الذعر..

ملأني الذعر

كيف يتملكنا الوهم هكذا أكثر من الحقيقة؟؟

كيف ندافع عنه بضراوة وننكرها بحفاوة؟؟

أنا من آويت غربان الخواء صدري

وتركت أروقة القلب مشرعة للسراب

أنا من رسمت جناحاه على الأرصفة والطرقات

وزواريب الذاكرة وكسرت أجنحتي ليطير هو..

فسقطت!!

لم أدّع الموت لكني متُ مراتٍ ومرات

لم يكن يدري كيف يتوقف العمر بمحطةٍ ما

فلا يعود الموت بعدها يخيف حتى..

ولأني أحيا بكبرياءٍ تعيس

كبرياءٍ ثقيل

كبرياءٍ مظلم

تركتُ العتمة لي وحدي ومضيت..

لم تأخذني الحياة يوماً على محمل الجد

بل كانت لا تتوقف تعثرني وتضحك عالياً بصخب

ولم تكن تكل من خيباتي المتلاحقة

حتى ترمي الأخرى بوجهي..

وأنا كما دائماً ألاحقها كفراشات الحقل

وأعدّها واحدة اثنتان ثلاث أربع..

وأبتسم أبتسم فقط !!

نحن الذين ندّعي الشعر نتقن أكاذيبه بشراهة

نتقن مواسم الحزن وأعراس الفرح

نتقن خذلان الحب كما رعشاته المرمية

على أطراف السرير..

نحن من ندّعي أن الشعر يأتي

مع سرب الحمام وألوان الطيف

نجرّ خلفنا اختلاجاتنا وشهقات أرواحنا

كما نسحب سلاسل الكلمات من بين السطور بغير ألم..

فالشعر كما الحب قيد..

قيدٌ لا انعتاق فيه.

الدخان لا يطال الجحيم وحده

الدخان يطال كل شيء هنا حتى الأفكار

فتصبح خانقة جداً كبئرٍ موحشة..

لم تُبن الأشياء على مقاساتنا يوماً

كما رحيله الذي جاء فضفاضاً جداً..

تاركاً لي مساحاتٍ كبيرةٍ من الندم والوحدة

مساحاتٍ لا يمكن رتقها بسواه

مساحاتٍ قد تفيض يوماً وقد تُغرق

وأنا لا أملك بيدي

سوى قشته !!

ريم البندك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى