955 نازحاً عادوا طوعياً إلى سورية بإشراف الأمن العام
في إطار العودة الطوعية التي ينظمها الأمن العام للنازحين السوريين، غادرت أمس دفعة جديدة من مناطق مختلفة باتجاه سورية، بمواكبة الجيش والصليب الأحمر، وحضور ممثلين عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وموظفين من وزارة الصحة. وأكد العائدون أنّ «إمكانية العودة والعيش بشكل طبيعي سورية متوفرة وبشكل آمن».
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان أنها قامت اعتباراً من صباح أمس، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، وبحضور مندوبيها بتأمين العودة الطوعية لـ 955 نازحاً سورياً من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر مراكز المصنع، القاع والعبودية الحدودية.
وأشارت إلى أنّ دوريات منها واكبت النازحين الذين انطلقوا بواسطة حافلات أمّنتها السلطات السورية لهذه الغاية من نقاط التجمع المحدّدة في المصنع، طرابلس، العبودية، النبطية، صيدا، برج حمّود والقاع حتى الحدود اللبنانية – السورية.
وفي تفاصيل رحلة العودة، غادر نحو 40 نازحاً ملعب صيدا البلدي إلى ديارهم في سورية. وعمل المكتب الإقليمي للأمن العام في الجنوب على اتخاذ جميع التدابير الأمنية واللوجستية لهم، فيما تابعت تسيير أوضاعهم منظمات دولية ولبنانية اجتماعية وصحية.
كذلك، غادرت دفعة من النازحين قوامها أربعون شخصاً بينهم 16 طفلاً النبطية على متن حافلتين أقلتاهم من مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي في النبطية نحو الأراضي السورية، بمواكبة من الجيش والأمن العام والصليب الأحمر اللبناني. وكان العائدون بدأوا التجمع في ساحة وقاعة المركز الذي وفر الحماية الأمنية له الجيش. فيما دقق الأمن العام في أسماء العائدين والمسجلين مسبقاً لدى مراكزه بإشراف شعبة معلومات الجنوب – دائرة الأمن القومي في الأمن العام في الجنوب. وتولى فريق من وزارة الصحة تلقيح الأطفال العائدين في حضور مندوبين عن جمعيات الأمم المتحدة وهم من الإناث اللواتي وجهن أسئلة للعائدين حول ما إذا كانت العودة بإرادتهم وطوعية أو عكس ذلك. وأجمع الجميع على أنهم باختيارهم وإرادتهم يعودون إلى ديارهم بعد سبع سنوات من الغياب عن سورية.
وشهد معبر القاع – الجوسية الحدودي مع سورية عودة عشرات العائلات السورية النازحة، وسط إجراءات اتخذها الأمن العام، بعد أن تجمّعت منذ ساعات الصباح، وتولت باصات سورية خاصة نقل النازحين إلى الداخل السوري.
وفي الشمال، انطلقت من طرابلس، دفعة من النازحين، وتجمّعوا في باحات معرض رشيد كرامي الدولي، وسط إجراءات إدارية وميدانية لعناصر الأمن العام. وأشرف رئيس شعبة الأمن العام في الشمال العقيد خطّار ناصر الدين على عملية انطلاق الحافلات التي توجهت نحو معبري العريضة والدبوسية.
وتوافدت عشرات العائلات إلى نقطة العبودية الحدودية مع سورية في محافظة عكار، في حضور ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بإشراف رئيس مكتب معلومات الأمن العام في عكّار الرائد وسيم الصايغ، وتمّ التدقيق في اللوائح الإسمية لأفراد العائلات المغادرة.
وفي برج حمّود، تجمّع عدد من العائلات السورية في ملعب البلدة وسط إجراءات اتخذها الأمن العام الذي قام بتفتيش ما تحمله هذه العائلات من أغراض في طريق عودتها إلى سورية إضافة إلى التدقيق في الأوراق الثبوتية اللازمة. وأكد هؤلاء أنّ عودتهم إلى ديارهم طوعية وانّ الاتصالات التي أجروها مع من سبقهم من العائلات تؤكد «إمكان العودة والعيش بشكل طبيعي في المناطق العائدين إليها».
«اللبناني الواعد»
إلى ذلك، أعلن الحزب اللبناني الواعد في بيان أنه انطلقت أمس الدفعة السادسة من النازحين السوريين العائدين إلى ديارهم من كسروان وقد ضمّت 155 نازحاً.
أضاف «كما أظهرت التجربة المتّبعة من الأمن العام اللبناني أنها ناجحة، وأثبتت جدواها، وتأتي انطلاقاً من مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكان أمام زوّاره الأجانب، أو في المحافل العربية والإقليمية والدولية، والتي تركّز على العبء الذي لم يعد للبنان القدرة على تحمّله».
وأوضح الحزب أنّ مبادرته «المشروع الوطني لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم « التي انطلقت المرحلة الأولى منها في الأول من تشرين الثاني 2018، أثبتت نجاحها الكبير بعد عودة أكثر من 2000 نازح سوري من كسروان إلى ديارهم من خلال هذه المبادرة، واكدت أنّه حين تتوافر الإرادة يصبح التنفيذ ممكناً، وتثبت بالتالي أنّ الحجج التي يطلقها بعض الأطراف المحلية عن عدم رغبة النازحين بالعودة، تندرج في إطار «الكذب» الذي ملّ اللبنانيون سماعه… وفي هذا المجال ندعو اللبنانيين بأنفسهم الى تقديم مصالحهم على أيّ مصالح وغايات موجودة لدى أطراف محلية انطلاقاً من ولاءاتها الخارجية».
وتوجه إلى السوريين، بالقول «لا تصغوا إلى محاولات تخويفكم، فمن عادوا يعيشون بخير وسلام، وفي ظلّ ظروف توفر لهم الحياة الكريم على أرضه».
وفي هذا الإطار، ينظم الحزب، جولة للإعلاميين إلى المناطق التي عاد اليها النازحون «انطلاقاً من تواصلنا مع العائدين الذين يؤكدون أنّ خطوتهم بالعودة كانت الخيار الصائب. وسنعود بعد هذه الجولة بالصور والأدلة التي تؤكد صوابية العودة».