بوتين يكشف عن أفضلية النفط والغاز الروسي
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن «روسيا تخطط لاعتماد استراتيجية جديدة لتطوير الجزء الروسي من القطب الشمالي حتى عام 2035».
وقال بوتين أثناء كلمة ألقاها في المنتدى الدولي لمنطقة القطب الشمالي المنعقد في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، أمس: «ننوي العام الحالي إعداد واعتماد استراتيجية جديدة لتطوير الجزء الروسي من القطب الشمالي حتى عام 2035. ويجب أن توحّد هذه الاستراتيجية فعاليات مشاريعنا الوطنية وبرامج الدولة والخطط الاستثمارية للشركات التي تقوم بتطوير البنية التحتية وبرامج تطوير الأقاليم والمدن القطبية».
وشكر بوتين ضيوف المنتدى لـ«استعدادهم للشراكة وإدراكهم للمسؤولية العامة عن مستقبل وتنمية القطب الشمالي المستقر والراسخ».
كما دعا الشركاء الأجانب إلى «التعاون في بناء السفن والاتصالات والأمن والتعدين في القطب الشمالي».
وأفاد بأن «إحدى المهام الأولية لرئاسة روسيا في المجلس القطبي عام 2021 تضمّ تحريك التكنولوجيات البيئية في كل المجالات بما فيها الصناعة والنقل والطاقة».
وتابع: «ننفذ مشاريعنا في القطب الشمالي على أساس أحدث المقاييس البيئية بالذات»، مشيراً إلى أن «القطب الشمالي يحصل على أكثر من 10 من مجمل الاستثمارات في روسيا». كما عبّر عن اعتقاده بأن «أهمية القطب الشمالي في الاقتصاد الروسي ستتزايد».
من جهة أخرى، أعلن بوتين، أنه «إذا انخفضت أسعار النفط إلى أقل من 40 دولاراً للبرميل، فسيكون هناك شك في ربحية إنتاج النفط الأميركي، على عكس الروسي».
وفي معرض حديثه عن طرق إنتاج النفط الأميركي، وخاصة عن طريقة التكسير الهيدروليكي، قال «إن هذه هي الطريقة الأكثر ضرراً بيئياً لاستخراج الهيدروكربونات»، مضيفاً:
«إن إنتاج النفط بهذه الطريقة، أعلى تكلفة بكثير من إنتاج النفط والغاز في روسيا، حتى في الأماكن التي يصعب الوصول إليها. لذلك، فنحن في هذا الموقف نشعر بالثقة التامة. وأكثر من ذلك، فإنه إذا انخفض سعر النفط لأقلّ من 40 دولاراً، فإن ربحية الإنتاج في الولايات المتحدة ستصبح محل شك».
من جهة ثانية أعلن الرئيس الروسي، أن «هناك دولاً عديدة في العالم تبذل جهوداً لتطوير مصادر بديلة للطاقة، ولكن لا يوجد انتقال سريع إليها من النفط والغاز».
وقال بوتين خلال الجلسة العامة للمنتدى الدولي للقطب الشمالي: «إننا نرى جهود البشرية في تطوير مصادر بديلة للطاقة، في حين لا يوجد انتقال سريع من النفط والغاز إلى المصادر المتجددة».
وأشار الرئيس الروسي إلى أن» روسيا لم تتخلّف في قطاع الطاقة رغم أن العقوبات تعيق التنمية».
وقال بوتين: «دعونا لا ننسى أن روسيا بلد ضخم يتمتع بقدرات الطاقة الكهرومائية، إننا نعمل على تطوير وسنواصل تطوير الطاقة النووية. لدينا 16 فقط من توليد الطاقة النووية. ففي فرنسا بالفعل أكثر من 90، ولدينا 16 فقط، يجب علينا على الأقل الحصول على 25 . جيراننا فنلندا سوف يبنون، وما إلى ذلك. حتى هنا لم نتخلف».
على صعيد آخر، أعلن الرئيس الروسي، أن «العلاقات بين روسيا والسويد تنمو بالرغم من الصعوبات»، وأعرب عن أمله في «رؤية ممثلي الأعمال السويديين في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي».
وخلال لقائه مع رئيس وزراء السويد، ستيفان ليفي، على هامش منتدى القطب الشمالي الخامس، قال بوتين «أود أن أشكركم على تلبية الدعوة. التعاون في القطب الشمالي في منتهى الأهمية بالنسبة لنا. وإنها فرصة لمناقشة التعاون الثنائي».
وأضاف بوتين «العلاقات تنمو رغم الصعوبات. فقد ارتفع حجم التبادل التجاري العام الماضي بأكثر من 30 بالمئة نتمنى رؤية ممثلي الأعمال السويديين في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي».
الجدير بالذكر أنه وفقاً لبيانات مصلحة الجمارك الروسية، بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2018 بين روسيا والسويد 5.363 مليار دولار، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 32.63 بالمئة أي بقيمة 1.32 مليار دولار مقارنة مع عام 2017.
وتستضيف مدينة سانت بطرسبورغ، خلال يومي 9 و 10 نيسان، أعمال منتدى القطب الشمالي الخامس تحت عنوان «منطقة القطب الشمالي ساحة حوار».
ويعتبر هذا المنتدى إحدى أهم الساحات المحورية لمناقشة القضايا الخاصة بمنطقة القطب الشمالي وآفاقها المستقبلية على المستوى العالمي.
والموضوع المطروح اليوم للمناقشة هو: «منطقة القطب الشمالي محيط الفرص والإمكانيات».
ويضم برنامج المناقشات ثلاثة محاور، هي: « المناطق الساحلية» و» في عرض المحيط» و» التنمية المستدامة».
ويُذكر أن وكالة «روسيا سيغودنيا» تشارك في نشاط هذا المنتدى بصفة الشريك الإعلامي العام.