«القومي»: نقف إلى جانب إيران في مواجهة الضغوط والعقوبات والعدائية الأميركية لأنّ ما تقوم به أميركا هو لمصلحة العدو الصهيوني الذي يغتصب أرضنا ويقتل شعبنا
اعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أصدرته عمدة الإعلام أمس أنّ القرار الأميركي بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، يعبّر عن صلف السياسات الأميركية الاستعمارية تجاه الدول والشعوب، ويلقي على الإدارة الأميركية مسؤولية رفع مستويات التصعيد إلى حدّ يهدّد الأمن والسلم الدوليّين، خصوصاً أنّ الحرس الثوري الإيراني تشكيل رسمي من تشكيلات الجيش الإيراني، والقرار الأميركي بشأنه، هو شكل من أشكال العدوان غير المسبوق، ضدّ دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة.
وعليه، فإنّ القرار الأميركي، عدا عن كونه يمثل انتهاكاً خطيراً ومتعمّداً للمواثيق والقوانين الدولية، ويضع الاستقرار العالمي على خط زلزالي يؤدّي انفجاره إلى عواقب وخيمة وكارثية، فإنه يكشف بوضوح، عن مخطط أميركي لاستعمار العالم وإخضاع الشعوب، بالعقوبات الاقتصادية والحصار المالي الذي يطال الدول والمؤسسات والأفراد. وهذه سياسة استعمارية مارستها الولايات المتحدة ضدّ سورية والعراق، وضدّ قوى وأحزاب المقاومة، وضدّ العديد من المؤسسات والأفراد في المنطقة العالم، كما أنها وضعت نصف اللبنانيين على قائمة عقوباتها المالية.
إنّ هذه السياسة الاستعمارية التي تنتهجها الإدارة الأميركية، هدفها تفتيت المجتمعات قاطبة، وتحويلها إلى دول فاشلة خاضعة للمشيئة الأميركية ـ الصهيونية، وتسيّد شريعة الغاب الأميركية. وهذا تحدّ يضع مستقبل الدول ومصائر الشعوب في المنطقة والعالم على المحك، إنْ لم تقم الدول والشعوب قاطبة بمسؤولياتها تصدّياً لغطرسة القوة الغاشمة الاستعمارية الأميركية.
إنّ دول العالم، لا سيما الحليفة لواشنطن، بما فيها الشعب الأميركي، مطالبون جميعاً بلعب دور فاعل ومؤثر لمواجهة هذا النهج الاستعماري الذي تمارسه الإدارة الأميركية، ولتفادي حدوث الانفجار والفوضى. فترك الساحة الدولية مشاعاً ومسرحاً لغطرسة الإدارة الأميركية، وتخبّطها وسياساتها الفاسلة في المنطقة، يقوّض الاستقرار العالمي.
وفي هذا السياق، فإنّ تماهي مواقف بعض المجتمع الدولي مع مواقف الإدارة الأميركية يدفع هذه الإدارة إلى التمادي في انتهاك القانون الدولي وضرب القرارات الدولية بعرض الحائط، ومن نماذج هذه الانتهاكات، اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني، وبالسيادة الصهيونية على الجولان السوري المحتلّ، وصولاً إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، عدا عن ثبوت رعاية أميركا ودعمها للمجموعات الإرهابية في سورية. وذلك كله أنّ الولايات المتحدة الأميركية، تنظر الى المنطقة بعين «إسرائيلية» وتسخّر كلّ جبروتها وقوّتها وغطرستها لخدمة مصالح الكيان الصهيوني الغاصب، وإنّ رفعها لمنسوب التصعيد وتهديد الاستقرار، هدفه الضغط على دول وقوى المقاومة لتمرير صفية القرن لتصفية المسألة الفلسطينية كرمى للعدو الصهيوني العنصري.
يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي بأنّ قرارات الإدارة الأميركية التي تصنّف دولاً وقوى مقاومة بأنها منظمات إرهابية، لا تلغي الحقيقة الراسخة والمطلقة، بأنّ أميركا هي التي ترعى الإرهاب وهي التي تمارس الإرهاب مباشرة عبر حروبها وتدخلاتها، وبالواسطة، من خلال العدو الصهيوني والتنظيمات الإرهابية المتعدّدة الجنسيات.
ويلفت الحزب، إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف بحزم وثبات إلى جانب قضيتنا العادلة، وتدعم حق شعبنا في مقاومة الاحتلال والعدوان والعنصرية. وفي وقت تحاك أخطر مؤامرة لتصفية المسألة الفلسطينية، تقودها أميركا وتشترك فيها دول عديدة في المنطقة، فإنّ إيران تجاهر بدعمها للمقاومة الفلسطينية في كفاحها من أجل تحرير فلسطين كلّ فلسطين، وهذا هو السبب الرئيس للقرار الأميركي حول الحرس الثوري الإيراني.
ويعتبر الحزب، أنّ الإدارة الأميركية ارتكبت حماقة فظيعة بقرارها العدائي تجاه إيران، وهي ستتحمّل تبعات هذا القرار، خصوصاً أنّ الردّ الإيراني جاء سريعاً، حيث أصدر مجلس الأمن القومي الإيراني قراراً صنّف بمودبه القيادة المركزية للقوات الأميركية في غرب آسيا مجموعة إرهابية، وهذا القرار الإيراني عدا عن مشروعيته، يشكل ردّاً من العيار الثقيل.
إنّ الحزب القومي يدين بشدة القرار الأميركي، ويؤكد على حق إيران في اتخاذ الإجراءات والخطوات التي تراها مناسبة للدفاع عن سيادتها وكيانها وشعبها وحرية قرارها. وكما تقف إيران إلى جانب فلسطين وقضيتنا، وتدعم مقاومة شعبنا ضدّ الاحتلال والإرهاب، فإنّ شعبنا يقف بكلّ قواه، الى جانب إيران في مواجهة كلّ الضغوط والعقوبات والقرارات الأميركية، لأنّ كلّ ما تقوم به أميركا هو لمصلحة كيان العدو الصهيوني العنصري الذي يغتصب أرضنا ويقتل شعبنا.