عمر
يخافون، يرتعدون، حانقين،
خائفين من روضة أخيك…
خافوا أن يكبر وتكبر معه القضية
لأننا نحن يا عمر كما أخيك حين يقسو زند القبضاي
نحسنُ صناعة الفداء
يا عمر
في يوم الأرض، يتولّد منّا. نعم منّا. بلفور جديد
أشقر بثياب العبيد، تمساح عتيق يُحسن تغيير ربطات العنق كالحرباء وتغيير جلده كالحية الرقطاء
عمر أبو ليلى
يا بطل يوم الأرض، يا صاحب المبادرة
يا خالد علوان الويمبي بيروت ويا محمد الدرة فلسطين
ويا هادي جنوب لبنان.
ماذا عسانا نقول في يوم الأرض؟
في يوم الأرض. نقبّل الأرض التي احتضَنْت… أجل، أنت احتضنت الأرض لأنّ صدرك صار أوسع من فلسطين
أما نحن… فوعدنا لك أن نحتضن بالوعي متعمّقين باحتضان النضال والمقاومة بوجه من يغتصب الأرض».
تحالف القوى الفلسطينية
ثم ألقى جلال وهبة كلمة باسم تحالف الفصائل الفلسطينية في الشمال جاء فيها: «نلتقي اليوم لنحيي معاً الذكرى الثالثة والأربعين ليوم الأرض ففي 30 من آذار عام 1976 حين انتفض شعبنا الفلسطيني في الجليل والمثلث حتى النقب رفضاً للقرار الصهيوني بمصادرة الأراضي الفلسطينية، وهبّت معهم كلّ فلسطين والشتات، وكانت ملحمة جديدة تضاف إلى تاريخ شعب أبى الذلّ أو التنازل عن أيّ من حقوقه الوطنية على كامل ترابه.
بعد 43 عاماً لا زلنا ومعنا شرفاء أمتنا وكلّ أحرار العالم نحيي ذاك اليوم المجيد الذي أكد فيه شعبنا الفلسطيني بدماء شهدائنا أنّ حق العودة لا يزول بتقاضم السنين ولا تنتزعه كلّ إتفاقيات الذلّ والعار من «كامب دايفيد» إلى «أوسلو» و «وادي عربة» وأنّ هذه الإتفاقيات لا تمثّل سوى حفنة من الذين وقّعوا عليها وقدموا صكّ اعتراف مجّاني بوجود الكيان الصهيوني ضاربين عرض الحائط كلّ تضحيات شعبنا ونضالاته على طريق العودة والتحرير.
إنّ زخم إحياء هذه المناسبة في عدد كبير من عواصم العالم إنّما هو مؤشر واضح على تمسّك شعبنا في ثوابته الوطنية ورسالة قوية للّذين يعيشون وهم التسوية والسلام الزائف بأنّ صراعنا مع هذا العدو لن يتوقف إلا بزواله عن أرض فلسطين والشهداء الذين سقطوا ولن يكون آخرهم أسطورة فلسطين الشهيد عمر أبو ليلى دليلاً على ذلك الخيار الذي تلتفّ حوله كلّ شرائح شعبنا الفلسطيني.
فلا جنرالات التنسيق الأمني البغيض ولا من خلفهم دعاة التطبيع عرّابو صفقة القرن استطاعوا أن يكسروا إرادة شعبنا الذي لم يتوقف عن بذل التضحيات في سبيل تحقيق أهدافه، فعمليات الدهس والطعن الشبه يومية في القدس رغم ما تعانيه، والضفة الثائرة، والزحف المليوني لمسيرات العودة والتي حشد العدو أكثر من نصف إمكانياته العسكرية على حدود القطاع في محاولة يائسة تعكس حالة التخبّط والعجز أمام الإرادة والعزيمة الفلسطينية المستمدّة من قوة الحق وعدالة القضية، فنراه يلجأ إلى الوسيط المصري مذعناً ومقدّماً للوعود بمطالب كسر الحصار ولو جزئياً تحت تأثير صلابة المقاومة التي فرضت معادلة القصف بالقصف.
