مهرجان تكريمي للمطرانين اليازجي وإبرهيم: لمواجهة الظلم وصفقة العصر

نظّم «اللقاء الارثوذكسي» والرابطة السريانية في جامعة الحكمة فرن الشباك مساء أمس، مهرجاناً تكريمياً لمطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم في الذكرى السادسة لخطفهما، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي، ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري النائب السابق عاطف مجدلاني، ونوّاب وشخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية وبلدية واجتماعية ومهتمين.

بداية، قال رئيس حزب «الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي في كلمة له «الأكثر إيلاماً من افتقادنا المطرانين الجليلين بيننا اليوم، صمت العالم المعتبر متمدّناً، عن واقع بمثل هذه الهمجية النكراء. ربما، صعب على بعضهم التصرف، أو اتخاذ مبادرة ما، نحو معرفة مصير الأسقفين المفقودين، ولكن هل يصعب، بل يستحيل علينا الذكر والتذكر على الأقلّ، كي لا يكون نصيب هذه الفاجعة الإنسانية، تجاهلاً ونسياناً؟.

وأضاف «عذراً، فأنا أمام هول هذا الواقع الأليم، لن أعمد إلى مواساتكم بكلام معسول، عن التعايش والتسامح وتقبّل واحدنا للآخر، فهذه التعابير، تستمدّ جدواها مما يكون بين الناس من فرق واختلاف، فهل نحن في الحق والخير والعدل والمودة، مختلفون كي نتعايش، ونتجاوز الاختلاف؟».

وتابع «نحن، في مواجهة الظلم واحد. نحن، في طلب الحق والعدل واحد، بل نحن في عين الله واحد. ونحن في وجعنا على غياب الوجهين الكريمين الجليلين، نفس واحدة. ليس المطلوب من إنسان، أن يتسامح ويتساهل ويتعايش مع نفسه، بل أن يواجه الدنيا كلها صارخاً غير متساهل أو متهاون، علّ العالم بأسره يفهم: إنْ كان هذا الصمت المريب الخامل يفقدنا حضور المطرانين ابراهيم واليازجي بيننا اليوم، فهو يفقد العالم المتمدّن صدقيته وإنسانيته وكلّ ادّعاءاته إلى الأبد».

بدورها، شكرت شقيقة الإمام المغيّب موسى الصدر رباب الصدر «للقاء الأرثوذكسي» والرابطة السريانية مبادرتهما إحياء هذا المهرجان، وقالت «واحدة من الأفكار العظيمة التي حمل لواءها الإمام الصدر كانت التقريب بين المذاهب الإسلامية، والحوار بين الحضارات والأديان، وتغييبه كان تمهيداً لما نعاني اليوم من قطيعة بين المذاهب، وصدام عابر للحدود والبحار. أما عن المطران بولس اليازجي والمطران يوحنا ابراهيم، فمسيرتهما شاهد على أن سحر الشرق في تعدديته، وجمال الشرق في انفتاحه، ومن خطفهم أراد أن يخطف هذا الجمال بدفع مسيحييه للارتحال عنه. اجتماعنا اليوم رسالة قوية فحواها اننا باقون باقة أمل ورجاء لكل المتعبين والتواقين الى الحرية والعدالة والجمال».

من جهته، أكد الأمين العام «للقاء الارثوذكسي» النائب السابق مروان ابو فاضل أنّ استمرار تغييب اليازجي وإبراهيم يشدّ من عزيمة اللقاء في متابعته الحثيثة لمعرفة مصيرهما «ولن تكم أفواهنا حتى تعودا، لأننا لن ننسى ولن نسكت».

وحذّر من «صفقة القرن»، رافضاً «عقائدياً ودينياً وسياسياً، الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية كما يسميها رئيس وزراء العدو الإسرائيلي».

أما رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام فقال «على لبنان أن يثبت ويتصرف أولاً أنه دولة، مطلوب الآن نهضة وثورة تقتلع فساد نظام، مطلوب دينامية وإعطاء أمل وثقة ورجاء لشعب عبر إنجازات قضاء حرّ نزيه، كهرباء، بيئة، فرص عمل، تقشف، وعبر ورشة تعمل لعودة النازحين السوريين دون تذاك وتلاعب بألفاظ وعبر الإصرار على دولة فلسطينية دون «صفقات قرن» ورفض التوطين».

ودعا إلى رفض «إرادات الخارج وقراراته حين تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا وإلى وقف الكسل والدلع والنكد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى