الهبة الإيرانية تتعثر
روزانا رمّال
زار الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني علي شمخاني في وقت سابق من شهر تشرين الاول الماضي بيروت، وأعلن منها أنّ بلاده قرّرت تقديم هبة عسكرية للجيش اللبناني، عربون محبة وتقدير للبنان ولجيشه الباسل، وهي عبارة عن بعض التجهيزات التي تساعد هذا الجيش في المواجهات البطولية التي يخوضها ضدّ الإرهاب الآثم، مؤكداً انّ هذا الوعد ليس طويل الأجل، وإنما ستقدم هذه الهبة بشكل عملي خلال زيارة رسمية يقوم بها وزير الدفاع سمير مقبل إلى إيران لتسلّمها في شكل رسمي.
ذهب مقبل الى ايران وأبدى شكره وامتننانه للعرض، وأعلن من طهران تبنّيه المبادرة إلى تسلّم الهبة، لافتاً الى مبادرة مشابهة قبلها الأكراد من ايران وهم اصدقاء واشنطن، وفي هذا تساؤل أو تبرير وضعه الوزير للهبة الإيرانية للبنان أمام شعب لبنان وحكومته.
عاد مقبل الى بيروت وأخذت الهبة تتفاعل بين الأوساط السياسية والإعلامية والحزبية، وبقي الموقف منها غير محسوم رسمياً أو ملتبساً…
الجديد في الملف زيارة وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقد رافقت الزيارة وأعقبتها أجواء التشويش المفتعلة، لأنّ الزيارة أوحت بأنها تحمل بشائر خير إيجابية لجهة قبول الحكومة اللبنانية للهبة الإيرانية، خصوصاً أنّ الزائر هو وزير الدفاع عشية انعقاد مجلس الوزراء الذي قيل إنّ موضوع الهبة سيُطرح على جدول اعماله.
مصادر مقرّبة من وزيرالدفاع أفادت انّ موضوع الهبة لم يكن على جدول أعمال زيارته إلى السيد نصرالله، لأنّ السيد يعلم حجم التعقيدات التي تحيط بهذا الملف وتعترضه، وفي مقدمتها انّ هناك من لا يريد خط اتصال مباشر بين الجيشين اللبناني والإيراني قابلاً للتطوّر والنمو.
انّه أمر ليس بيد قائد الجيش ووزير الدفاع الداعمين لقبول الهبة، بل بيد الحكومة المكوّنة من مجموعة كتل سياسية يجاهر أغلبها برفضه الهبة الايرانية، وتوقعت المصادر في ما يتعلق بالهبة ان يكون مصيرها التأجيل تلو التأجيل، لأنه المخرج الأقلّ إلحاقاً للأذى بوضع سياسي متوتر وسيّئ في البلاد، ولا تنقصه هزات إضافية، والعلاقات اللبنانية ـ الايرانية بغنى عن رسالة سلبية من هذا النوع، خصوصاً أنّ حسم أمر الهبة بالرفض سيجعل من القضية عنواناً لردّ الاعتبار والكرامة لإيران، والذي سيعتبر حلفاؤها انها في موقع فاعل الخير المعتدى عليه، بينما يبقى التأجيل أقلّ وطأة من الرفض كما هو بالنسبة إلى الرافضين أقلّ وطأة من القبول.
أما عن مبرّر الزيارة فقالت المصادر المقرّبة من وزير الدفاع انّ البحث تناول الخطط الأمنية التي ينفذها الجيش اللبناني في أكثر من منطقة، وخصوصاً منطقة البقاع في ضوء التوترات التي شهدتها، وبعض الأحداث الأمنية والمخاوف من مخاطر ما ستقوم به المجموعات المسلحة التابعة لـ»داعش» و«النصرة» في جرود عرسال مع بدء موسم الشتاء. وأكدت المصادر انّ الاتفاق كان تاماً في وجهات النظر وأنّ حزب الله وضع كلّ إمكاناته بتصرّف الجيش لإنجاح خطته الأمنية من جهة، ولدعم اي خطة مواجهة عسكرية يضعها لحماية المناطق اللبنانية من خطر الإرهاب من جهة أخرى.
«توب نيوز»