وقال: المقاومة هي خيارنا الأوحد بعد أن تجلّت الأطماع الأميركية في منطقتنا فبعد القدس جاء وعد ترامب المشؤوم بضمّ الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني وسقطت نظرية راعي السلام والشريك النزيه التي رُوّج لها لسنوات طويلة تحتّم علينا أن نقف ضمن جبهة وطنية تضمّ كلّ المؤمنين بخيار المقاومة.
فهذا لبنان الحصين بفضل ذهبية الجيش والشعب والمقاومة وسورية التي انتصرت على إرهابهم التكفيري كما العراق واليمن الذي يقاوم العدوان الأميركي السعودي، وإيران الصامدة منذ أربعين عاماً بوجه العقوبات الغربية، وأسرانا الذين يفرضون شروطهم من خلف قضبان السجن نستخلص من كلّ هذه الأحداث الدروس والعبر إنّ فينا قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ».
لقاء الأحزاب والقوى
وتحدّث ناظر العمل والشؤون الاجتماعية في منفذية طرابلس في «القومي» سمير زريقة باسم لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في الشمال فقال:
«ثلاثةٌ وأربعون عاماً مرّت على ذكرى المسيرات الكبرى لحق العودة. لكن حق العودة إلى أرضنا في فلسطين المحتلة لا يعرف معنى الذكرى، فالحق لا ننساه لكي نتذكره ولا نبدّله لكي نُحييه ولا نُخضعه لأهواء المارقين واتفاقياتهم.
إنّ هذه الأرض العظيمة المجبولة بدمائنا ستبقى تعرفُ هوية أبنائها ولو ابتعدوا عنها أميالاً وأميال، وتبقى حافظةً لتاريخها مهما مرّ الزمن، أما أهل هذه الأرض فهم مغروسون باقون صامدون ومقاتلون.
وقوفنا إلى جانب الفلسطينيين ليس تعاطفاً، بل واجب قومي، فنحن شعبٌ واحد والعدوان الصهيوني على فلسطين هو استهدافٌ لكلّ أبناء أمتنا دون استثناء. وإنَّ قارئ التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة والعلم العسكري يدرك هذه الحقيقة جيداً. من هنا، الدفاع عن أرضنا وحق عودتنا إليها هو قرارٌ اتخذناه منذ زمنٍ بعيد ولسنا بمتنازلين عنه.
وتابع: قبل بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين أدرك أنطون سعاده خطر الحركة الصهيونية وحذّر منها. وبعد تأسيسه الحزب السوري القومي الإجتماعي أطلق فرقة الزوبعة الحمراء وأعلن النفير للقتال ضدّ العصابات الإرهابية التي ارتكبت المجازر واحتلت الأراضي وحاولت فرض أمرٍ واقع عنصري مقيت لا يشبه تاريخ هذه الأمة العظيمة.
من هنا نحيّي المقاومة الوطنية في بلادنا وكلّ الاستشهاديين والمقاتلين والجرحى والشهداء ونقول إنّ المخطط واحد في منطقتنا. وندعو إلى وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وبالحديث عن المقاومة لا يمكن إلا أن نرسل تحية وفاءٍ واعتزاز إلى الشام وقيادة الدولة السورية التي احتضنت ودعمت المقاومة الفلسطينية ودافعت في المحافل الدولية عن فلسطين ووقفت بوجه المشاريع الانبطاحية والاستسلامية والعميلة مثل مشروع «أوسلو» الساقط. فكانت دمشق ولا زالت شوكةً من نارٍ وبارود في حلقِ المتآمرين والأعداء، من خلال الشروط الواضحة التي أطلقها الرئيس الراحل حافظ الأسد دعماً للمقاومة الفلسطينية واستكملَها الرئيس بشار الأسد في محاربة الإرهاب والوقوف بوجه كلّ العالم من أجل المقاومة، وبدورنا نتوجّه إلى كلّ العالم بالقول إنّ أعداءنا لن يسلموا على أرضنا إلا باستعادة كلّ شبر منها وخروجهم منها، وإلا لا مكان لهم إلا في المقابر.
وإلى الشام أيضاً نُرسل تحيتنا إلى نسورنا الأُباة، نسور الزوبعة الذين يمحون بدمائهم خطوط «سايكس بيكو» الوهمية ويكتمون صوت «وعد بلفور» العقيم.
إنّ صمود أهلنا في غزة المحاصرة يكشف زيف القرارات والمواثيق الدولية التي تدّعي أنها تريد السلام والعدل لجميع شعوب الأرض. فأين هم من هذا الحصار الجائر؟ على أية حال فإنّ أهلنا في غزة ورغم الواقع المرير منتصرون بصواريخهم التي تدكّ معاقل اليهود الأوغاد وتحرمهم هناء العيش في ديار ليس ملكاً لهم.
في يوم الأرض لا يمكن إلاّ أن نتحدث عن الجولان السوري المحتلّ ونؤكّد أنّ اعتراف ترامب بسيادة كيان العدو عليه لا قيمة شرعية له ولن تكون له أية قيمة، كذلك لن نقبل إلا أن تكون القدس عاصمة لفلسطين وإنّ المحتل ومن يدعمه سيلاقون مصيراً أسود.
في الختام نؤكد أنّ قوة ومصلحة لبنان هي في اتصاله ببعده القومي وليس بعزله عن محيطه كما نؤكّد أنّ دحر الإحتلال وحق العودة لن يتحققا إلا من خلال المقاومة المسلّحة.
وإليكم يا بني أمتي يا من تحمّلتم في نضالكم وصبركم كلّ المآسي وقدّمتم كلّ التضحيات من أجل نصرة القضية… خذوا نموذج لبنان وغزة والشام وعمّموه على كلّ شعوب العالم وقولوا لهم إنّ القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره».
التوحيد الاسلامي
وباسم حركة التوحيد الإسلامي ألقى الدكتور معاذ شعبان كلمة حيا فيها صمود أهلنا في غزة والضفة، مؤكداً «أنّ تضحيات وابتكارات المقاومة تربك العدو وتدهش العالم».
وحيّا شعبان إيران التي تدعم المقاومة، والشام التي درّبت وساعدت ودعمت المقاومة ودفعت ثمناً باهظاً لوقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية، وقال: «لقد جمعوا شذّاذ الآفاق من كلّ أنحاء العالم لمحاربة سورية التي تدعم المقاومة الفلسطينية منذ تأسيسها».
وأكد أنّ «الجولان ليس ملكاً لترامب لكي يتكلّم عنه. أما التكفيريون الذي يزعمون أنّ سورية تخلت عن الجولان، فهؤلاء وصلوا إلى القنيطرة وكلّ ما فعلوه مع العدو هو الاستشفاء في مراكزه والإحتماء».
وختم: نحيّي كلّ الشهداء في لبنان وفلسطين وسورية ونحيي كلّ فصائل المقاومة».
«البعث»
وفي مداخلة له، قال ممثل حزب البعث العربي الإشتراكي في الشمال: «لا يوم كيومك يا فلسطين، إنه يوم ذلّهم، يوم غيِّهم، يوم الذين تكالبوا عليك فسقطوا أرضاً، يوم الذين لم يستكينوا يوماً في التآمر على حقوقك، وهدر ثرواتك، إنه يوم الذين انكسروا، إنه يوم الذين يحاولون أن يأخذوا قرارات لا شرعية، وقرارات لا جدية، وقرارات أشبه بقرارات هزلية، يحاولون فيها طمس وجودك، إنك اليوم عروس تُزف لألف شهيد، وإنك اليوم أمّ تحتضن ألف عمر.